اتفاق الصيد بين المغرب والاتحاد الاوروبي يحقق نجاحا سياسيا للرباط

TT

حقق المغرب نجاحا سياسيا ربما فاق القيمة الاقتصادية لاتفاق الصيد البحري الذي ابرمه اول من امس في بروكسل مع الاتحاد الاوروبي، ستقوم بمقتضاه السفن الاسبانية المنطلقة من جزر الكناري، بالصيد في مياه المحيط الاطلسي الخاضعة للسيادة المغربية والتي تدخل ضمنها الشواطئ المحاذية للمحافظات الصحراوية، القريبة من الاقليم الاسباني.

وعلى الرغم من ان المغرب، لم يعتبر الاتفاق انتصارا سياسيا، باعتباره لا يشكل اية سابقة، بل يندرج ضمن اتفاقات الصيد او غيرها التي ابرمها المغرب مع شركاء دوليين آخرين، التي تشمل الاراضي المغربية كافة تبعا لموضوع الاتفاق. وسارعت جبهة البوليساريو، فور الاعلان عن اتفاق الصيد بين الرباط وبروكسل، الى اعلان احتجاجها، متعللة بكونه يشمل مناطق تعتبرها جبهة البوليساريو الانفصالية جزءا من التراب الذي تطالب بتحريره من «الاحتلال» المغربي.

وكانت الجبهة، على لسان امينها العام محمد عبد العزيز، طالبت قبل بدء المفاوضات بين المغرب والاتحاد الاوروبي، بان لا يشمل اتفاق الصيد المياه الصحراوية، وهو امر لا يمكن للمغرب ان يقبله لانه سيكون بمثابة تخل عن سيادته المعترف بها في اتفاقيات سابقة.

وفي هذا السياق، اكد ثيسار ديبن، الذي رأس الجانب الاوروبي في مفاوضات الصيد مع المغرب ان الاتفاق يشمل بالفعل المياه الواقعة في المناطق الصحراوية، موضحا انه لا يهم ان كانت المجموعة الاوروبية تعتبر تلك الاراضي جزءا من المغرب ام لا، وانما هي حاليا واقعة تحت السيادة المغربية، بمقتضى الاتفاق الموقع عام 1975 بين الرباط ومدريد، انسحبت هذه الاخيرة بمقتضاه من المحافظات الصحراوية واعادتها لأصحابها الشرعيين. واوضح المفاوض الاوروبي ان العمل استمر منذ ذلك التاريخ على على هذا النحو، مضيفا ان الاتحاد الاوروبي لا يريد ان يضفي طابعا سياسيا على اتفاق ذي طبيعة اقتصادية، مشيرا الى ان المغرب كان صارما بخصوص هذه النقطة. وفيما اشاد الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم، في مدريد والاندلس بالاتفاق المبرم مع المغرب، اعتبره الحزب الشعبي المعارض ناقصا، لا يستجيب لكل مطالب الصيادين الاسبان. وقالت نائبة رئيس الحكومة الاسبانية، ماريا بتريس دي لافيغا، ان نجاح الطرفين في التوصل الى الاتفاق يعود للاجواء الايجابية التي تطبع علاقات المغرب باسبانيا.

واضافت دي لافيغا التي كانت تتحدث الى الصحافة امس عقب اجتماع مجلس الوزراء الاسباني، ان بلادها هي المستفيدة من اتفاق بذل رئيس الوزراء خوصي روديغت ثباطيرو، كل ما في وسعه من اجل تحقيقه، يستفيد منه اسطول الصيد في الاندلس وجزر الكناري وكذلك منطقة غاليثا وبلاد الباسك.