العنصر الأساسي في استراتيجية «القاعدة»: الاعتماد على خلايا ذات خلفية عرقية مشتركة

TT

أفاد متابعون لنشاط تنظيم «القاعدة» بأن التحقيقات الاولية الخاصة بسلسلتي التفجيرات الاخيرة في لندن تعزز من فرضية تقول ان شبكة «القاعدة» تعتمد في عملياتها على خلايا ذات خلفية عرقية مشتركة او متجانسة في تنفيذ كل عملية منفصلة.

وكانت التحقيقات قد أوضحت أن العنصر الباكستاني كان الغالب على منفذي ومدبري تفجيرات 7 يوليو (تموز) الجاري التي أسفرت عن 56 قتيلا و700 جريح، وان العنصر الشرق افريقي كان هو الغالب على منفذي التفجيرات التي تلتها، بنفس السيناريو، بعد اسبوعين، مخلفة حالة من الذعر لكن من دون ان تسفر عن قتلى. وحسب التحقيقات، فإن منفذي تفجيرات 7 يوليو كانوا اربعة اشخاص، 3 منهم بريطانيون من اصل باكستاني، واثنان منهم على الاقل زارا باكستان. ويعتقد المحققون ايضاً ان بريطانيا من اصل هندي، هو هارون رشيد اسود، الذي اعتقل الاربعاء الماضي في زامبيا، هو العقل المدبر المفترض لتلك التفجيرات. أما بخصوص التفجيرات الفاشلة التي استهدفت وسائل نقل في 21 يوليو في لندن، فقد نفذها، حسبما تشير التحقيقات الاولية، اربعة اشخاص هم بريطاني من اصل اريتري، وبريطاني من اصل اثيوبي، وصومالي ورابع لم تتضح جذوره العرقية حتى ظهر امس.

ويلفت المتابعون النظر الى ان هذه الفرضية تنطبق حتى على العمليات السابقة التي تبناها تنظيم «القاعدة» او نسبت اليه. فهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على الولايات المتحدة نفذها 19 عربياً، كان يغلب عليهم العنصر السعودي (15 سعودياً)، وتفجيرات 11 مارس (آذار) 2004 في مدريد كان يغلب عليها العنصر المغربي.

لكن تنظيم «القاعدة»، حسب المراقبين انفسهم، يحرص دوماً على تطعيم خلاياه بعناصر ثانوية ربما يجري إلحاقها بالعملية في وقت متأخر من التحضير، حتى يضفي الطابع الواسع على جهود تجنيده. ففي تفجيرات 7 يوليو، كانت مشاركة بريطاني من اصل جامايكي أمراً ملفتاً للنظر، وفي هجمات 11 سبتمبر، كان واضحاً ان إشراك عنصر مصري (محمد عطا) وآخر لبناني (زياد الجراح) وعنصر إماراتي (مروان الشحي) كان بهدف الاستعانة بخبراتهم في مجال الطيران، في حين ان حشد العناصر الخمسة عشر السعودية وإسناد مهمة «العضلات» اليهم كان ربما هو الرسالة الرئيسية لمدبري الاعتداءات.

ويقول المراقبون ان الاعتماد على خلايا من أصول عرقية مشتركة يسهل كثيراً عمليات التدريب والتخطيط والتنفيذ، اذ انه يجعل التخاطب سهلا حتى باستخدام عبارات او اشارات محلية غير مفهومة للغير. ويعتقد المراقبون ان «القاعدة» تلجأ الى هذه الطريقة باعتبارها تساعد كثيراً في تجنيب الخلايا الاختراق.