وزير خارجية البحرين: مشكلة الإرهاب تكمن في التعليم ونحتاج إلى خبرات أجنبية لتطويره

TT

أكد الشيخ محمد مبارك الخليفة وزير خارجية البحرين أمس، أن «زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لبريطانيا كانت بناء على دعوة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير, مع التأكيد أن الزيارة تمت في وقت مناسب، كون البريطانيين يمرون بأزمة حقيقية، وهذه الأزمة تهمهم وتهمنا نحن كعرب ومسلمين، وهي مناسبة للتعبير عن وجهة النظر الحقيقية للإسلام والمسلمين».

وبين أن الحكومة البريطانية بصدد اتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة للحد من مخاطر المتطرفين الموجودين على أراضيها، حيث هناك نية لسن قوانين بهذا الخصوص, مؤكدا أن اتفاقية أمنية مشتركة بين لندن والمنامة سترى النور قريبا، وذلك بعد أن تتولى الجهات الأمنية ذات العلاقة في البلدين بلورة محاورها والتوقيع عليها, مشددا على أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الدول العربية تكمن بالدرجة الأولى في التعليم، حيث تم التطرق إلى هذا الموضوع، وتم التأكيد على حاجة العالم العربي إلى الخبرات الأجنبية الموجودة في الدول الكبرى للمساهمة في تطوير التعليم.

وفي ذات السياق تطرق إلى استضافة البحرين مؤتمر المستقبل «Forum In the Future» في 11و12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، الناتج عن قمة الثماني، والذي سيضم وزارء خارجية الدول الثماني الصناعية والدول العربية إضافة إلى الدول التي انضمت لها أخيرا، حيث سيركز المؤتمر على قضايا عدة منها: دور المرأة، الشفافية، التعليم، القضايا السياسية، والاقتصادية. كما لم يغفل التذكير برغبة البحرين في إنشاء مركز «جيل المبادرات» الذي سيساهم في تعليم الشاب كيفية تكوين عمل أو مهنة توائمه.

وأمل وزير خارجية البحرين أن تتبلور في هذا المؤتمر القرارات التي خرجت بها قمة الثماني، والتي ستكون كفيلة بالمساعدة في تطوير التعليم بما يكفل القضاء على هذه البؤر الإرهابية، وتساهم في خلق أجيال قادرة على التعاطي مع متغيرات الحياة وغير عاجزة عن مواكبتها، إضافة إلى رفع مستوى البشر في المنطقة، وهي كلها حلول للقضاء على الإرهاب.

وشدد على أن «الفكر المنحرف الذي خلف الإرهاب الذي ضرب في السعودية والمغرب ولندن ومصر بني على مدى سنوات طويلة، ومن العبث القول بإمكانية القضاء عليه سريعا، ولكن يجب وضع خطة طويلة المدى تتضافر فيها جميع جهود الدول للقضاء عليه».

وعرج الوزير البحريني أيضا على الشأن العراقي، مبديا قلقه من الأوضاع التي تشهدها أراضيه، متمنيا أن تتمكن الحكومة الحالية من ضبط الأمن وبالتالي التفرغ لتنمية موار هذه البلاد الغنية, متمنيا من القيادة في العراق وسورية «عدم التصعيد في ما بينهما، خاصة أن دمشق بينت خلال مؤتمر الدول المجاورة للعراق، أن حدودها طويلة مع العراق، وليست لديها السيطرة الكاملة عليها، غير أنهم يسعون إلى ذلك».

وفي شأن قضية الشرق الأوسط، بين وزير الخارجية البحريني أن مساحة كبيرة من المباحثات البحرينية ـ البريطانية تركزت حول هذه القضية، وتم التأكيد على موضوع الميزانية المرصودة لمساعدة الشعب الفلسطيني، مع ضرورة أن يكون الانسحاب الإسرائيلي من غزة فرصة لتطبيق خارطة الطريق والدفع بعملية السلام إلى الأمام، وألا يكون الجدار الفاصل حدودا سياسية، وأخيرا اقامة دولة فلسطينية بموجب حدود عام 1967. مضيفا«لقد ناشدنا بأن تدفع بريطانيا الدول الأربع الكبرى في هذا الطريق، إضافة إلى دورنا كعرب مطالبين بالدفع في هذا الاتجاه». وطالب المسؤول البحريني بأن تكون هناك قمة عربية كل أربعة أشهر للتشاور في الأمور المهمة التي تحيط بالعالم العربي، في إشارة إلى المشاورات التي يجريها عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لإقامة قمة عربية في شرم الشيخ، وهو ما أكده الوزير البحريني، قائلا أن المشاورات بدأت قبل نحو أسبوع ، وستقتصر على جدول أعمال مختصر، لم توضع محاوره حتى الآن.

وفي الشأن الخليجي، أكد الوزير البحريني أن «دول الخليج العربي خطت خطوات كبيرة جدا في مجال التنمية، مما انعكس ايجابا على هذه البلاد، ومن الطبيعي أن تصادف بعض العلاقات الخليجية ـ الخليجية شيئا من الاختلاف في وجهات النظر، ولكن تظل اختلافات تصب جميعها في الصالح العام. والقيادات الخليجية لديها من الحكمة ما جعلها تتغلب على الكثير من العقبات التي تعرض لها مجلس التعاون الخليجي واستطاع أن يصمد أمامها، والأهم من هذا أن الجميع مقتنع أنه لا بديل لنا غير هذا التجمع، ولن تكون هذه الخلافات الأولى ولن تكون الأخيرة، ستظل هذه الاختلافات وسيتمكن القادة على تجوزها».