دراسات حول الفقر في الرياض: اسباب تفشي الظاهرة يعود لنوعية المهاجرين

TT

أكدت دراسات متعددة نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية إضافة إلى دراسات أخرى قام بها باحثون مستقلون حول الفقر في مدينة الرياض أن أحد ابرز أسباب تفشي الظاهرة يعود إلى نوعية المهاجرين إليها من المناطق الأخرى.

ولفتت الدراسات إلى وجود ارتباط بين الفقر في الرياض وغالبية المهاجرين إليها من المناطق الأخرى بسبب أن دافع الهجرة اقتصادي حيث أن جل المهاجرين إلى العاصمة من الفقراء أو الباحثين عن عمل.

وأوضحت البحوث أن الفقر مرتبط ببعض الشرائح الاجتماعية أكثر من غيرها، حيث تشكل المجتمعات المحلية البسيطة جزءا من الفقراء إضافة إلى الأميين وأصحاب الأعمال غير المهارية وكبار السن والأرامل والمطلقات.

وأفادت أن هجرة الفقراء إلى الرياض تؤدي إلى الاستقرار في المناطق الشعبية في الرياض وأن91 في المائة من أسر المناطق العشوائية في الغالب من المهاجرين الجدد الذين يرون في تكريس وضع الفقر حالا أفضل من الحال التي كانوا عليها في مناطقهم الأصلية حيث أن انعدام توافر وسائل الراحة وصعوبة المواصلات وانتشار الحشرات وعدم تطور البيئة في تلك المناطق يزيد من شعور المهاجرين بقسوة بيئتهم الأصلية مقارنة بالرياض.

وكشفت الدراسات أن هناك رضا لدى المهاجرين إلى الرياض عن الإقامة فيها لنفس العوامل الاقتصادية التي تسببت في طردهم من مدنهم وهي ذاتها التي تجذبهم إلى الرياض كونها تتوفر فيها مجالات الرزق وسهولة الحياة إضافة إلى أنهم يحظون بدعم الجمعيات الخيرية والهبات المقدمة من الطبقات الأعلى دخلا في المدينة، خصوصا الموسرين إضافة إلى أن الخدمات العامة أفضل خاصة في المجالات الصحية.

وتنحصر أسباب الفقر وفقا للبحوث المعدة في أسباب عامة مثل انخفاض الدخل حيث أن غالبية المهاجرين من الشباب الذين تتراوح معدلاتهم العمرية حول 25 عاما يضاف إليها الاستمرار في استقدام العمالة الأجنبية التي تنافس الطبقة الفقيرة في الأعمال التي يقبلون العمل بها لكن بأجر أعلى إلى جانب ارتفاع تكلفة المعيشة في المدن، خصوصا العاصمة يضاف إلى ذلك عوامل تختلف من حالة إلى أخرى من تدني سن تقاعد العسكريين ذوي الرتب المنخفضة الذين يشكل الأميون في وقت سابق الغالبية مع تحسن بسيط في تعليمهم في الفترة الحالية.

ومن العوامل ايضا ارتفاع عدد أفراد العائلة مقارنة بالدخل ما يؤدي إلى البحث عن طرق تمويل تكون الديون العمود الفقري لها ما يدخلها في أزمات مالية مستمرة من المحتمل أن تؤدي إلى حالات من الانحراف. وحسب الدراسات فإن غالبية أصحاب الدخل المنخفض تدخل في دائرة الاستهلاك أكثر منها في الإنتاج ما يحول صغار المنتجين في القطاع الزراعي والرعوي إلى مستهلكين يبحثون عن الإغاثة من خلال المساعدات.

وشكلت الأمية والبطالة وارتفاع نسبة الإعالة في الأسرة السعودية وانخفاض الدخل لدى رب الأسرة العامل أو انعدامه لغير العامل والحوادث الشخصية كوفاة الزوج أو هجره لأسرته أو دخوله السجن أو فصله من العمل وعدم الوعي الاجتماعي للأسر الفقيرة أبرز مسببات الفقر في مدينة الرياض.

أما التوصيات التي دارت حولها مجمل الدراسات والبحوث فتركز على الاهتمام بتوسيع خدمات الجمعيات الخيرية وتنويع الفئات الاجتماعية التي تخدمها إلى جانب العمل على رفع درجة التعليم، خصوصا لدى النساء والعمل على مساعدة الأسر التي تعولها امرأة إلى جانب الاستمرار في خطط السعودة مع التأكيد على ضرورة رفع مستوى أجور العاملين ووضع حد أدنى لها.