جنرالات إسرائيليون يضغطون على شارون للقيام بحملة عسكرية على غزة قبل الانسحاب

غدا تبدأ عملية إجلاء المستوطنين الذين قرروا الرحيل بلا مقاومة

TT

على الرغم من الاعتراض الأميركي الصريح وقرار الحكومة الاسرائيلية إعطاء فرصة أخرى للسلطة الفلسطينية، يضغط عدد من الجنرالات الكبار في الجيش الاسرائيلي على رئيس الوزراء، أرييل شارون، حتى يأمر بالقيام بعملية اجتياح عسكري في قطاع غزة قبل تطبيق خطة الانسحاب وذلك بهدف توجيه ضربة قاصمة للتنظيمات المسلحة.

وكانت قيادة الجيش قد اتخذت قرارا بهذا الهجوم قبل اسبوعين، في أعقاب تنفيذ العملية التفجيرية الفلسطينية في مدينة نتانيا الاسرائيلية وموجة اطلاق صواريخ القسام على البلدات الاسرائيلية المجاورة لقطاع غزة. لكن الولايات المتحدة تدخلت في حينه وبجهود مشتركة مع مصر تم التوصل الى اعطاء فرصة أخرى للسلطة الفلسطينية ان تعمل على وقف العمليات الفلسطينية. وعملت مصر جنباً الى جنب مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على تطويق المسألة والتوصل الى اتفاق جديد مع فصائل المعارضة الفلسطينية حول التهدئة. الا ان استئناف العمليات الفلسطينية دفع الجنرالات الاسرائيليين الى استئناف الضغط من أجل القيام بعملية عسكرية. وقال هؤلاء ان عملية اجتياح كهذه ضرورية قبل الانسحاب من غزة. اذ انه بموجب الاتفاق مع مصر فان الجيش الاسرائيلي لن يستطيع العودة الى غزة بعد الانسحاب، حيث سيكون ضباط شرطة مصريون موجودين فيها لتدريب القوات الفلسطينية على ضبط الأمن والنظام. والمفروض ان لا تبادر اسرائيل الى عمليات من شأنها ان تمس بهم وبأمنهم. وعليه، فلا بد من الرد على تلك العمليات في غضون الاسبوعين المتبقيين حتى يبدأ الانسحاب.

وقد رفض وزير الدفاع شاؤول موفاز، الانصياع للضغوط. لأنه لا يريد الصدام مع الأميركيين، خصوصا وانهم غاضبون منه الآن بسبب صفقة الأسلحة الاسرائيلية مع الصين. وقد ألغى موفاز زيارته المقررة الى واشنطن في مطلع هذا الاسبوع، لأن الطرفين ما زالا مختلفين حول تسوية الأزمة. وقال موفاز ان مسألة الهجوم على غزة مليئة بالتعقيدات. وينبغي الامتناع عن القيام بها في هذه المرحلة. وقد تجدد ضغط الجنرالات، أمس، في أعقاب سقوط صاروخ قسام على بلدة سدروت الاسرائيلية. وطلب أحدهم ان يجتمع مع شارون حول الموضوع حال عودته من فرنسا، أمس. الا ان نائب وزير الدفاع زئيف بويم، قال ان الموقف لم يتغير في هذه المرحلة. وأكد ان الادارة الأميركية تبذل جهودا كبيرة مع أبو مازن لكي يتوقف اطلاق الصواريخ تماما. وهدد: اذا لم ينجح ابو مازن والمصريون في وقف النار فان اسرائيل ستعرف كيف توقفه بأساليبها الخاصة.

من جهة أخرى، أعلنت الدائرة المختصة بتطبيق «خطة الفصل» في مكتب رئيس الحكومة، ان الدفعة الأولى من المستوطنين اليهود الذين قرروا الرحيل عن مستعمرات قطاع غزة ستغادر بيوتها غدا، من دون مقاومة. وقد أنهت هذه العائلات استعداداتها للرحيل فاتفقت مع الحكومة على التعويضات وقبضت بعضا منها وحصلت على بيت موقت وحزمت أمتعتها وودعت الجيران والأصدقاء. وتوقع مسؤولو تلك الدائرة ان يتدفق مئات المستوطنين على الدائرة خلال الأسبوعين القادمين ليحذوا حذو تلك العائلات والرحيل من دون مقاومة.