عاهل البحرين يؤكد التعاون مع بريطانيا لإجهاض محاولة الإرهابيين تشويه صوت الإسلام المعتدل

مبادرة بحرينية لعقد مؤتمر دولي للإرهاب في المنامة

TT

قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن بلاده تقف جنباً الى جنب مع بريطانيا في مواجهة الارهاب الدولي. واكد حرصه على التعاون مع جهود لندن الرامية الى اسماع صوت الاسلام المعتدل على مستوى العالم، خصوصاً بعدما تعرض الدين القويم الى التشويه على يد فئة تحاول استغلاله لتبرير الارهاب. ومن جانبه اشاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بـ«القيادة القوية للملك حمد» منوهاً بالتطور الاقتصادي الذي عاشته البحرين في ظله. ووجه شكره الجزيل لضيفه لا سيما انه في اطار مناقشتهما الوضع في الوطن العربي وعملية السلام بالشرق الاوسط «قدم لي نصيحة كانت كالعادة ، تتسم بالحكمة البالغة». وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده الملك حمد مع بلير، إثر اجتماع لهما أمس استغرق قرابة ساعة في مقر رئاسة الحكومة بعشرة داوننغ ستريت في لندن، في اليوم الاول للزيارة الرسمية التي يقوم بها عاهل البحرين الى البلاد. واللافت ان بلير قال لضيفه بعد اجابته على سؤال بالعربية، «لم افهم كلمة واحدة مما قلت، لكن باعتبارك انت القائل فأنا موافق على كل كلمة تفوهت بها». وردا على سؤال عما تستطيع بلاده ان تفعله لمساعدة بلير في جهوده الرامية الى منع الارهابيين من احداث فجوة بين الغرب والعالم الاسلامي، أجاب الملك حمد بقوله «التواصل لا شك مهم بين البحرين ودول العالم». واضاف «ولا شك ان التناظر والتشاور (بين البحرين وغيرها من الدول)، مما يعود على الجميع بالخير والطريق الامين».

وإذ قدم الملك حمد «احر التعازي» لذوي ضحايا الاعتداءات الاخيرة، فهو أثنى على «الهدوء الذي غلب على رد فعل حكومة بريطانيا وشعبها» منوهاً بصورة خاصة بـ«أداء الشرطة البريطانية». وفي بيان رسمي عقب المباحثات «اكد الجانبان حرصهما على العمل الجاد لضمان إسماع صوت الغالبية المسلمة على مستوى العالم»، مشددين على رفضهما المطلق للتشويه الذي يرتكب ضد الاسلام الذي يحض على السلام، وذلك بهدف تبرير الارهاب». وذكرا انهما يقدران كل التقدير «المساهمة الايجابية التي يقدمها المسلمون البريطانيون في كل مجالات الحياة البريطانية». وجاء في البيان المشترك أن البلدين تعتبران ان «خطة فك الارتباط الاسرائيلي (من غزة) تمثل خطوة ايجابية باتجاه تحقيق رؤية (حل) الدولتين الواردة في خريطة الطريق». الى ذلك، كشفت مصادر رفيعة المستوى في العاصمة البحرينية المنامة لـ«الشرق الأوسط» عن مبادرة بحرينية لاستضافة مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب يجمع كبريات الدول العالمية بالإضافة إلى الدول الخليجية والعربية التي تضررت من الارهاب ، على أن يعقد المؤتمر قبل نهاية العام الجاري في المنامة.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن آلية التنسيق لعقد المؤتمر خاصة وهو يقام على هذا المستوى الرفيع ، قالت المصادر إن الملك حمد قد بدأ في اتصالاته بهذا الشأن مع المسؤولين البريطانيين لدعم هذه المبادرة خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا لبريطانيا، إذ يعد الملك حمد أول زعيم بحريني يزور لندن بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة. وقالت المصادر إنه وبالرغم من أن أيادي الإرهاب لم تمسها، إلا أنها تؤمن أنه لا يوجد أي بلد في مأمن من الإرهاب «الذي لم يعد ظاهرة فحسب ، بل أصبح حربا على العالم أجمع»، وهو الأمر الذي جعل من البحرين تسعى لاستضافة هذا المؤتمر الدولي بمشاركة الدول الكبرى والدول الأكثر تضررا بالارهاب.