أميركا تمول مدارس ابتدائية «لكسر خجل» البنات في باكستان

TT

قالت وزارة الخارجية الأميركية مساء اول من امس، انها بدأت برنامجا تجريبيا في تعليم البنات الباكستانيات بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو اس ايه أي دي) يهدف الى تطوير التفكير النقدي وكسر الخجل لدى البنات الصغيرات. وقالت الخارجية ان البرنامج يمكن ان يعمم على دول عربية واسلامية اخرى قريبا.

وجاء في بيان أصدرته الوكالة أن البرنامج، الذي أطلق عليه اسم «إطلاق العنان للثقة بالنفس والإبداع»، يهدف إلى «تحسين نوعية الدراسة والتعليم خلال السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية لدى الفتيات الصغيرات».

ووفق منشور «واشنطن فايل» الذي تصدره وزارة الخارجية الأميركية فإن البرنامج الذي يستمر خمس سنوات، بكلفة 4.5 مليون دولار، تديره مؤسسة «الآغا خان»، المنتمية للطائفة الاسماعيلية الشيعية، عن طريق ست منظمات محلية غير حكومية موالية للولايات المتحدة في 155 مدرسة ابتدائية تدعمها حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الحليف للولايات المتحدة في ما تطلق عليه البلدان بالحرب على الارهاب، في إقليمي بلوخستان والسند الجنوبيين. ويستهدف هذا البرنامج التجريبي، الذي يأتي كجزء من محاولة الولايات المتحدة إحداث تغييرات في المفاهيم الاسلامية، البنات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين الثلاث والسبع سنوات، واللاتي يعشن في المناطق الريفية النائية حيث يُهمل تعليم البنات إلى حد كبير في باكستان ويضطررن الى الذهاب الى بعض المدارس الدينية.

وقد وضع برنامج لتطوير «التفكير النقدي» والجرأة في التصرفات وتحصيل العلم عن طريق ألعاب الأطفال والنشاطات الجماعية مثل رواية القصص وتلاوة الأشعار والنشاطات الفردية الملائمة لاهتمامات الطفل، كالرسم والتمثيل، بدلا من أسلوب التعليم الديني التقليدي الذي يعتمد على حفظ ما في الكتب الدراسية والاسلامية عن ظهر قلب.

ونقل منشور «واشنطن فايل» عن راندي هاتفيلد، مدير برنامج مؤسسة الآغا خان للتعليم في باكستان قوله «شاهدت تغيراً لا يستهان به في ما يحدث في غرفة الصف أثناء زياراتي. فبدل بنات صغيرات يضحكن بخجل أمام الزائر وتحضهن معلمتهن على طرح الأسئلة أو الإجابة عنها، أظهرت البنات اللاتي دربهن البرنامج ثقة أكبر وأجبن بجرأة على الأسئلة كما طرحن الأسئلة على الزائر بدون أي مساعدة من المعلمة». وقال هاتفيلد، إن تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية محدود بمشروع بلوخستان والسند، ولكنه يتوقع أن تقوم جهات مانحة أخرى، وربما الوكالة أيضا، بدعم مدارس ابتدائية تطبق البرنامج في بقية أنحاء باكستان بل وفي دول اسلامية اخرى في المستقبل القريب، وخصوصا في الدول التي ترى فيها الولايات المتحدة ان النساء لا يشكلن حائط دفاع ضد الافكار الاسلامية والدينية.

وأشار هاتفيلد إلى وجود تحرك من جانب مؤسسة الآغا خان، لنقل تطبيق البرنامج إلى مدارس ابتدائية في شمال باكستان، وخاصة في مدينة شيترال، حيث تنشط المؤسسة الثرية. وأشار هاتفيلد إلى أن البرنامج يعتبر نموذجا منخفض التكاليف لا تزيد تكاليف بدء تطبيقه على ألفي دولار وهو ما يمكن تكراره سريعا في باقي الدول الاسلامية. ولكنه أشار أيضاً إلى أن البرنامج يتعاطى مع الأطفال فقط خلال العامين الدراسيين الأولين. وأضاف ان وزارة التعليم الباكستانية ترغب في تبني هذا البرنامج في مناطق أخرى في باكستان، اذ يوجد في باكستان حالياً 160 ألف مدرسة ابتدائية.