منفذو التفجيرات: أحدهم «تخرج» من السجن مع ريتشاد ريد.. وآخر رعته الدولة في صغره ثم آوته

TT

< مختار سعيد إبراهيم < هذا الشاب الاريتري الاصل، الذي قبض عليه اول من امس في عملية مداهمة دراماتيكية بغرب لندن، كثيراً ما صاحب ريتشارد ريد، الذي حاول تفجير طائرة فوق الاطلسي بعبوة مخبأة في حذائه. ورغم ان مختار، 27 عاماً، هو اصغر خمس سنوات من ريد، المعتقل حالياً في الولايات المتحدة، فان ثمة شبها أساسيا بينهما يتجاوز شكل البشرة السوداء. كلاهما تم تضليله في السجن، حيث مكث لأكثر من سنتين لارتكابه جرائم سرقة، وتخرج من تلك «المدرسة» متطرفاً مستعداً من الناحية النفسية للقيام باعمال عنف. وإذا كانت الادلة توفرت بان ريد التحق بمعسكرات تدريب في افغانستان، فان التحقيقات المتعلقة بمختار لا تزال في بدايتها ولا يستبعد ان تكشف عن علاقات وثيقة له مع «القاعدة»، ربما شملت التدريب على ايدي رجالها في افغانستان او سواها.

لكن الاكيد هو ان مختار، الذي قدم الى بريطانيا في 1992 لاجئاً، أدين بعد اربعة اعوام من وصوله بالتورط في اعمال سرقة، استعمل فيها القوة مع الضحايا في ضواحي لندن. وقد قررت محكمة وود غرين (شمال لندن) في 1996 زجه في السجن لخمس سنوات، فقضى عامين ونصف العام متنقلاً من معتقل اصلاحي خاص بالشباب الى آخر. وعندما اطلق سراحه، كان قد عزم على اطلاق لحيته وارتداء الجلابية البيضاء، خلافاً لعادته قبل دخوله السجن، وبات اصولياً متشدداً.

رمزي محمد لا يزال بعض الغموض يلف شخصيته، إذ لا تذكر التقارير عمره او وطنه الاصلي. كما لم يكشف عن اسمه حتى مساء امس في اعقاب اعتقاله بغرب لندن مع رفيقه مختار سعيد ابراهيم، مع ان صورته غطت مساحات بارزة من الصحف البريطانية خلال الاسبوع الماضي، وارتسمت على شاشات التلفزيون الى جانب ثلاثة من الملاحقين الخمسة بتهمة الوقوف وراء محاولات الاعتداء الفاشلة في 21 يوليو. لكن الكردي العراقي آراس لويس، الذي جمعه حظه برمزي وقت محاولته تفجير قطار الانفاق المتجه الى محطة أوفال قرابة الثانية عشرة والنصف من ذلك الخميس القائظ، رجح لـ«الشرق الأوسط» ان المنفذ المفترض للاعتداء كان صومالياً. وأفيد بان رمزي تردد، اكثر من زميله مختار، في تسليم نفسه اول من امس الى رجال الأمن الذين سمعهم شهود عيان ينادونه «اخرج يا محمد، ما هي مشكلتك؟»، وكان يرد قائلاً «انتم تريدون قتلي». بيد انه انصاع اخيراً لاوامر رجال الشرطة وخرج برفقة مختار الى شرفة الشقة شبه عاريين وهما يرفعان ايديهما الى الاعلى.

