القمة العربية تبحث الإرهاب والأوضاع في العراق وفلسطين

مصدر دبلوماسي: الجزائر تتحفظ على عقد القمة الاستثنائية

TT

أكدت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى أن جدول أعمال القمة العربية الاستثنائية المقرر عقدها في شرم الشيخ «الأربعاء» القادم سيقتصر على 3 قضايا أساسية، هي الارهاب والوضع في كل من العراق والأراضي الفلسطينية.

وقالت مصادر الجامعة إن مستوى رئاسة وفود الدول وتمثيلها في القمة لم تحسم بعد، وسيظل مفتوحاً حتى قبل لحظات من بدء أعمالها وفعالياتها، لكنها توقعت أن تشهد حضوراً مميزاً يتراوح بين 13 و15 رئيسا وملكا واحدا.

وقالت المصادر إنه في حالة حضور الرئيس الجزائري ومشاركته في القمة فسوف ترأس الجزائر جلساتها باعتبارها الرئيس الحالي للقمة، أما في حالة تغيبه فمن المنتظر أن ترأس مصر أعمالها.

وسوف يبدأ وزراء الخارجية العرب في الوصول إلى شرم الشيخ غدا حيث ستبدأ جلسة مشاورات. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إنها المرة الأولى التي ستشهد القمة تطبيق مبدأ الأغلبية لثلثي الحاضرين بعد تعديل نظام التصويت خلال قمة الجزائر وإقرار عدة مستويات بهذا الخصوص للقضايا والموضوعات الاستراتيجية والاجرائية.

وأكد سفير السعودية لدى الجامعة العربية أحمد عبد العزيز قطان مشاركة المملكة العربية السعودية على مستوى عال في مؤتمر شرم الشيخ. وحول زيارة الأمير سعود الفيصل لمصر ولقائه مع الرئيس مبارك اليوم، أوضح قطان أن الزيارة كانت مقررة قبل طرح مسألة عقد القمة العربية الطارئة في شرم الشيخ، وأفاد بأنه سينقل رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز للرئيس حسني مبارك تتعلق بمجمل الأوضاع المطروحة على الساحتين العربية والدولية. وحول اقتراح السعودية بإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب أوضح مندوب السعودية الدائم لدى الجامعة العربية، أن الهدف من مقترح الأمير عبد الله هو أنه على جميع الدول التي تتعرض للارهاب ان تشارك في تبادل المعلومات والآراء والمواقف حتى تتمكن من محاصرة الارهاب. وأضاف أن مؤتمر القمة يهدف إلى تفعيل مبادرة السلام العربية وتشكيل لجنة عربية لهذا الهدف. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوف يطلب من القمة اتخاذ مواقف وإجراءات محددة لدعم السلطة الفلسطينية خلال مرحلة انسحاب اسرائيل من غزة. ومن المتوقع أن يعقد اجتماع على مستوى القمة لدول الطوق للتنسيق حول مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة، وكذلك مناقشة المقترح الأميركي لعقد مؤتمر دولي للسلام وهو ما نصت عليه خريطة الطريق.

وفى السياق ذاته أوضح مصدر دبلوماسي جزائري أن بلده لا يعارض عقد قمة عربية طارئة التي دعت إليها مصر، «لكننا نتساءل إن كان المغزى الحقيقي في طلبها هو الدخول في حملة انتخابية مبكرة لفائدة الرئيس حسني مبارك المترشح لولاية رئاسية خامسة». وقال المصدر ذاته الذي رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن الجزائر «تتحفظ على عقد قمة استثنائية للجامعة العربية، بدون أهداف معينة، ويبدو جليا أن الموعد موجه للاستهلاك السياسي والإعلامي داخل مصر، ولا علاقة له بقضايا الأمة العربية التي لم يطرأ عليها ما يستدعي الاجتماع عاجلا». وأضاف سلطاني منتقدا الرئيس مبارك: «لا يصح أبدا أن يحدد رئيس دولة عربية موعدا لقمة غير عادية من دون الأخذ بعين الاعتبار أجندة الملوك والرؤساء ومن دون توضيح أهداف القمة بدقة». وأشار إلى أن البلد الذي يرأس الجامعة العربية (الجزائر) أو الأمين العام للجامعة «هما الوحيدان اللذان يملكان صلاحية الدعوة إلى قمة طارئة». وتساءل الوزير الجزائري الذي يقود حزبا إسلاميا: «هل سنسافر إلى شرم الشيخ من أجل السياحة؟! على أصحاب المبادرة توضيح وشرح أجندة القمة الطارئة». وأشار ذات المصدر، الذي ترجح مصادر إلى أنه يعبر عن موقف الرئيس بوتفليقة، إلى أن تحضير القمة وتحديد مكانها «كان يتعين أن يتم من طرف وزراء الخارجية الذين يحددون جدول أعمال القمة» وأضاف المصدر: «فيما يخص الجزائر، فإن المشاورات التي تتعلق بالملف جرت بينها وبين الأمين العام للجامعة ومصر، حيث كان الأمر يتعلق بقمة مصغرة تجمع الدول المجاورة للعراق وفلسطين فقط».