الأمم المتحدة تبرئ الحكومة السودانية من حادثة مقتل قرنق

يان برونك : شاهدت الدموع في عيني طه تأثرا لفقدان رفيق دربه

TT

برأت الامم المتحدة الحكومة السودانية من حادثة مقتل النائب الاول للرئيس السوداني الدكتور جون قرنق وقالت «ان الاحوال الجوية هي السبب المباشر». واعلن الرئيس السوداني عمر البشير عن تكوين «لجنة وطنية» بين الحكومة والحركة الشعبية للتحري والاستقصاء حول الظروف والملابسات التي أدت إلى سقوط الطائرة التي كانت تقل النائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق والتي اودت بحياته في طريق عودته للجنوب من زيارة قام بها الى اوغندا.

وقال في خطاب مكتوب عبر وسائل الاعلام المحلية ان للجنة هدف توضيح الحقائق كاملة وإحاطة الرأي العام بتفاصيل الأحداث التي أدت إلى هذه الخسارة الوطنية الكبيرة.

وبرأ يان برونك الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في الخرطوم الحكومة السودانية من حادثة مقتل قرنق، وقال في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس «ان الحكومة ليست متورطة في تحطم الطائرة العمودية الرئاسية الاوغندية التي اقلت فقيد البلاد د. جون قرنق النائب الاول»، وحسب المسؤول الدولي فان كل من يتحدث خلاف ذلك فانة «غير مسؤول»، واكد انه سيبلغ «متمردي دارفور» بان الحكومة «ليست متورطة» في الحادث. وكان بعض مسؤولي حركات مسلحة في دارفور قد اتهموا الحكومة بالتورط.

واعطى برونك الصحافيين تفسيرا للحادثة، وقال ان «السحب كانت منخفضة جدا ثم ظهرت جبال امام الطائرة التي لم يكن الطيار متدربا عليها فاصطدم بالصخور.. مع العلم بان الطائرة كانت تسير بسرعة كبيرة جدا الامر الذي ادى الى الحادث».

وشدد برونك على ضرورة اجراء تحقيق في الحادث وتمنى ان لا ياخذ وقتا طويلا حتى لا تكثر الشائعات. ولفت المسؤول الدولي الانتباه الى انه شاهد الدموع في عينى علي عثمان محمد طي نائب رئيس الجمهورية لفقدان رجل صديق.

وقال برونك انه على ثقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في «الموعد المحدد»، وقال ان حدوث اي تاخير في تشكيل الحكومة «امر منطقي وليس هيكليا» واضاف «ليس من سبب لتأخير التشكيل».

واعلن برونك ان سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية هو «الرجل المناسب في المكان المناسب» بعد وفاة د. جون قرنق، واكد على ان الاختيار يعكس حكمة قادة الحركة الشعبية، في اعطاء اشارة جيدة على عدم وجود اي انقسام في تولي السلطة، ودليلا على النضوج.

وقال «كان سلفا كير الرجل الثاني واصبح بعد وفاة قرنق الاول».

واثنى برونك عن سلفاكير كثيرا ، وقال ان «سلفا كير يحظى باحترام الجميع، وظل مع قرنق ابان الانقسامات في الحركة الشعبية، وان نقاشاته مع قرنق طبيعية تحدث في اي حركة او منظومة عسكرية او حزب سياسي». وقال «نحن نثق تماما بسلفا كير» لمواصلة مسيرة السلام في البلاد ، ونبه الى انه سيجري محادثات مع سلفا كير قريبا، واعلن مشاركته في تشييع جثمان قرنق بعد غد».

واعلن عبد الباسط سبدرات وزير الاعلام في مؤتمر صحافي ارجاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الى ما بعد تجاوز الاجراءات المتعلقة بتشييع قرنق والترتيبات الخاصة بالحركة الشعبية ، وكان الدكتور أمين حسن عمر رئيس الجانب الحكومي في اللجنة المشتركة مع الحركة الشعبية قد رجح ارجاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي كان مقرراً له التاسع من الشهر الجاري إلى موعد لاحق يتم تحديده عقب انتهاء مراسم تشييع جثمان قرنق السبت المقبل في مدينة جوبا.

واعلن فراغ الحكومة والحركة من الترتيبات المتعلقة بتحديد أعضائهما في البرلمان الانتقالي، وقال ان البرلمان سيبدأ أعماله في الوقت المحدد له «خاصة بعد ان قدمت الكثير من القوى السياسية التي اتصلت بها اللجنة أسماء مرشحيها للبرلمان».

واضاف ان مؤسسة الرئاسة سيعاد ترتيبها، بعد ترشيح الحركة الشعبية لسلفا كير خلفاً لقرنق.