التحقيقات المصرية : منفذو تفجيرات شرم الشيخ مرتبطون بمجموعة هجمات طابا

حملات أمنية واعتقالات جديدة في شمال سيناء

TT

قالت مصادر أمنية مصرية ان الشرطة توصلت إلى تحديد هوية أحد المفجرين الذين نفذوا تفجيرات شرم الشيخ الأسبوع الماضي، ويعتقد الأمن المصري أن شخصاً يدعي موسى بدران هو منفذ انفجار فندق «غزالة جاردنز» الذي استعملت فيه سيارة ملغومة حسب التحاليل التي أجريت على بقايا الجثة والتي كان يعتقد في البداية انها لشقيقه يوسف بدران.

وأكدت أجهزة الأمن المصرية مجدداً وجود صلة بين اعتداءات وتفجيرات شرم الشيخ التي وقعت فجر السبت الماضي، وتفجيرات طابا التي وقعت في أكتوبر الماضي.

وقالت مصادر أمنية ان خبراء المعمل الجنائي أكدوا أن المتفجرات المستخدمة في تفجيرات شرم الشيخ من نفس النوع الذي استخدم في تفجيرات طابا. وقالت مريم السواركة،55 عاما، زوجة والد يوسف محمد سالم بدران الذي اعلنت مصادر امنية انه يشتبه بانه صاحب الجثة التي عثر عليها داخل السيارة التي اقتحمت فندق غزالة وفجرته ان ابنها الهارب يسمى موسى وان ابن زوجها ويدعى يوسف موجود بالعريش بعد ان افرج عنه منذ عدة اشهر حيث قبض عليه في تفجيرات طابا. واضافت ان موسى هرب منذ تفجيرات طابا حيث تلاحقه الشرطة المصرية . وقالت الام التي تعيش بمنطقة حي الصفا بالعريش، وهي منطقة شبه عشوائية، انها لا تعلم شيئا عن ابنها منذ عدة اشهر وانه كان متدينا ويبلغ عمره نحو 22 عاما وهو حاصل على دبلوم تجارة ويعمل في قطاع الزراعة بمنطقة تجمع المسمى جنوب الطريق الدائري بالعريش وغير متزوج. وتقول ان هناك شقيقين آخرين لموسى تم اعتقالهما على خلفية تفجيرات طابا احدهما ما زال معتقلا وهو ياسر ،18 عاما، واخر تم الافراج عنه بعد تسعة اشهر ويدعى عيد، 30 عاما، حاصل على دبلوم المدارس الصناعية. وتابعت انها خضعت هي وزوجها لتحاليل الحامض النووي يوم الاثنين الماضي.وأوضحت المصادر الأمنية المصرية أن منفذي هجمات شرم الشيخ على صلة على الأرجح بمرتكبي اعتداءات طابا، مشيرة إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الاستراتيجية التي اتبعت في شرم الشيخ هي نفسها المستخدمة في طابا سواء في ما يتعلق بتوقيت التفجيرات أو الأماكن التي تم اختيارها لتنفيذ العمليات.

وقالت مصادر أمنية أمس ان الشرطة المصرية أخذت عينات للحمض النووي (دي.إن.إيه) من أربع عائلات في سيناء في إطار سعيها للتعرف على المفجرين الذين قتلوا ما لا يقل عن 64 في منتجع شرم الشيخ فجر يوم السبت الماضي. وتقارن الشرطة بين عينات الحمض النووي لهذه العائلات وتلك التي أخذت من أشلاء الجثث التي عثر عليها في موقع التفجيرات على افتراض أن عدداً من المفجرين قتلوا في الهجمات.

وتعيش الأسر الأربع في قرى تابعة لمدينة العريش في سيناء ما يعكس مجرى التحقيقات التي تركز على صلة محتملة بين تفجيرات شرم الشيخ وهجمات طابا التي استهدف منتجات سياحية يرتادها الاسرائيليون. وكشفت مصادر الأمن عن أسماء الرجال الأربعة الذين أخذت من أسرهم عينات للحمض النووي وهم موسى بدران وايهاب محمد ربيع وأسامة النخلاوي وخالد مساعد وجميعهم من البدو.

وحصلت الشرطة المصرية بالفعل على عينة من الحمض النووي لمشتبه رئيسي آخر هو محمد فليفل وهو شقيق أحد المفجرين قتلا خطأ في هيلتون طابا، ويحاكم فليفل غيابياً لدوره في تفجيرات طابا.

