واشنطن وبغداد تبحثان نقل مسؤوليات حفظ الأمن في 10 مدن عراقية رئيسية

رامسفيلد يطلب من المسؤولين العراقيين إنجاز الدستور في وقته ومنع «السلوك الضار» لسورية وإيران

TT

أعلن مستشار الامن القومي العراقي موفق الربيعي امس ان القوات المتعددة الجنسيات قد تنقل مسؤوليات حفظ الامن الى العراقيين في عشر مدن عراقية مهمة، فيما حث وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد المسؤولين العراقيين على الانتهاء من صياغة الدستور الدائم في الموعد المحدد وإقناع سورية وايران بوقف «سلوكهما الضار» حيال الاوضاع العراقية.

وفي تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، قال الربيعي الذي يرأس لجنة عمل تضم ممثلين عن القوات المتعددة الجنسيات ووزارتي الدفاع والداخلية «من الآن لغاية اجراء الانتخابات في ديسمبر (كانون الاول) المقبل، نعتقد ان عشر مدن مهمة وربما احياء في بغداد سيتم تحويل المسؤولية الامنية فيها الى العراقيين».

وأضاف ان «مناقشة نقل المسؤولية الامنية الى القوات العراقية يعد احد ابرز المواضيع التي سيتم مناقشتها خلال زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد». وشكل الاميركيون والعراقيون اخيرا لجنة مشتركة مكلفة تحديد معايير انسحاب القوات الاميركية بعد تسليم القوات الوطنية مهمة ضمان الامن بدءا ببعض المدن مؤخرا.

وقال السفير الاميركي زلماي خليلزاد في بيان صحافي نشر الاثنين الماضي في ختام لقاء مع رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري، ان «مجموعة عمل مشتركة ستحدد المعايير التي ستساعد في تحديد الوقت الذي ستكون فيه القوات العراقية قادرة على تحمل كامل مسؤولية الأمن في العراق».

من جهته، اكد مسؤول عراقي كبير رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية ان نقل مسؤولية الامن للقوات العراقية سيكون «مستندا الى شروط، وحين تتم تلبيتها سيمكن البدء به». واضاف ان «هذا النقل سيبدأ بالمدن التي تستوفي هذه الشروط».

وأعلن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي امس، ان عديد القوات الاميركية في العراق قد يخفض بشكل كبير في حال سارت العملية السياسية في البلاد وتدريبات قوات الامن بشكل جيد..

وقال الجنرال كايسي «ان سارت العملية السياسية وإعداد قوات الامن (العراقية) بشكل جيد، اعتقد اننا سنتمكن من القيام بخفض كبير (لعدد الجنود) في الربيع المقبل، وذلك بعد الانتخابات»، العامة المرتقب اجراؤها في نهاية العام.

وأدلى الجنرال كايسي بهذا التصريح عقب لقاء مع رامسفيلد الذي وصل الى بغداد امس في زيارة مفاجئة، والسفير خليلزاد.

وحث رامسفيلد العراقيين على الانتهاء من كتابة دستورهم قبل نفاد المهلة في 15 الشهر المقبل، وقال للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة التي اقلته من طاجيكستان الى بغداد «لا نريد أي تأخير. حان الوقت للمضي قدما» في هذه المهمة.

وصرح رامسفيلد بأنه يشعر «بقوة» ان التأخير سيكون خطأ وبأن من مصلحة واشنطن ولديها قوات على خط النار، الضغط على العراقيين للتوصل الى اتفاق يحسم الخلافات القائمة بين الشيعة والسنة والأكراد. وقال ان التأخير «سيكون مضرا جدا لقوة الدفع المطلوبة. لدينا قوات على الارض هنا. والناس تقتل. حان وقت التوصل الى حل وسط. هذا هو شأن السياسة».

وطالب رامسفيلد القادة العراقيين برفض ما وصفه اي تدخل من جانب جارتي العراق سورية وإيران اللتين تتهمهما الولايات المتحدة بالسماح لمقاتلين اجانب بدخول العراق من أراضيها بالنسبة لسورية والسعي لكسب نفوذ سياسي في العراق بالنسبة لايران.

وقال رامسفيلد «من المهم بالنسبة لهم (العراقيين) ان يعملوا مع جيرانهم ليروا ان سلوكهم خاصة ايران وسورية يتحسن. لانه كان مضرا... عليهم ان يشتبكوا بهمة في اتصالات مع جيرانهم حتى يتوقف الارهابيون الاجانب عن محاولة عبور حدودهم وحتى يمتنع جيرانهم عن إيواء المتمردين».

وصرح رامسفيلد ايضا بان الولايات المتحدة تعمل على اعداد العراقيين لتسلم ما يتراوح بين 15 و16 ألف عراقي تحتجزهم القوات الاميركية في العراق وان كان لم يحدد جدولا زمنيا لذلك.

وطالب رامسفيلد القادة العراقيين بأن «يجدوا فرصة لشكر» الدول التي ساهمت بقوات في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق.

وصرح رامسفيلد بان واشنطن تعمل على وضع ترتيب قانوني جديد يحدد دور أكثر من 160 الف جندي اجنبي في العراق، وقد يأخذ ذلك شكل استصدار قرار جديد من مجلس الامن او التوصل الى اتفاق مع العراق بشأن «وضع القوات».

من ناحيته، أعرب رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع رامسفيلد عن أمله في انسحاب سريع للقوات المتعددة الجنسيات، رافضا في الوقت نفسه وضع جدول زمني لعملية الانسحاب.

واوضح الجعفري ردا على سؤال حول موعد انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من العراق «نحن لم نحدد وقتا محددا، لكننا نؤكد على سرعة تحقيق هذا الشيء». وأوضح ان «هذه السرعة فيها وجهان: الإسراع في اعداد دورات مكثفة وتجهيز وتدريب القوات العراقية، والوجه الثاني فهو التخطيط مع القوات المتعددة الجنسيات لأن تتم عملية الانسحاب كلما اندفعت القوات العراقية بكفاءة لملء هذا الفراغ».

واضاف الجعفري «نحن لا نريد من القوات المتعددة الجنسيات ان تفاجئنا بتوقيت غير عراقي. كما لا نرى مبررا لوجودها اذا ما حققنا الاكتفاء».

واقترح رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري ان تنسحب القوات المتعددة الجنسيات من بعض المدن العراقية لتحل محلها قوات امن عراقية.

ورأى ان «التدريب يشكل خطوة مهمة جدا. فمع التقدم بالأداء العراقي من حيث الكم والتجهيز والنوع ستتقلص فترة وجود القوات المتعددة الجنسيات».

وقال ان «طموح الشعب العراقي ان يتحقق بأقرب وقت ممكن هذا الاكتفاء الامني حتى تخرج القوات المتعددة الجنسيات» من العراق.

وردا على سؤال لاحد الصحافيين حول ازدياد عمليات القتل الخطأ التي تحدث في الشارع العراقي من قبل الجنود الاميركيين، قال الجعفري «سبق ان جرى حديث بيني وبين الجنرال كايسي حول هذه النقطة، وهو القتل الخطأ للمواطنين العراقيين. وطلبت ان يكون هناك تحقيق في الموضوع واعتذار لذوي الضحية وحتى مسألة التعويض».