الإرهاب يحول شهر العسل لسارة من شرم الشيخ إلى السرير الأبيض

TT

ليلة 23 من يوليو (تموز)، هزت أنحاء شرم الشيخ 3 انفجارات حولت ليلها نهارا، وقد أودت بحياة أكثر من 83 شخصا وضمت جنسيات متعددة، وكان من بين المصابين 5 سعوديين، منهم عروسان اختارتا منطقة شرم الشيخ لقضاء شهر العسل.

العروس سارة آل بشر، ترقد على السرير الأبيض بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، إثر إصابتها بتلك الانفجارات في عنقها وفخذها، تروي الحادث الأليم الذي تسبب في قضاء شهر عسلها في المستشفى تقول: «بينما كنت مع زوجي في مطعم أبو السيد، نحتسي الشاي ونتقاسم قطعة الجاتوه، سمعنا دوي الانفجار الأول»، وتضيف: «خرجنا من المطعم وركضت مع زوجي إلى موقف سيارات الليموزين بالقرب من فندق المارينا للوصول للجبل بقصد الاحتماء»، وتتنهد مسترجعة الذكرى الأليمة قائلة: «فجأة لم تحملني قدماي فتوقفت عن الركض بسبب إصابتي في العنق والفخذ إثر الشظايا المتطايرة».

وتسكت برهة ثم تتابع:«شعرت حينها بالموت وأنا أرى الناس يركضون في كل اتجاه، وابحث عن زوجي الذي كان مصابا هو الآخر بجرح عميق في فخذه، الذي ظل ينزف وهو يسحبني إلى الجبل».

في الجبل وعند وصول قوات رجال الأمن التي اصطحبت من بقي من الأحياء في الطريق لمستشفى شرم الشيخ، تصف سارة ما رأته: «كومة من الأشلاء المتناثرة لبقايا آدمية وجثث متفحمة، كانت مناظر تحمل على البكاء». سارة البشر، ذات الـ 24 ربيعا، معلمة الفيزياء بإحدى مدارس محو الأمية بأبها، كانت في رحلة مع القدر منذ أن بدأت التخطيط لرحلة شهر العسل الذي قلصته أحداث شرم الشيخ إلى أربعة أيام، ستظل محفورة في الذاكرة كما تقول: «لن أنساها ما حييت، فتلك الرحلة التي لم تكن في الحسبان بدأت بالحجز ضمن فوج سياحي إلى ماليزيا لمرتين تم تأجيلها، فاستبدلت بتونس الخضراء»، إلا أن العروس اختارت في آخر لحظة شرم الشيخ لقضاء بقية شهر عسلها. وحول ردة فعل أهلها الذين كانوا في سفر الى مكة من أجل أداء العمرة قالت: «لم يعلم أحد منهم بذلك إلا بعد وصولي إلى جدة!».