إلى ذلك شددت قوات الأمن المصرية من حملاتها على منطقة شمال سيناء حيث تم اعتقال مائة شخص جدد للاشتباه بخلاف العشرات الذين ألقي القبض عليهم في أوقات سابقة، كما تم القاء القبض على عائلات الأربعة المشتبه في تورطهم بارتكاب التفجيرات، وهم يوسف محمد بدران، ومحمد صالح فليفل وخالد مساعد وأسامة النخلاوي، وتجري حالياً بمعرفة خبراء الطب الشرعي مضاهاة البصمة الوراثية الخاصة بهذه الأسر، مع الأشلاء الصغيرة من الجثث المجهولة التي عثر عليها بمواقع التفجيرات الثلاثة، وخاصة تلك التي عثر عليها داخل السيارات المفخخة، وسوف يتم اعلان نتائج التحليلات خلال يومين على الأكثر.

وقد كثفت قوات الأمن وجودها في منطقة جنوب سيناء، وتم تجهيز مجموعات خاصة لاقتحام المغارات والكهوف الجبلية بالمناطق المحيطة بشرم الشيخ.وقال مصدر أمني إنه سوف تتم الاستعانة بمقتفي الأثر من البدو للتعرف على الطرق والمدقات الوعرة والمحتمل أن تكون المجموعة الإرهابية قد سلكتها قبل وبعد التفجيرات.

وعلى الصعيد ذاته، فقد عادت مجدداً أمس نيابة أمن الدولة العليا إلى مواقع التفجيرات الثلاثة لاجراء معاينة ثانية لتلك المواقع، وذلك للكشف عن أدلة وآثار جديدة للمنفذين. من جهته أكد النائب العام المصري المستشار ماهر عبد الواحد أمس انه لا يستطيع أن يجزم أحد بتحديد هوية المنفذين إلا بعد الوصول إلى الدليل المؤكد.وأشار النائب العام الى أن بريطانيا وإيطاليا طلبتا عينات من الأشلاء لتجريا تحليل الحامض النووي لمعرفة ما إذا كان لهما جثث من بين المجهولين أو الأشلاء. وأضاف أن النيابة العامة ترحب بذلك لاعتبارات عدالة واعتبارات إنسانية.

وأضاف أن النيابة أخلت المواقع جميعها التي شهدت الأحداث وليس للنيابة أعمال هناك تعوق عملية الإعمار، مشيرا الى انه لم يتبق من المصابين داخل المستشفيات سوى 22 مصابا، وأعرب عن أمله في الوصول إلى الجناة.

وقال إنه تبين أن عدد المتوفين من ضحايا الحادث 64 جثة تم التعرف على 47 حالة من بينها وتسليمها إلى ذويهم وكان من بين الجثث 37 من المصريين وعشرة من الأجانب منهم خمسة إيطاليين، وثلاثة أتراك، وواحد تشيكي، وواحد أميركي وباقي الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن عددها 17 عشر جثة.

وأضاف النائب العام انه تم العثور على أشلاء جثث بمعرفة النيابة العامة في مواقع الانفجارات وسلمت للطب الشرعي وتم اخذ عينات من الجثث المجهولة ومن الأشلاء بمعرفة خبراء الطب الشرعي لإجراء تحليل الحامض النووي للتعرف على أصحابها.

وقال إن عدد الضحايا من المصابين حسبما أفاد مستشفى شرم الشيخ الدولي يوم الحادث 23/7/2005 بلغ 101 حالة فقط، وتوفي منهم اثنان بتاريخ 24/7/2005 فاصبح عدد المصابين 99 حالة تم تحويل بعض منها إلى مستشفيات أخرى بشرم الشيخ والقاهرة لعلاجها، كما تم خروج المصابين الذين تحسنت حالتهم بعد علاجهم بشرم الشيخ ولا يوجد حاليا من المصابين في مستشفى شرم الشيخ سوى 22 مصابا يتلقون العلاج.

وقال إن المستشفى أفاد بأنه إضافة للأعداد المشار إليها تم علاج ما يقرب من عشرين حالة بالمستشفى بدون أن يتم إثباتهم بالسجلات إذ لم تستدع إصاباتهم حجزهم بها.وأضاف: وردت بلاغات إلى قسم شرطة شرم الشيخ عن فقد ثمانية أشخاص من المصريين تقدم بها ذووهم لم ترد أسماؤهم ضمن المصابين او المتوفين المدرجة أسماؤهم بالسجلات وجار التحقيق بشأنهم. وعن تحقيقات النيابة العامة قال إن إجمالي المحلات التي تعرضت للإتلاف بسبب الحادث 185 محلا منها 178 بالسوق التجاري القديم و4 محلات بمنطقة خليج نعمة و3 محلات بفندق غزالة وان عدد السيارات التي تعرضت للتلفيات 29 سيارة منها 23 سيارة بمنطقة السوق التجاري القديم و4 سيارات بمنطقة فندق غزالة وسيارتان بمنطقة نعمة بالإضافة إلى دراجتين بخاريتين بمنقطة فندق غزالة.