ولش: أولويتنا إنجاح الانسحاب من غزة.. ونعول على الأصوات المعادية للتطرف في العالم العربي

مساعد وزير الخارجية اعتبر أن ما يصلح في لبنان قد لا يناسب مصر

TT

اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش أن قضية الساعة التي تهم الولايات المتحدة والمنطقة في هذه اللحظة هي إنجاح الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وقال إن غزة لن تكون أولاً وأخيراً، وإن عملية الانسحاب من قطاع غزة يجب أن تنجح لتليها الخطوات الأخرى على طريق خريطة الطريق، ونفى إجراء اتصالات أميركية مع حركة حماس قائلا «لم نجر أي نوع من الاتصالات مع حركة حماس ولا نجري أية اتصالات بها الآن ولن نجري معها أية اتصالات في المستقبل.. إنها منظمة إرهابية وقانوننا وسياستنا المتبعة تحتم عدم التعامل معها، أما كيف ينظر إليها الفلسطينيون فهو أمر يخصهم لا شأن لنا به، ونحن نعرف أن حماس شاركت في الانتخابات ولكن يبقى رأينا واضحا وهو أن على جميع الفصائل الفلسطينية أن تنبذ العنف وهذه هي سياسة السلطة الفلسطينية نفسها، ونبذ العنف والإرهاب والقبول بحق إسرائيل في الوجود هو أفضل طريق لتحقيق الأحلام المشروعة للفلسطينيين». وقال «نحن لا نفرق بين الجناح العسكري لحماس وأي جناح آخر، فنحن ننظر إلى حماس كمنظمة واحدة وقد نرى هذه المنظمة تحمل الورود أو تغير السترة التي ترتديها أو شكل اللحية ولكنها تبقى حماس التي نعرفها»، وتابع قائلا إن الأمر ذاته ينطبق أيضا على حزب الله، مؤكدا أن أي مسؤول أميركي لن يتعامل مع أي مسؤول في حزب الله.

جاء ذلك في لقاء مع مجموعة مختارة من الصحافيين العرب في واشنطن لإطلاعهم على مواقف الولايات المتحدة من بعض التطورات الجارية في المنطقة وعلى رأسها قضية الانسحاب الإسرائيلي من غزة والتغيير نحو الديمقراطية الذي تشهده بلدان الشرق الأوسط إضافة إلى موجة التطرف والإرهاب السائدة في العالم وقضايا أخرى متعددة.

وفيما يتعلق بقضية الترويج للديمقراطية في المنطقة العربية وما اعلنه الرئيس اليمني من انه لن يرشح نفسه مجددا للرئاسة، قال إن واشنطن تنظر إلى موضوع الترويج للديمقراطية في المنطقة بعيدا عن من سيرشح نفسه ومن سيمتنع عن الترشيح للمناصب الرئاسية أو غيرها، «إننا ننظر إلى الديمقراطية كمجموعة من الأنشطة والممارسات ومن بينها فتح أبواب المشاركة السياسية كممارسة جيدة، وفي موضوع اليمن على وجه التحديد فإن القرار هو بيد الشعب اليمني نفسه ولا دخل لنا بمن يمكن أن يرشح نفسه ومن لن يرشح نفسه».

لكنه أكد أن الولايات المتحدة في الوقت ذاته تسعى لتشجيع الشعوب والحكومات على التعامل بنظرة مختلفة، يجب فيها تنظيم عملية المشاركة السياسية وتوسيعها. وقال إن بلدان المنطقة تختلف عن بعضها حيث يوجد في بعض البلدان مثل مصر على سبيل المثال برلمان منذ القرن التاسع عشر في حين لا توجد برلمانات في بعض البلدان الأخرى، أو أن لديها نمطا مختلفا من المجالس التشريعية، لافتا إلى أن لكل بلد ثقافة سياسية خاصة به، وقال «أنا شخصيا أعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع أن تلعب دورا في تشجيع بلدان المنطقة على التطور الديمقراطي مع احترام مؤسسات كل بلد وقوانينها الخاصة بها». وأشار إلى أن هناك تغييرات إيجابية في مصر فيما يتعلق بالمشاركة السياسية والتطورات الديمقراطية وأن الولايات المتحدة تتوقع أن تجرى الانتخابات الرئاسية بشفافية وأن تكون مفتوحة بحضور المراقبين الدوليين وأن يتاح المجال لكافة المرشحين الوصول إلى وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور تتوافق مع القانون المصري، والإجراءات المتعارف عليها وليس هناك ما يخالف الدستور أو القانون المصري، و«نحن نحترم مصر وقوانينها كما نحترم قوانين كل بلدان المنطقة..أما قضية من يرشح نفسه في مصر فهي قضية خاصة بالشعب المصري ومن حق المصريين أن يختاروا الرئيس مبارك أو أي مرشح آخر مادامت الإجراءات قانونية»، مشددا على أن تعدد المرشحين أمر هام في العملية الديمقراطية، وتابع قائلا «.. كل بلد يختلف عن البلد الآخر وما يصلح في لبنان على سبيل المثال قد لا يتناسب مع مصر فكل بلد له خصوصياته». وفيما يتعلق بسورية شدد ويلش على أن موقف الولايات المتحدة مازال ثابتا لم يتغير، وأن ما قلناه مرارا وبشكل واضح أن هناك ما يقلقنا في السياسة السورية، وبالذات فيما يتعلق بلبنان والعراق ومع الفلسطينيين، فالسياسة السورية تقلقنا ويهمنا أن نتوصل إلى حل لدواعي القلق هذه. وأكد أن عدم مبادرة سورية باتخاذ إجراءات فعلية لمخاطبة مطالب الولايات المتحدة سيؤدي إلى تفاقم سوء العلاقة. كما علق ولش على دعوات بعض الليبراليين العرب لمحاكمة المحرضين على التطرف وفقهاء الإرهاب عبر الأمم المتحدة، فقال إن الولايات المتحدة موقفها معروف وهو أن أهمية الوقوف بحزم ضد التطرف والإرهاب بكافة أشكاله سواء اتخذ الإرهاب شكل التحريض أو التفجير، لكنه تفادى في إجابته الإشارة إلى دعم الخارجية الأميركية لمحاكمة الفقهاء وأبدى تعويلا على الأصوات المناهضة للإرهاب والتطرف داخل العالمين العربي والإسلامي ذاتهما.