أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم أمس، عن عزمه على دعم الاقتراح الاسباني، الرامي إلى إقامة «تحالف بين الحضارات»، بدلاً من الصراع التي يسعى الإرهابيون إلى تأجيجه، فيما بين «الاسلام وبقية العالم». وفي تعليق له على الاعتقالات، التي قامت بها أجهزة الأمن في وقت سابق من يوم أمس، اعتبر الزعيم البريطاني أن ذلك يمثل «تطوراً مهماً»، مشيداً بالعمل الذي تقوم به أجهزة الشرطة في «ظروف بالغة الصعوبة». وكان برنامج الزعيم البريطاني، المزدحم هذه الايام بنشاطات تتعلق بمعالجة الازمة التي تعيشها البلاد، بعد استهدافها من قبل الارهاب مرتين في الاسابيع القليلة الماضية، قد اشتمل على استقبال ضيوف كبار، كان اولهم رئيس الوزراء التركي رجب اوردوغان، ثم نظيره الاسباني خوزيه لويس ثاباتيرو، فملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. ولم يغب خطر الإرهاب عن أجندة الاجتماعات التي عقدها بلير مع ضيوفه، خصوصاً ان أوردغان وثاباتيرو «يعرفان جيداً الارهاب»، الذي وجه الى أبرياء بلديهما ضربات موجعة. وأوضح بلير عقب اجتماعه بنظيره التركي، أنهما قررا ضم الجهود لمواجهة خطر الارهاب، الذي يتهدد الجميع. وقال «لقد اتفقنا كلانا على أهمية العمل معاً، للتغلب على هذا الخطر المشترك، وعلى ضرورة ألا نسمح للارهابيين بأن يفرقوا بيننا، على أساس القومية أو الدين أو العرق، وأننا نقف معاً في هذا الصراع». وفي وقت لاحق، جدد بلير العزم على دحر المتطرفين، الذين يعتمدون في استغلالهم للدين الاسلامي على «نسخة مشوهة تماماً» لهذا الدين. وأثنى على فكرة ثاباتيرو المسماة بـ«تحالف الحضارات»، المتعلقة بإقامة «تحالف للشعوب المتحضرة من أي عرق أو دين، لمواجهة بريرية الإرهاب». وقال «أعتقد أن الاقتراح يشتمل على احتمالات، يمكننا ان نطورها في الأشهر القادمة». وأعرب عن اعتقاده بأن بوسع أي كان، أن يلمس الفائدة الكبيرة، التي ينطوي عليها حشد جهود جميع المتحضرين في العالم، بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو العرقية، وذلك بقصد مقارعة الارهاب. وشدد على أن «عبارة تحالف الحضارات، تناقض مباشرة فكرة أننا حالياً في خضم صراع الحضارات». وأفيد بأن فريقاً من الموظفين البريطانيين والاسبان، قد انهمك سلفاً بوضع خطط عملية للمضي بالفكرة الى الأمام في أقرب وقت ممكن. من جانبه، لفت رئيس الوزراء الاسباني الى أن التعاون بين الاطراف جميعاً، على الصعيد الأمني «جوهري بصورة مطلقة»، مؤكداً أن «توحيد جهود الديمقراطيين من شأنه أن يضمن تقليص وإيقاف، ثم ازالة الإرهاب». وعلى صعيد آخر، أكد بلير ارتياحه للنجاحات التي حققتها الشرطة البريطانية أمس. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على أن القبض على أشخاص بشبهة التورط في الاعتداءات الاخيرة «عزز ثقتي». وأضاف أن «الشرطة تقوم بعمل جاد للغاية، ومن الصعوبة بمكان اجراء هذا النوع من العملية، (تتبع المطلوبين)».