كشمير: انتهاء معركة سريناغار بمقتل مسلحين اثنين وإنقاذ المحاصرين بمبنى صحيفة

مشرف يطمئن الهند بشأن معسكرات المتشددين في الإقليم المتنازع عليه

TT

سريناغار (الهند) روالبندي (باكستان) ـ رويترز: حاول الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن يطمئن الهند بشأن معسكرات المتشددين في كشمير. وقال ان عملية السلام التي بدأتها الدولتان النوويتان مع بداية عام 2004 ستستمر في التحرك قدما الى الأمام. وجاءت تصريحات مشرف في وقت انتهى القتال بين المسلحين المسلمين والقوات الهندية في قلب المدينة الرئيسية بكشمير أمس بمقتل متشددين اثنين بعد معركة استمرت حوالي 48 ساعة، كما اطلق 40 شخصا كانوا محاصرين في مبان مجاورة. وقتل جنديان واصيب 20 شخصا; من بينهم سبعة صحافيين في القتال. وقال شهود ان مئات من الجنود الذين تعززهم مركبات جيب مدرعة وشاحنات تعلوها مدافع رشاشة طوقوا المنطقة.

وتحصن عدد غير معروف من المسلحين في مبنيين بسريناغار في قلب العاصمة الصيفية لكشمير بعد ان اغاروا على المركز التجاري الرئيسي بالمدينة بعد ظهر الجمعة، مما ادى الى اندلاع معركة ضارية مع قوات الجيش. وأعلنت الشرطة وشهود ان 40 شخصا محصورون في مبنى تابع لصحيفة تسمى «ديلي افتاب»، وفي فندق مجاور للمبنى الذي يتحصن به المتشددون. وقال ظهور احمد، احد المحررين في الصحيفة التي تصدر باللغة الأردية في اتصال هاتفي بمكتب الجريدة «كلهم خائفون لكن آمنون».

وقال ضابط شرطة ان الشرطة والجنود انقذوا 20 مدنيا في الاقل صباح أمس; منهم بعض الاطفال الذين تقطعت بهم السبل في أحد المصارف بالمنطقة التي وقع تبادل اطلاق النار فيها بين المسلحين والجنود.

وقال مسؤولو الأمن انهم يخططون لطرد المسلحين المسلحين بالقذائف والبنادق الآلية قريبا ولكنهم يأخذون حذرهم خوفا من وقوع ضحايا من المدنيين. وقال مسؤول من قوات أمن الحدود «نحن نحفر فتحة في الجزء الخلفي من المبنى لندفع جنودا ليدخلوا للتخلص من الارهابيين». ولم يوضح اكثر من ذلك.

وأعلنت جماعتان تقاتلان الحكم الهندي في كشمير وهما «المنصورون» وجماعة «المجاهدين» مسؤوليتهما عن الهجوم. وذكر بيان من جماعة المجاهدين «أربعة مجاهدين من المنصورين وجماعة المجاهدين الذين اشتبكوا مع القوات الهندية في معارك ضارية هم سالمون وألحقوا بقوات الأمن خسائر فادحة».

وسبق ان قالت نيودلهي ان اسلام اباد تسمح للمتشددين المسلمين بالتسلل الى الجزء الهندي من كشمير، قادمين من الجزء الباكستاني، على الرغم من عملية السلام القائمة بينهما. وقال مسؤولون ان محاولات التسلل عبر خط الهدنة الذي يقسم كشمير، اشتدت خلال الاسابيع الاخيرة مع بدء ذوبان ثلوج قمم الجبال العالية.

وحاول الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الجمعة، تهدئة مخاوف الهند بعد تقارير قالت انه اعيد فتح معسكرات للمتشددين على الجانب الباكستاني من خط وقف اطلاق النار الذي يقسم منطقة كشمير. وقال لأجهزة الإعلام الاجنبية في مقره كقائد للجيش في مدينة روالبندي ان عملية السلام التي بدأتها الدولتان النوويتان مع بداية عام 2004 ستستمر في التحرك قدما الى الأمام. واضاف ان الوقت مناسب لتسوية قضية كشمير. وكانت كشمير سببا في اندلاع حربين من الحروب الثلاث التي نشبت بين الهند وباكستان منذ حصولهما على الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.

وأشار مشرف ايضا الى قضية معسكرات تدريب المتشددين والتسلل عبر خط وقف اطلاق النار الذي يقسم كشمير، وقال «والآن فيما يتعلق بمعسكرات التدريب.. دعوني اؤكد لكم ان الوضع يتحسن». وقال مشرف انه يتوقع ان يلتقي رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، في نيويورك في ايلول (سبتمبر) عندما يحضر الزعيمان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنه اكد ايضا دعوة قائمة لسينغ لزيارة باكستان قبل ذلك.