جنيف، نيامي، باريس ـ رويترز: أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة، ان النيجر تواجه تفشيا لأمراض مميتة منها الكوليرا مع تفاقم أزمة نقص الطعام فيها وهو ما يؤثر على ملايين من الناس في هذا البلد الواقع في غرب افريقيا. وقضى الجفاف وغزو الجراد على المحاصيل العام الماضي في النيجر احد اكثر بلاد العالم فقرا. ومن المتوقع الان ان يؤدي سوء شبكة الصرف الصحي الى زيادة حدة تفشي الامراض بين الذين يعانون من قلة الطعام ويبلغ عددهم 3.6 مليون. وقال بينو انونزياتا الخبير الطبي في قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ومركزها جنيف انه وقعت بالفعل خمس حالات وفاة من 49 حالة اصابة بالكوليرا مبلغ عنها.
وأوضح في مؤتمر صحافي انه من المتوقع حدوث حالات وفاة اكثر من امراض السل والملاريا والاسهال والحصبة. واضاف: «نتوقع زيادة في عدد الامراض المنقولة وزيادة في عدد الوفيات». مشيراً الى ان معدل الوفاة نتيجة الكوليرا والذي وصل الى اكثر من 10 بالمائة من الاصابات المبلغ عنها في النيجر مقارنة بالمعدل الطبيعي، وهو اثنان بالمائة، يشير الى مدى سهولة قضاء الامراض المعدية على من أضعفهم سوء التغذية.
ويقول عمال الاغاثة ان حوالي مليون طفل يعانون من سوء التغذية هذا العام ويعاني 150 الف منهم من سوء التغذية الشديد لدرجة انهم قد يموتون من دون مساعدة طبية عاجلة. ولا توجد بيانات قومية بعدد الاطفال ولكن يقدر الاطباء أن المئات منهم ماتوا بالفعل. ووصلت اول طائرة مستأجرة من قبل برنامج الغذاء العالمي محملة بالمساعدات الغذائية العاجلة الى نيامي مساء الجمعة قادمة من برنديزي (ايطاليا). وأوضحت الناطقة باسم البرنامج، ستيفاني سافاريو، ان طائرة الشحن محملة بـ 44 طنا من البسكويت المشبع بالفيتامينات. وانه خلال الرحلة الثانية ستنقل الطائرة 24 طنا من البسكويت وخيمتي تخزين ومولدات كهربائية.
من جهته، عبر وزير الصحة الفرنسي السابق برنار كوشنير قبيل مغادرته مرسيليا الى النيجر مساء امس على متن طائرة تنقل 18 طنا من المساعدات الغذائية، عن أسفه لأنه لم تتم الاستجابة في الوقت المناسب لنداء الامم المتحدة الذي اطلق اعتبارا من نهاية 2004 وحذرت فيه من مخاطر مجاعة في ذلك البلد.
كما أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس ان بلاده ستزيد مساعداتها الانسانية المخصصة للنيجر البلد الذي يعاني من أزمة غذائية حادة تهدد ثلث سكانه تقريبا. وقال في رسالة وجهها الى رئيس النيجر مامادو تانجا ونشرتها الرئاسة الفرنسية ان «فرنسا التي التزمت بقوة في برامج التمويل المخصصة للأمن الغذائي ستضاعف مساهمتها ثلاث مرات لتصل الى 6.4 مليون يورو».