جدل إعلامي حول صحة تصريحات لموسى والناطق باسمه زعمت اختيار شرم الشيخ لعقد القمة الطارئة

TT

لم يكن يدري عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، أن عبارة مقتضبة سينطق بها في محاولة للتخلص من إلحاح إعلامي للحصول منه على تصريحات ستسبب له كل هذا الصداع وستتداولها مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية أمس.

وفيما لا تزال السلطات المصرية تسعى لإقناع الدول الأعضاء بالجامعة العربية بالتجاوب مع مقترحها لعقد القمة الطارئة، نفت الجامعة العربية أمس رسميا أن يكون أمينها العام عمرو موسى قد أعلن أن منتجع شرم الشيخ المصري على ساحل البحر الأحمر الذي ما زال يتعافى من الآثار السلبية للهجمات الإرهابية التي تعرض لها يوم السبت الماضي، مرشح لاستضافة القمة العربية الاستثنائية التي لم يتحدد موعدها بعد.

وقال المستشار حسام زكي، الناطق الرسمي باسم موسى لـ «الشرق الأوسط»، ان موسى لم يدل بأية تصريحات حول القمة لأي صحافيين عقب عودته أمس للقاهرة بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام لمقر منظمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأميركية، حيث شارك في اجتماع المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة للتنسيق بشأن المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وموضوع الإرهاب. وطالب حسام زكي، الناطق الرسمي باسم الجامعة العربية، وسائل الإعلام العربية بتحري الدقة في مثل هذه الموضوعات وعدم الإسراع في تداولها وبثها من دون التأكد من مدى صحتها.

وطبقا لرواية استمعت إليها «الشرق الأوسط» أمس من مصدر رفيع المستوى بالجامعة العربية، فإن موسى الذي كان لتوه قد عاد منهكا بعد زيارته الأخيرة لنيويورك قد رفض الإدلاء بأي تصريحات لأحد الصحافيين الموجودين في المطار متعللا بشعوره بالإرهاق وبعدم وجود أي جديد لديه حول القمة. وعندما حاصر الصحافي موسى وسأله عما إذا كانت القمة ستعقد في شرم الشيخ، رد موسى بعبارة مقتضبة وعلى سبيل إنهاء الكلام: إن شاء الله. ولم يدر بخلده أن الصحافي الذي يعمل مع عدة وكالات أنباء عربية وأجنبية سيقوم بنشر تصريحات لموسى يعلن فيها اختيار شرم الشيخ لعقد القمة العربية المقترحة.

وفي تصريحاته التي نفاها أيضا نسبت وسائل إعلام ووكالات أنباء عربية وأجنبية لحسام زكي الناطق باسم الجامعة العربية قوله ان «عقد القمة العربية في شرم الشيخ يعد تحديا للإرهاب وان التفجيرات التي استهدفتها لن تنال من جمال وقيمة المدينة ولن تؤثر على حياة أهلها».

وقال إن «الجامعة ستجري اتصالات مع الدول العربية لعقد القمة الطارئة خلال الشهر المقبل لا سيما أن عدة دول عربية أبدت موافقتها المبدئية على عقدها».

لكن زكي قال في المقابل لـ «الشرق الأوسط» انه يأسف لهذه الطريقة الملتوية التي تم بها التعامل مع تصريحات نسبت زورا لموسى وله من دون التأكد من صحتها، موضحا أنه أجرى اتصالات مع كبار المسؤولين في الوسائل الإعلامية التي تورطت في نشر هذه التصريحات المزعومة لتكذيبها فورا لأنها بلا أساس مطلقا، على حد تعبيره.