بعد اعتقال منفذي التفجيرات.. لندن تبحث عن العقل المدبر وإيطاليا تتخذ إجراءات تسليم الموقوف لديها

عضو من «الخلية الشرق أفريقية»: هدفنا كان بث الرعب وليس القتل

TT

تواصل الشرطة البريطانية استجواب ثلاثة من منفذي التفجيرات الاخيرة في لندن وشريكا مفترضاً لهم، في وقت يركز تحقيقها فيه على البحث عن العقل المدبر للاعتداءات وربما العثور على خلايا اخرى. وفي الوقت نفسه بدأ القضاء الايطالي امس النظر في تسليم بريطانيا المنفذ المفترض الرابع الذي كان قد اعتقل اول من امس في روما. وحسب التحقيقات الاولية، تبين ان خلية «شرق افريقية» مكونة من خمسة اشخاص على الاقل كانت تقف وراء التفجيرات الفاشلة التي وقعت في 21 يوليو (تموز) الجاري، مخلفة حالة من الرعب رغم عدم سقوط أي قتيل فيها.

وتقوم الشرطة البريطانية باستجواب المشتبه فيهم الرئيسيين في التفجيرات الفاشلة التي شهدتها وسائل نقل في لندن في 21 يوليو (تموز) بهدف التحقق فيما اذا كانوا مرتبطين بمجموعة اوسع تخشى الشرطة من امكانية أن تعاود الهجوم مرة أخرى.

وكانت الشرطة البريطانية قد داهمت اول من امس منطقة سكنية في نوتينغ هيل غيت (غرب لندن) واعتقلت اثنين من المنفذين المفترضين للتفجيرات هما البريطاني الاريتري الاصل ابراهيم مختار سعيد، 27 سنة، ورمزي محمد، واعتقلت شخصاً ثالثاً. وقد أجبرت الشرطة الموقوفين على التجرد من ملابسهم للتأكد من عدم وجود أحزمة ناسفة بحوزتهم. وأفادت تقارير بريطانية بأن الموقوف الثالث في نوتينغ هيل غيت يدعى وهبي محمد، وهو شقيق رمزي محمد المشتبه في محاولته تفجير عبوة في محطة ميترو «اوفال» بجنوب لندن. كما اعتقلت الشرطة الايطالية في روما اول من امس ايضاً حسين عثمان المشتبه في مشاركته في التفجيرات. وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت الاسبوع الماضي في برمنغهام (وسط انجلترا) الصومالي ياسين حسن عمر، 24 سنة، المشتبه في مشاركته بالتفجيرات الفاشلة.

وفي روما، أعلن وزير الداخلية الايطالي جوزيبي بيزانو امس، أن الشخص الذي أوقف في روما بشبهة علاقته بتفجيرات لندن هو اثيوبي الاصل وليس صومالياً، مثلما اعلن سابقاً. وكشف الوزير بيزانو ان «شبكة كبيرة» مؤلفة من اثيوبيين واريتريين حاولت تغطية هرب الرجل المعتقل. وقال الوزير ان الرجل الموقوف «قام باتصالات مع اشخاص أصلهم من القرن الافريقي ويقيمون في ميلانو وبريتشيا (شمال ايطاليا)، حيث يسكن اثيوبي هو والد خطيبة المشتبه به». ويعتقد ان عثمان حسين هو الذي حاول تفجير عبوة في محطة مترو شيبردز بوش غرب لندن. وأكدت الشرطة البريطانية ان عثمان حسين كان مطلوبا في اطار التحقيق في اعتداءات 21 يوليو وان «مذكرة توقيف» صدرت بحقه.

