خاتمي: سنستأنف نشاطات نووية حساسة

شيراك: فرنسا تريد ضمانات بشأن خطط إيران النووية

TT

باريس ـ طهران ـ أ.ف.ب: أعلن الرئيس الإيراني، محمد خاتمي، أمس أن إيران ستستأنف في كل الأحوال بعض النشاطات النووية الحساسة. وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، أنه يؤيد إحالة ملف إيران الى مجلس الأمن إذا لم تقدم طهران «ضمانات موضوعية» حول الوقف النهائي لنشاطاتها النووية الحساسة. وقال ناطق باسم قصر الإليزيه أمس، إن شيراك أعلن خلال لقاء مع شارون أن فرنسا «تسعى للحصول على ضمانات موضوعية بأن إيران ستتخلى عن كل نشاط في مجال تصنيع المواد الانشطارية، بمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضاف «أما إذا لم يكن الحال كذلك فإن المسألة ستحال الى مجلس الأمن».

واتفقت إيران في ديسمبر (كانون الأول) مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) على التفاوض حول ضمانات تؤكد أن الجمهورية الإسلامية لا تصنع السلاح النووي تحت غطاء نشاطات مدنية. وفي المقابل تقترح أوروبا على إيران تعاونا نوويا وتجاريا وسياسيا ويرتقب أن تقدم اقتراحات جديدة الشهر المقبل. وشدد شيراك في حديثه مع شارون على أن «المفاوضات تجري بشفافية مع الولايات المتحدة وروسيا».

من جهته أكد شارون أن إسرائيل «تقدر ما تفعله فرنسا وألمانيا وبريطانيا» وفق ما أفاد المتحدث.

وكان شيراك قد حذر، في حديث مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، إيران مرة جديدة من العواقب «السلبية» المترتبة على استئناف أنشطتها النووية الحساسة.

وفي طهران، أعلن الرئيس خاتمي أمس أمام صحافيين «آمل أن تشمل مقترحاتهم، كما اتفق عليه، الاستئناف (نشاطات التحويل) في أصفهان (..) فسواء كان ذلك مشمولا أم لا، سنستأنف نشاطات أصفهان» وسط إيران. وقال لدى خروجه من اجتماع الحكومة إن القرار النهائي اتخذ خلال اجتماع لقادة النظام عقد أخيرا. ولم يوضح متى ستستأنف إيران نشاطات التحويل التي تقوم على تحويل خام اليورانيوم الى غاز، وهي العملية التي تسبق تخصيب اليورانيوم. ولكنه قال إن مهلة تعليق نشاطات تحويل اليورانيوم تنتهي بنهاية يوليو (تموز) وبداية أغسطس (آب)، وهو الموعد الذي يفترض فيه أن يقدم الأوروبيون مقترحاتهم الى الإيرانيين.

ووافق الايرانيون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على تعليق التحويل والتخصيب لبدء مباحثات مع الألمان والفرنسيين والبريطانيين.

ويسعى الأوروبيون لإقناع الإيرانيين بالعدول نهائيا عن تخصيب اليورانيوم لكي يثبتوا أنهم لا يسعون الى إنتاج قنبلة نووية تحت غطاء نشاطات مدنية. لكن الإيرانيين يرفضون العدول نهائيا عن التخصيب. ولإنقاذ المفاوضات تعهدت الترويكا الاوروبية في مايو (أيار) بتقديم مقترحات مفصلة للتعاون في المجال النووي والتجاري والسياسي.

وقال خاتمي إن الإيرانيين يعتبرون أن التحويل لا علاقة له بالتخصيب، خلافا لما يقوله الأوروبيون. وقال الرئيس الإيراني «ليس مطروحا في الوقت الراهن استئناف التخصيب. ما نتحدث عنه يتعلق بأصفهان، لكننا سنستأنف يوما نشاطات التخصيب كذلك».

وحذر الأوروبيون من أنهم سيؤيدون إحالة الملف الإيراني الى مجلس الأمن الدولي إذا استأنفت إيران التخصيب أو حتى التحويل.

وتطالب الولايات المتحدة بذلك منذ اشهر، كما رفض الرئيس الاميركي استبعاد توجيه ضربات عسكرية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي. ورغم أن مثل هذا الاحتمال غير مطروح حاليا في واشنطن، قال خاتمي إن «أميركا تهدد كثيرا (..) لكنني اعتقد أن مشاغلها في العراق والعالم لن تتيح لها القيام بمثل هذا العمل الأحمق».