ولفنسون ينصح الفلسطينيين بإعادة استخدام أنقاض منازل المستوطنين

بحث مع عباس «الانسحاب» من غزة لضمان خروج إسرائيلي هادئ

TT

نصح المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية جيمس ولفنسون امس الفلسطينيين باستخدام حطام منازل المستوطنين الإسرائيليين التي ستدمر في قطاع غزة بعد عملية الانسحاب الاسرائيلي من هذه المنطقة. واكد ولفنسون للصحافيين بعد لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة غزة «يمكن استخدام معظم الحطام الذي يتكون من الاسمنت والآجر في اعادة البناء».

وفي رد على سؤال حول اتفاق محتمل مع مصر لانتشال الحطام قال ولفنسون ان «المفاوضات متواصلة وهي مهمة لكنها ليست اساسية في تسوية هذه المسألة». واعتبر ان اعادة استخدام الردم «ليس مضرا بقطاع غزة او القطاع الخاص، انه قرار ذو طابع تجاري يستطيع رجال الاعمال الفلسطينيون اتخاذه». واضاف ولفنسون «اعتقد انه سيبت في هذه القضية خلال الايام القليلة المقبلة». وتنص الخطة الاسرائيلية الاحادية الجانب على انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واجلاء نحو ثمانية آلاف مستوطن يهودي منه اعتبارا من منتصف الشهر المقبل وسكان اربع مستوطنات صغيرة معزولة في شمال الضفة الغربية. وقد بني 1200 منزل في المستوطنات الاسرائيلية الاحدى والعشرين في قطاع غزة.

من جانبه عبر محمود عباس بعد اللقاء عن تقديره لجهود مبعوث اللجنة الرباعية. كما دعا ولفنسون الى السعي لتقريب المواقف بين السلطة واسرائيل من اجل ضمان انسحاب اسرائيلي هادئ. وقال عباس للصحافيين انه طلب من ولفنسون «اولا تنسيق المواقف بيننا وبين الاسرائيليين حتى يكون الخروج الاسرائيلي خروجا هادئا»، مؤكدا ان «ولفنسون يحاول بكل الوسائل ان ينهي الاختلافات في المواقف».

واوضح ان مبعوث اللجنة الرباعية «سيتولى ما سيأتي بعد الانسحاب من مشاريع في غزة.. بما لديه من صلاحيات خاصة»، مؤكدا ان المبالغ التي خصصتها الدول الثماني الكبرى للفلسطينيين ستصب في دعم السيد ولفونسون في مهمته».

واصدرت مجموعة الثماني اثر قمة غلين ايغلز في اسكوتلندا في الثامن من يوليو (تموز) بيانا دعمت فيه «مساعي ولفنسون لحشد مساهمات مالية عالمية بقيمة ثلاثة مليارات دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة» للفلسطينيين. وعين جيمس ولفنسون الرئيس السابق للبنك الدولي مبعوثا خاصا للجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) لتسهيل الانسحاب الاسرائيلي من غزة وتولي السلطة الفلسطينية السيادة فيها. وكلفت مجموعة الثماني ولفنسون الذي قام بزيارة الى المنطقة في مطلع يوليو (تموز) ان يعرض خطة اقتصادية لدعم السلطة الفلسطينية بحلول نهاية سبتمبر (ايلول) المقبل.

واوضح ان البرامج التي ستعد يجب ان تطبق فورا بعد انسحاب الاسرائيليين ليشعر الفلسطينيون فعلا انهم تلقوا مساعدة. ومن بين النقاط الكبرى المجهولة في مرحلة ما بعد الانسحاب الامكانيات التي ستعطى للفلسطينيين للتوجه من قطاع غزة الى الضفة الغربية او مصر.

وبدأ ولفنسون محادثات مع اسرائيل والفلسطينيين ليتوصل الى فتح «معابر آمنة» وتجنب عزل قطاع غزة عن العالم بعد رحيل الاسرائيليين. ويتناول احد الملفات ايضا اعادة فتح مطار غزة الذي تضرر في عمليات الجيش الاسرائيلي، بعد ترميمه، وبناء مرفأ.

واكد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمعون بيريس ان اسرائيل لا تنوي اغلاق قطاع غزة بعد الانسحاب. وقال ان «المعابر الى الخارج اساسية لقطاع غزة ولا يمكننا الانسحاب من غزة واغلاق كل المداخل والمخارج».

وعرض بيريس وسائل تقنية جديدة ستسمح باختصار اجراءات مراقبة الافراد والبضائع من بينها وضع اجهزة مسح (سكانر) صينية الصنع لكشف المتفجرات. ويؤكد البنك الدولي ان سبعين في المائة من 3.1 مليون نسمة في قطاع غزة يعيشون تحت عتبة الفقر بينما يشكل العاطلون عن العمل 44% من قوة العمل. ويشكل الشبان الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما ستين في المائة من السكان.

ويسمح لبضعة آلاف فقط من فلسطينيي قطاع غزة بالعمل في اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية سبتمبر 2000 مقابل حوالي مائة الف منذ حوالي عشر سنوات.