الأمير سلطان بن سلمان: برنامج «لا تترك أثر» أسلوب جديد لإحداث نقلة في سلوكيات المجتمع

للمحافظة على الثروات الطبيعية الوطنية

TT

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة على أهمية أن تكون هناك خطوة استباقية لرفع درجة وعي أفراد المجتمع بأهمية المحافظة على المواقع الطبيعية في المملكة وحمايتها من التلوث والتدمير. وأشار إلى أن الوقت قد حان لتدارك الإساءة التي تلحق بصحارينا وجبالنا وبحارنا من خلال تخريبها عبر التخلص من النفايات أو تدمير مقوماتها. جاء ذلك في تصريح للأمير سلطان بن سلمان بمناسبة نجاح حملة المحافظة على بيئة البحر الأحمر التي شارك فيها بمعية 350 غواصاً لإزالة الأضرار التي لحقت بأعماق شواطئه بمحافظ جدة الخميس والتي أسفرت عن استخراج ما لا يقل عن ثلاثة أطنان من النفايات ولاقت تفاعلاً كبيراً على مستوى الأفراد والمؤسسات، وتمثل الحملة جزءاً من برنامج شامل وواسع على المستوى الوطني أطلق عليه مسمى «لا تترك أثر» ويهدف إلى تشجيع الناس وبخاصة المتنزهين على عدم ترك أي آثار مخلفات من شأنها أن تلحق الأذى بالمواقع الطبيعية والسياحية التي يرتادونها.

وقال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أمين عام الهيئة «إن المهمة التي تقوم بها الهيئة وشركاؤها في هذا الجانب تعد استثماراً مهماً في المستقبل ولا تنحصر في نشاط آني يتحقق في المنظور القريب فقط; فالهدف من البرنامج بشكل عام بما في ذلك الحملة ليس للتنظيف وإزالة المخلفات وملاحقة ما يستجد منها، وإنما القصد هو إحداث نقلة عميقة في طريقة تصرفهم وسلوكياتهم من خلال توعيتهم بخطورة تجاهل الحاجة الماسة إلى حماية بالبيئة». وأشار إلى أن الهيئة العليا للسياحة قد اتخذت خطوات عملية لإحداث النقلة المرتقبة، ومن تلك الخطوات المهمة استثمار مشروع برنامج السياحة المدرسية الذي سيكون من بين أهم أهدافه توعية مليونين وأربعمائة وخمسين ألف طالب خلال ثلاث سنوات بضرورة التفاعل إيجاباً مع البيئة، وأضاف بأنه قد تمت بنجاح تجربة تطبيق برنامح «لا تترك أثر» عملياً في منطقة حائل من خلال تدريب عدد من الطلاب والمعلمين، وعلى مدى خمسة أيام متتالية على الكيفية التي يمكن من خلالها نشر رسالة البرنامج بشكل فاعل.

وحول الأسلوب المناسب لتحقيق نجاح أوسع على المستوى الوطني في هذه المهمة، قال الأمير سلطان «أنا من المؤمنين بأهمية التوعية الذهنية في التنمية، وذلك لأن هذا الأسلوب يمكن بشكل فعال من استيعاب المتغيرات من قبل أفراد المجتمع، ومن ثم التصرف ذاتياً وتلقائياً، دون الاعتماد على أساليب العقاب والمراقبة، حيث إن مما نعاني منه اليوم من عدم إحداث النقلة المطلوبة يعود إلى عدم مواكبة برامج التوعية والتهيئة الذهنية للمشاريع التنموية الكبيرة التي شهدتها بلادنا». وأضاف الأمير سلطان بن سلمان «حري بنا ونحن نعيش في مهبط الإسلام وأرض الحرمين الشريفين أن نكون أكثر المجتمعات محافظة على ما حبانا الله به في هذه البلاد الشاسعة المساحة من ثروات طبيعية لا تقدر بثمن، كما انه من الحري بنا في بلد الإسلام أن نكون قدوة للآخرين».

وحول تعليق الأمير سلطان على ما تضمنته بعض وسائل الإعلام في تغطيتها للحملة من العثور على ما سمي بأعمال السحر والشعوذة في قاع البحر وإبطال مفعولها، قال الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام: «إن الحملة ذات هدف حضاري يركز على إحداث النقلة النوعية المطلوبة في سلوكيات الناس تجاه البيئة طوال العام، ولا علاقة للحملة أو للغواصين البتة بما ذكر حول موضوع تلك الأعمال، بل إن مثل هذا القول أمر مؤسف لأنه يرسخ المعتقدات الخاطئة المخالفة للدين الإسلامي، وأنه قد يزيد المعتقدين بذلك وأن يكون سبباً في زيادة تلويث البحر بمثل هذه الأعمال وسيشهد برنامج «لا تترك أثر» إنطلاقاً أوسع بعد صيف هذا العام ليشمل كافة مناطق المملكة، وذلك عبر حملات توعوية متنوعة ومتعددة لتغطي بذلك المواقع الصحراوية والجبلية والبحرية».