اغتيال رجل دين بارز في الصومال

قتال بين ميليشيا صومالية ومخاوف من تجدد النزاعات المسلحة

TT

اغتالت مليشيات صومالية مسلحة مساء اول من امس رجل الدين الصومالي المعروف الشيخ «محمد مؤمن هاورن» إمام وخطيب جامع «أبو هريرة» أحد أشهر الجوامع بوسط العاصمة مقديشو. وقع الحادث عندما اعترضت عربة مسلحة سيارة كان يستقلها الشيخ هارون وبرفقته اثنان من العلماء الآخرين حيث خرج لتوه من محاضرة دينية ألقاها في جامع ابو هريرة.

وفتح المسلحون الرصاص من بنادقهم الآلية على سيارة الشيخ هارون مما أدى الى مقتله واصابة 2 من مرافقيه بجراح ثم لاذوا بالفرار دون ان يتمكن احد من التعرف علي هويتهم. وقد هز الحادث المدينة خاصة أن الشيخ هارون عرف عنه الاعتدال ودعوته الي رفض العنف الذي تتبناه بعض الجماعات الاسلامية بالصومال. وقد شهدت العاصمة الصومالية خلال الأشهر الماضية مسلسل اغتيالات غامضة طالت عددا من كبار ضباط الشرطة والجيش ورموزا من المثقفين ورجال الدين، وكان آخر حوادث الاغتيالات قد استهدفت رئيس مركز البحوث والحوار في العاصمة الدكتور عبد القادر يحيى الذي اغتيل في العاشر من يوليو (تموز) الجاري ولم يعرف من يقف وراء العملية حتى الآن. وساعد غياب السلطات المدنية في استشراء العنف، بحيث أن الحكومة الانتقالية لا تسيطر على منطقة واحدة من البلاد فضلا عن العاصمة. ويتوزع أعضاء الحكومة والبرلمان علي العاصمة مقديشو ومدينة جوهر على بعد 90 كم الى الشمال من العاصمة في ظل انقسام سياسي داخل الحكومة والمجلس التشريعي أيضا. وعلى صعيد ذي صلة اشتبكت قوات تابعة للرئيس عبد الله يوسف أحمد مع مليشيات قبلية في منطقة «عيل جال» على الحدود الصومالية الإثيوبية. وكانت القوات التابعة للرئيس عبد الله يوسف قادمة من منطقة ولاية «بونت» (معقل الرئيس قبل انتخابه) بشمال شرقي البلاد متوجهة الى «جوهر» المقر المؤقت للرئيس ورئيس الوزراء.

وقد نجمت خسائر محدودة عن هذه الاشتباكات لكن التوتر لا يزال يخيم علي المنطقة وهناك مخاوف من تجدد الاشتباكات اثر أنباء ترددت بان القوات التابعة للرئيس يوسف تعتزم عبور المنطقة باتجاه مدينة جوهر التي يقيم فيها الرئيس الصومالي وهو ما ترفضه المليشيات القبلية في المنطقة بشدة. وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها بين مؤيدين للرئيس ومعارضين له منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في أكتوبر (تشرين الاول) من العام الماضي، فيما أعرب مراقبون محليون من أن تتحول الخلافات السياسية بين أركان الحكومة الانتقالية الصومالية الى نزاع مسلح كما حدث في أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.