الملك محمد السادس: لن نفرط في أي من مواطنينا المعتقلين في التراب الجزائري

حدد في خطاب الجلوس خريطة طريق لتحقيق المواطنة المغربية البناءة.. ودعا إلى الإسراع بإخراج منظومة جديدة لإصلاح الصحافة وتأهيلها

TT

قرر العاهل المغربي الملك محمد السادس تخويل الطفل من أم مغربية حق الحصول على الجنسية المغربية. وقال في خطاب وجهه امس الى الامة المغربية بمناسبة الذكرى السادسة لتوليه عرش البلاد ان هدا القرار يأتي «تجسيدا لتجاوبنا الدائم مع الانشغالات الحقيقية لكل المواطنين، سواء منهم المقيمون داخل المملكة أو خارجها».

واصدر العاهل المغربي توجيهاته للحكومة، قصد الإسراع باستكمال اجراءات البت والمصادقة على طلبات الحصول على الجنسية المغربية، المستوفية لكافة الشروط القانونية، وكلفها أيضا أن ترفع إليه اقتراحات عقلانية، لتعديل التشريع المتعلق بالجنسية، وملائمته مع مدونة الأسرة، على ضوء تحقيق أهدافها النبيلة، المنشودة من قبل كل مكونات الأمة، وضرورة التنشيءة على المواطنة المغربية المسؤولة.

وتحدث العاهل المغربي عن التربية والتعليم، وقال انه «إدراكا للدور الحيوي، الذي تنهض به المدرسة، في تكامل مع الأسرة، لبناء مجتمع التضأمن والإنصاف وتكافؤ الفرص، الذي نعمل على ترسيخ دعائمه، وكذا تأهيل أجيالنا الصاعدة، لممارسة حقوقها، وأداء واجباتها، واندماجها في عالم المعرفة والاتصال، فقد جعلنا في صدارة الإصلاحات الشاملة والعميقة، التي نقودها، اعتماد ميثاق وطني للتربية والتكوين».

وتحدث العاهل المغربي عن الصحافة، وقال انه نظرا لكون وسائل الإعلام شريكا فاعلا في ترسيخ المواطنة الإيجابية، فإن غيرته الصادقة على حسن قيامها برسالتها النبيلة، في تنوير الرأي العام، وترسيخ البناء الديمقراطي، لا لحسابات ضيقة أو وهميةّ. معتبرا اياها « المعركة الحقيقية للنهوض بالتنمية البشرية، التي ارتأينا مشاطرتك عمق تصورنا الاستراتيجي لمساراتها الثلاثة». يعادلها إلا حرصه على أن تكون ملتزمة بضوابط قانونية وأخلاقية ومهنية، مجسدة للتوفيق بين الحرية والمسؤولية، واحترام النظام العام، في نطاق سيادة القانون، وسلطة القضاء.

ودعا الملك محمد السادس بكل إلحاح، الحكومة وكل الفاعلين في المجال الاعلامي إلى الإسراع بإخراج المنظومة الجديدة، الكفيلة بإصلاح وتأهيل الصحافة، للنهوض بدورها في ترسيخ المواطنة المسؤولة، مثلما ساهمت بالأمس في بلورة الروح الوطنية.

الى ذلك، عبر العاهل المغربي عن تصميمه على تعميق وعقلنة الجهوية (المناطق) لإقامة مناطق مندمجة ومتجانسة، جغرافياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. وقال انه بنفس العزم «سنمضي قدما في تحقيق المشاريع الهيكلية الكبرى لميناء طنجة ـ المتوسط، وتوسيع شبكة الطرق السيارة، وتحسين ظروف ومناخ الاستثمار المنتج. علاوة على ترسيخ ثقافة التضأمن، وتعزيز دور المجتمع المدني».

وبهذه المناسبة، توجه العاهل المغربي إلى كافة رعاياه الأوفياء« المتشبثين بمغربيتهم، والذين يعانون من الحصار الظالم، المضروب عليهم بتندوف (الجزائر) للعودة إلى أهلهم وذويهم. فالوطن الغفور الرحيم، الذي يفتح ذراعيه لجميع أبنائه التائبين، العائدين إلى حضنه الحليم، يوفر لهم كل شروط المواطنة الكاملة، والعيش الحر الكريم».

وتأكيدا لتشبث المغرب بالشرعية الدولية، جدد العاهل المغربي الاعراب عن استعداده الدائم للتفاوض الجاد، لإيجاد الحل السياسي التوافقي النهائي، للنزاع المفتعل حول مغربية صحرائه، والذي يحظى بدعم المنتظم الدولي، بما يخول أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا، في ظل سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية».