التهديد الأصولي للإمارات على موقع «السقيفة».. قديم وسبق أن نفاه مقربون من «القاعدة»

الموقع الإسلامي يعتذر عن عدم انتباهه لما نشر.. ومراسلة «بلومبيرغ» لم تنتبه لتضارب التواريخ

TT

حذرت مديرة معهد الصحافيين المحترفين في لبنان (مقره الجامعة اللبنانية الأميركية ـ بيروت)، ماجدة أبو فاضل، من مغبة استخدام مصادر غير موثقة في القصص الصحافية، خصوصا عندما يتعلق الموضوع بالنواحي الأمنية لبلد ما. ويأتي كلام ابو فاضل تعقيبا على خبر نشر قبل 4 أيام على الموقع الإلكتروني لشبكة «بلومبيرغ» الإخبارية، نقل تهديدا من شخص مجهول لقادة دولة الامارات العربية ينفذ خلال 10 أيام في حال لم يطردوا غير المسلمين من البلاد. وجاء في الخبر ان التهديد نشر على أحد المنتديات الإلكترونية العربية يحمل اسم «السقيفة» بتاريخ 19 يوليو، وأن الموقع الإلكتروني المذكور يقوم بـ«نقل بيانات تنظيم القاعدة». وتقول أبو فاضل «في مثل هذه الحالات يكون أمام الصحافيين عادة خياران، إما نقل ما ورد في البيان، كما هو ومن ثم ذكر انه لم يتسن تأكيد الوارد فيه، أو الاتيان بمصادر مختلفة لاثبات او نفي الوارد فيه». وكان الصحافيان اللذان عملا على الموضوع المنشور على «بلومبيرغ»، تحدثا إلى محلل أمني اعتبر انه «هناك حالات قليلة تربط فيها مثل هذه التهديدات بالهجمات الحقيقية».

كما تحدثا إلى متحدثة باسم السفارة الأميركية في الامارات، قالت «إن كل التهديدات سوف تأخذ على محمل الجد». فيما نفت متحدثة باسم السفارة البريطانية في الامارات، أي نية لتوجيه تحذيرات إلى المسافرين أو رفع مستوى التأهب. لكن النقطة الأهم، هي أن التهديد المنشور فعلا بتاريخ 19 يوليو على موقع الصحيفة، يحمل تاريخا تحريريا آخر في نهايته، حيث يحمل النص الفعلي تاريخ «8/صفر/1426 من هجرة خير الأنام المصطفى عليه الصلاة والسلام»، ما يوافق 18 مارس الماضي، أي أن التهديد عمره 4 أشهر. ويؤكد الباحث السعودي في شؤون الجماعات الإسلامية، سعود السرحان، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذا التهديد «قديم» وأنه نشر لأول مرة بالفعل قبل 4 أشهر على موقع إلكتروني آخر يدعى «منتدى الأنصار»، وتبين في ما بعد انه بيان غير حقيقي. وأضاف السرحان «أن مسؤولين مقربين من تنظيم القاعدة سبق أن كذبوا هذا البيان». وللوقوف عند هذا التضارب تحدثت «الشرق الأوسط» عبر الهاتف إلى دانيا سعدي في دبي، التي شاركت في كتابة الموضوع لـ«بلومبيرغ». وقالت سعدي «لم انتبه الى انه كان هناك تاريخ (هجري)». وردا على سؤال آخر حول ما اذا كان أي من المسؤولين في السفارة البريطانية أو الأميركية قد أخبرهم أن سبق أن اطلعوا على هذا التهديد، قالت سعدي «نعم أبلغونا أنه سبق أن رأوا مثل هذا التهديد قبل شهرين». اللافت إلى أن الموضوع النهائي الذي نشرته «بلومبيرغ» لم يذكر ذلك. من جهة ثانية نفى سرحان كون موقع «السقيفة» مرتبطا بتنظيم «القاعدة» كما ذكرت «بلومبيرغ» وأضاف أن هناك مواقع محددة ومعروفة هي التي تقوم بذلك. ومن بينها موقع «مركز إعلام العالم الإسلامي» وشبكتا «الأنصار» و«الإخلاص» و«المأسدة»، ومنتدى «الحسبة» بالنسبة لأخبار العراق. هذا فيما تعود ماجدة أبو فاضل لتقول انه من الضروري عندما يكون هناك أمر مثل تضارب التواريخ أو عدم أهمية الموقع أن يذكر ذلك في القصة، لأن ذلك يخفف من مصداقية التهديد الذي قد يكون مجرد «مزحة ثقيلة». أما موقع «السقيفة» نفسه فنشر بيانا توضيحا على صفحته الرئيسية اعتذر فيه من الشعب الاماراتي، وقام بإغلاق الصفحة التي نشر فيها البيان، مضيفة أن ناشره المدعو «البراء المكي» هو عضو مجهول في بلد أجنبي. ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» مقابلة القائمين على الموقع، ولكن استطعنا الحصول على الرد بالبريد الالكتروني من المشرف العام الذي ابدى استياءه من عدم اتصال «بلومبيرغ» أو المواقع العربية التي نقلت الخبر عنه بأحد مشرفي «السقيفة». وأوضح المشرف العام أن «المنتدى لم يستطع مراقبة هذا الموضوع (التهديد)، حيث سياسة المنتدى تمنع مثل هذه البيانات والتهديدات أو ملفات القتل والذبح». وأضاف «نحن منتدى دعوي فكري إسلامي، والأخبار هي قسم واحد من عدة أقسام في السقيفة ولا يمكننا منع كل الأسماء المجهولة من النشر والنقل والكتابة». أما حول هوية المدعو «البراء المكي» فأوضح المشرف العام انها لا تزال مجهولة، إلا أنه أعاد التأكيد على أنه ليس مقيما في بلد عربي. وفيما رفض المشرف العام الكشف عن مقر موقع «السقيفة»، أوضح السرحان أن الموقع هو لـ«أشخاص عمانيين».