< أحد المشتبه فيهم: أعطوني حقيبة لتنفيذ عملية استعراض للقوة < وأكدت تقارير ايطالية ان عثمان حسين اعترف، بعد اعتقاله الجمعة، بتورطه في الاعتداءات، لكنه قال ان الهدف منها لم يكن القتل. وذكرت «لا ريبوبليكا»، بدون ذكر مصادرها، أن الرجل قال خلال استجوابه: «لم نكن نسعى الى القتل، بل لبث الرعب فقط». واضاف: «جئت الى روما لأنني لم اكن اعرف اين اذهب ولأن لدي اصدقاء هنا وبإمكاني العثور على منزل. كنت انوي الانتظار قليلا قبل الرحيل الى مكان آخر. لست على علم بمخططات اعتداءات في ايطاليا». كما افادت صحيفة «لا ستامبا» نقلا عن احد العناصر الايطالية التي شاركت في عملية الاعتقال ان الموقوف قال: «كنت انا ايضا ضمن عملية 21 يوليو. اعطوني حقيبة للقيام بعملية استعراض» للقوة.

وحسب التقارير الايطالية، فان عثمان حسين، 27 سنة، يجيد الايطالية ويعرف روما، حيث تنقل بسيارة، وأوقف بفضل الشخص الذي كان يقيم عنده. وأكدت صحيفتا «الميساجيرو» و«لاريبوبليكا» ان صاحب المنزل الذي كان يقيم فيه المشبوه هو الذي اعطى مفاتيح الشقة للشرطة لتسهيل عملية إلقاء القبض عليه. واقتفت الشرطة الايطالية آثار المشتبه فيه بفضل رقم هاتف جوال صهره قدمته لها الشرطة البريطانية. من ناحية أخرى، اكد وزير الداخلية الايطالي في كلمة امام مجلس النواب الذي صادق امس في آخر قراءة على مجموعة من الاجراءات في اطار مكافحة الارهاب، ان عمليات التفتيش متواصلة بعد اعتقال المشتبه فيه وتتعلق بأشخاص اتصل بهم خلال اقامته القصيرة في ايطاليا. وافادت تقارير بأن عمليات الاعتقال التي نفذتها الشرطة الايطالية امس طالت 15 على الاقل في بريتشيا وميلانو وبولونيا وريجيو اميليا وروما. لكن التقارير اشارت الى هؤلاء الناس ربما كانوا يجهلون بالتأكيد النشاطات الارهابية التي قام بها صديقهم. وقال وزير الداخلية الايطالي «ان مكافحة الارهاب تجري بيد تستخدم السلاح، لكن تجري كذلك بيد اخرى ممدودة للحوار مع المهاجرين المسالمين والعاملين والذين يرون في الارهاب عدوا مشتركا». < الشرطة البريطانية: الخطر لم ينته < ورغم اعتقال كل العناصر التي حاولت تفجير عبوات في 3 محطات ميترو وحافلة في لندن، في 21 يوليو (تموز)، بعد اسبوعين على التفجيرات الدموية التي استهدفت نفس العدد من محطات الميترو وحافلة ايضاً في لندن مخلفة 56 قتيلاً و700 جريح، فان الشرطة البريطانية تقول ان «الخطر لا يزال باقياً وهو حقيقي». وقال المسؤول عن ملف مكافحة الارهاب في الشرطة بيتر كلارك الليلة قبل الماضية ان «التحقيق مستمر، وهو نشط ويجري على نطاق واسع. سيكون هناك نشاط للشرطة أكثر ظهورا للعيان. يجب ألا نشعر بالرضا عن النفس. فالخطر باق، وهو حقيقي بالفعل».

ومما يزيد من مخاوف الشرطة عثورها بعد يومين على التفجيرات الفاشلة، على قنبلة خامسة متروكة في منطقة تكسوها الاشجار. وقال رئيس بلدية لندن كين ليفنغستون: «هذا هو أكبر تحقيق في تاريخ شرطة العاصمة وتتم ادارته بسرعة وحرفية غير عاديتين».

اعتقلت الشرطة البريطانية صباح امس رجلين في منطقة ليستر (وسط انجلترا) في اطار قانون مكافحة الارهاب. وقالت الشرطة في بيان ان الرجلين اعتقلا في منزلين في ليستر في الثالثة صباحاً، و«ليس هناك حاليا ما يدعو للاشتباه بان هذه الاعتقالات مرتبطة بالنشاطات الارهابية التي حصلت مؤخرا في لندن».