إياد جمال الدين لـ«الشرق الأوسط»: مرجعية النجف تخطئ بتدخلها في السياسة

قال إن انحياز المرجعية إلى طرف سياسي خطر عليها وعلى العراق

TT

حمل أياد جمال الدين الناشط السياسي العراقي والباحث في الشؤون الاسلامية على تدخل المرجعية الشيعية في السياسة وانحيازها لتيار سياسي بعينه، مؤكدا ان «من الخطر استغلال الشرعية الدينية في السياسة، هناك كارثة تحيط بالشيعة والتشيع اذا استغل اسم المرجعية في الشأن السياسي. المرجعية التي عمرها 1300 عام لها مواقف مشرفة تجاه العراق ككل وليس تجاه الشيعة او جزءا من الشيعة فحسب».

وجمال الدين معروف خصوصا بمناهضته للدولة الدينية ودعوته القوية لقيام دولة علمانية في العراق.

وقال جمال الدين في حديث لـ«الشرق الاوسط» في لندن أمس: «عندما تتبنى المرجعية قائمة واحدة لا تمثل كل الشيعة سيكون هناك خطر على المرجعية نفسها لأن مكانة المرجعية وكرامتها رهنت بيد هذه الفئة من السياسيين الذين يحكمون الان فإن نجحوا فالحمد لله نقول تجاوزوا الازمة ولكن اذا فشلت فسينسحب فشلهم على مكانة المرجعية ونحن نخشى على مكانة المرجعية ان يصيبها بعض الغبار السياسي وكنا نتمنى ان تكون راعية لكل العراقيين».

وبخصوص دعوته الى الدولة العلمانية ، اوضح جمال الدين قائلا ان «النظام العلماني هو ضمان لحرية المؤسسة الدينية والمؤسسات الاخرى، وضمان لحرية الاحزاب والافراد وهو نظام غير ايديولوجي لانه لو تحول الى الايديولوجية لصار دينا مقابل بقية الاديان التي ستكفره»، مشيرا الى انه لا ينظر «للعلمانية كآيديولوجية بل كأسلوب لادارة الدولة، ان تكون الحكومة غير مؤدلجة وغير ذات طابع فكري او ديني او عقائدي وانما اداة لتسيير مصالح الشعب والبلد وحفظ الامن الداخلي والخارجي. اما المهمات الاخرى المناطة بشكل تاريخي بالدولة، كالحفاظ على اخلاق المجتمع واستقرار الاسرة فيجب تحويلها الى مؤسسات المجتمع المدني».

وقال جمال الدين «ارى ان الدولة العربية الاسلامية منذ تاسيسها على يد معاوية بن ابي سفيان اصبحت عبئا على الاسلام. قد تكون خدمت الاسلام بوجه من الوجوه لكنها اضرت بالدين الاسلامي». ولاحظ ان «اكبر كتلتين بشريتين من المسلمين هما في جنوب شرقي آسيا، إندنوسيا وماليزيا وغيرها، وفي غرب افريقيا، نيجيريا وغيرها، والاسلام في هاتين المنطقتين لم ينتشر بسيوف بني امية او العباس او العثمانيين بل حمله تجار مسلمون».

وقال جمال الدين الذي حضر الى العاصمة البريطانية لندن لإلقاء بعض المحاضرات والمشاركة في سلسلة من الندوات التي تعقدها لجنة دعم الديمقراطية في العراق حول الدستور العراقي ان «الاسلام كدين بحد ذاته يجذب الناس، ففيه جاذبية كبيرة لكن ما ينفر الناس من الاسلام ممارسات الدولة المحسوبة على الدين، واذا اسسنا لدولة غير محسوبة على الدين ولا تستمد شرعيتها من الدين فانها اذا أخطأت تخطئ لنفسها واذا احسنت فلنفسها ايضا، ويبقى الدين مصانا ومعصوما».وتحدث الباحث في الشؤون الاسلامية عن تجربة الجمهورية الاسلامية في ايران، فقال «التجربة الايرانية فريدة من نوعها في تاريخ المذهب الشيعي وبقيادة فقيه، وفيها مزاوجة بين الاسلام والآليات الديمقراطية». واشار الى ان «الخميني لم يعتمد على نص شرعي لتطبيق منهج ولاية الفقيه ونرى ان اكثر من 95% من الشيعة ومنذ الغيبة الصغرى حتى اليوم يرفضون مبدأ او نظرية ولاية الفقيه والخميني هو اول من طبق هذه النظرية». وقال جمال الدين عن الوضع السياسي العراقي «الفئة الحاكمة في العراق غالبيتها من الاسلاميين الشيعة والليبراليين الشيعة سحقوا في الانتخابات ونتمنى لهم الفوز في الانتخابات القادمة، القانون الذي يحكمون بموجبه هو قانون مدني، قانون ادارة الدولة، وحتى الان بدأت تظهر بوادر طائفية سياسية مثلما هي في لبنان وهذه البوادر خطيرة على مستقبل الشيعة اولا ثم على مستقبل العراق».

نحن شيعة وعراقيون في نفس الوقت، والعراق لم تكن فيه فوارق طائفية على مستوى الشارع والمدرسة والعمل ولم نتحسس ابدا بسبب هذا شيعي وذاك سني واليوم لاول مرة اشعر بنظرات الاخرين نحوي متغيرة لانني شيعي وعجبت من ذلك».

وحول برنامجه السياسي المقبل قال جمال الدين «الان نحن نجتمع تحت خيمة القوى السياسية الديمقراطية للدخول في الانتخابات برئاسة الدكتور اياد علاوي، عندنا حركة فيها من السنة والشيعة الليبراليين، من العرب والاكراد وسنخوض الانتخابات حتى ضد قائمة قد يدعمها اية الله السيستاني، ولو اننا نتمنى ان لا يتكرر ذلك، ففي الانتخابات الماضية رشحنا ضد القائمة التي باركها السيد السيستاني وخسرنا لاننا كنا حديثي التجربة مع الانتخابات والعمل السياسي».