لندن ـ ا.ف.ب: تسعى الشرطة البريطانية (اسكوتلنديارد) الى زيادة عدد الشرطة المسلمين غير الممثلين بشكل كاف في شرطة لندن، وذلك من اجل تعزيز وجودها في هذه الجالية ومحاربة التطرف الاصولي بشكل افضل.
ويمثل دال بابو، 42 عاما، حالة خاصة. فهذا البريطاني الذي نشأ في عائلة هندية هو اليوم المسلم الوحيد برتبة مفوض في شرطة لندن. ويذكر بابو انه عندما التحق بالشرطة عام 1983 «كان هناك اقل من 1% من عناصر الشرطة ينتمون الى اقليات اثنية. اليوم بلغت هذه النسبة 7% بعد ان حصلت تغيرات كبيرة». وفي مركز الشرطة الذي يعمل فيه بابو في بيثنال غرين شرق لندن في حي يقيم فيه الكثير من البنغاليين والباكستانيين، يحظى الشرطة المسلمون بمكان للصلاة وطعام حلال وهم لا يعملون يوم الجمعة.
ويؤكد دال بابو انه «من المهم جدا بالنسبة لأفراد الجالية المحلية ان يتعاملوا مع شرطي مسلم وان يروني يوم الجمعة أصلي في المسجد لأن ذلك يعزز ثقتهم بالشرطة».
لكن المفوض اوضح انه «على اسكوتلنديارد القيام بالكثير لتعكس تنوع سكان لندن». ويضيف على سبيل المثال: «في مركز الشرطة الذي اعمل فيه، هناك تسعة شرطة وضباط مسلمين من اصل 1200 عنصر». ويظهر هذا التمثيل الضئيل على جميع المستويات. فمن اصل نحو 31 الف موظف في شرطة لندن، 900 فقط هم من المسلمين.وقد تناول هذه المسألة شخصيا كل من قائد شرطة اسكوتلنديارد ايان بلير ورئيس الوزراء توني بلير عقب اعتداءات 7 و21 يوليو (تموز). وتوجه ايان بلير الى الجالية المسلمة التي التقى بزعمائها الروحيين في مسجد بشرق لندن بالقول «انني بحاجة اليكم. على المسلمين ان ينتهزوا هذه الفرصة للتحرك بشكل فاعل ضد الارهاب». وقال توني بلير يوم الثلاثاء الماضي: «نريد التأكد من ان في الاحياء التي قد نواجه فيها مشاكل، هناك شباب ورجال ونساء مسلمون سيلتحقون بالشرطة». وتزيد اسكوتلنديارد منذ اشهر عدة العمليات الخاصة من اجل توظيف شرطة من مختلف الجاليات في لندن. ويقول سايمون فيشر من ادارة الموارد البشرية انه في 2004 وأوائل عام 2005، شاركت الشرطة في 86 «معرضا للوظائف» ونشرت الاعلانات في الصحف المقروءة تحديدا من قبل بعض الجاليات وتسلمت 2800 تعبير عن الاهتمام بإعلاناتها. ويتابع فيشر: «صحيح انه علينا بذل الجهود من اجل توسيع آفاق توظيفاتنا واقناع الجاليات، ليس فقط المسلمة، بأنه يمكن الحصول على وظيفة في اسكوتلنديارد ». لكن على اسكوتلنديارد ان تتخطى اهم عقبة تتمثل في سمعتها السيئة. ويعتبر المتحدث باسم «منتدى حماية المسلمين» طاهر بات ان «هذه المؤسسة عنصرية ويتم عزل الشرطة من اصل هندي او باكستاني وتجاهلهم باستمرار وحتى مضايقتهم من قبل رؤسائهم». وحيت هذه المنظمة التي تضم جمعيات مسلمة الجهود التي تقوم بها شرطة لندن، لكن الشكوك ما زالت تساورها. ويقول طاهر بات انه من اجل فهم جالية او تجنب الارهاب يجب «فهم الاسلام (وإلا) فيمكن الوقوع في الخطأ او عدم التمكن من حل المشكلة بالشكل المناسب».