< ياسين حسن عمر < هو الاصغر سناً بين المشتبه في تورطهم في تنفيذ الاعتداءات الفاشلة في 21 يوليو، وكان الاول من بين رفاقه الذي وقع في قبضة الشرطة. فقد اعتقل ياسين فجر الاربعاء الفائت، أي قبل يومين من القبض على الآخرين، وفي مكان بعيد عن لندن، التي شهدت محاولته الفاشلة لتفجير قطار الانفاق في محطة وارن ستريت، هو مدينة برمنغهام بوسط انجلترا. والشاب، 24 عاماً، جاء الى بريطانيا لاجئاً في نفس العام الذي وصل فيه مختار، 1992. غير ان ياسين لم يأت مع عائلته مثل زميله الآخر، بل جاء من مسقط رأسه في الصومال مع شقيقته الكبرى وزوجها للاستقرار في شمال لندن. ولم يطل الوقت بالسلطات المسؤولة عن حماية الاطفال والمراهقين من الاهمال او التعرض للاساءة في بيوتهم، حتى اخذته من منزل شقيقته وأودعته بيتا تقطنه عائلة مكلفة رعاية الاطفال ممن كانوا في وضعه. ولم يستقر به الحال في بيت واحد، بل تنقل بين عدد منها وتربى على ايدي عائلات مختلفة. ودفع ذلك السلطات المعنية لتصنيفه كـ«مراهق شاب معرض للوقوع في الخطأ»، ثم تقرر تقديم مساعدة له ليستأجر شقة خاصة به من المجلس البلدي، وذلك في اطار برنامج حكومي للاخذ بيد المراهقين من ذوي الخلفية الاجتماعية والعائلية المضطربة. وفعلاً حصل ياسين في 1999 على شقة من حجرة واحدة بشمال لندن، أجرتها 75 جنيهاً استرلينيا في الاسبوع، وهو مبلغ بخس إذا قورن بأجور السكن الباهظة في لندن وضواحيها. والادهى ان المجلس البلدي في إينفيلد بشمال لندن هو الذي كان يدفع اجرة سكن ياسين، باعتبار ان الاخير كان من المؤهلين لتقاضي نفقات اقامته من الدولة بسبب حالته المادية المتدنية. < حسين عثمان < اثيوبي الاصل اعتقل بعيداً عن لندن، إذ القت الشرطة الايطالية القبض على حسين اول من امس في روما. ويعتقد انه فر الى العاصمة الايطالية بعد فشل محاولة تفجير قطار الانفاق في محطة شيبردز بوش اللندنية، التي يرجح انه كان منفذها. وقالت مصادر الشرطة انه خرج راكضاً من المحطة بقميص ازرق غامض وعلى رأسه قبعة بيسبول، لم يلبث ان خلعهما واستقل حافلة للنقل الداخلي في طريقه بعيداً عن موقع الاعتداء الفاشل. وقد نُشرت صور التقطتها له كاميرات المراقبة الداخلية وهو هارب من محطة شيبردز بوش، ثم في الحافلة الداخلية بقميصه الداخلي. وقال وزير الداخلية الايطالي ان حسين اثيوبي يحمل الجنسية البريطانية، غير ان سلطات الشرطة في لندن رفضت مناقشة موضوع جنسيته وإقامته في البلاد. وذكرت تقارير ايطالية لم يؤكدها الجانب البريطاني، عن شرطة لندن طلبت من سلطات الامن الايطالية البحث عنه وزودتهم برقم الهاتف الجوال الخاص بزوج شقيقته الذي يعيش في روما. واوضحت ان الشرطة استطاعت اقتفاء اثره من خلال مراقبة المكالمات التي اجراها مع قريبه بواسطة الهاتف الجوال منذ مغادرته بريطانيا متوجها الى روما عن طريق ميلانو فبولونيا. < المشتبه الخامس المجهول < اشارت مصادر الشرطة منذ فشل محاولات التفجير، الى انها تخشى تورط شخص خامس فر من مسرح الاعتداءات بعد اخفاقه في تحقيق عمليته في 21 يوليو. فقد اكتشف رجال الامن صباح السبت 23 يوليو في منتزه بغرب لندن على حقيبة مليئة بالمتفجرات وقنابل مسمارية، الامر الذي دفع الشرطة للاعتقاد بان احداً القاها هناك حين اخفق في تنفيذ مهمته الارهابية لسبب او آخر. واللافت ان الشرطة قد اعتقلت اول من امس شخصاً آخر في شقة قريبة من المبنى الذي القي فيه القبض على مختار ورمزي، بغرب لندن. ويُشار الى ان بيوت المتهمين الثلاثة غير بعيدة عن المنتزه الذي عثر فيه على حقيبة المتفجرات. وفيما تردد ان المعتقل المجهول هو وهبي محمد، شقيق رمزي، فإن الشرطة لم تؤكد حتى مساء امس هذه المعلومات.