ربيكا قرنق: بوش وزوجته طالباني بالتمسك بالسلام وسندعم سلفا كير

السودان: سيناريو أحداث 72 ساعة

TT

* مع مطلع مساء الاحد 31/7/2005 خفت حركة المرور على غير العادة، وتقلص النشاط الاجتماعي ، وبدأ نوع من الترقب والحذر والتوجس الخفي بعد سريان شائعات باختفاء طائرة قرنق.

* جرت اتصالات هاتفية خافتة قالت ان الطائرة المروحية التي اقلت النائب الاول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق فقدت اثناء رحلتها من أوغندا لجنوب السودان وتعذر الاتصال بها، وان اتصالات مكثفة للمتابعة جرت مع عواصم اخرى مثل نيويورك وواشنطن، وجنيف والقاهرة ونيروبي وكمبالا.

* طلب البعض من اقاربهم التزام البيوت وعدم الخروج. وانتقلت المعلومة الى بعض الاندية الاجتماعية في احياء العاصمة وسرعان ما انفض اعضاؤها عائدين الى منازلهم.

* في صباح الاثنين 1/8/2005 الباكر، نقلت احدى الفضائيات نبأ تحطم طائرة النائب الاول الدكتور قرنق، ولحقه نبأ آخر باحتمال مصرع الدكتور. ونقلت صحف الخرطوم عناوين من نوع جهود محلية واقليمية لتحديد موقع طائرة قرنق، غموض يكتنف الطائرة المروحية المقلة لقرنق، واعنلت اذاعة أم درمان عن دعوة الرئيس عمر البشير لاجتماع طارئ لمجلس الوزراء.

* في نحو الساعة الثامنة والنصف صباحا أذاع وزير الاعلام عبد الباسط سيدرات بيان رئاسة الجمهورية بوفاة الدكتور جون قرنق دي مبيور النائب الاول لرئيس الجمهورية اثر اصطدام الطائرة الرئاسية الاوغندية التي كانت تقله بسلسلة جبال الاماتونج بالجنوب نتيجة انعدام الرؤية وتوفي ستة من مرافقيه وسبعة من افراد طاقم الطائرة، ووصفت رئاسة الجمهورية وفاته بـ«أنها خسارة فادحة وجليلة».

* في التاسعة صباحا، انعقد مجلس الوزراء في اجتماع طارئ، اكد فيه الرئيس عمر البشير وفاة الدكتور جون قرنق اثر تحطم الطائرة الرئاسية الأوغندية وقال لمجلس الوزراء اننا لم نختلف في اي قضية منذ ان ادى القسم كنائب اول لرئيس الجمهورية وظللنا نتشاور معه، وكان التجاوب والاتفاق ديدننا حيث ذابت الكثير من الشكوك والمخاوف، وكنا مطمئنين للفترة القادمة وتشكيل حكومة وطنية منسجمة.

* في العاشرة صباحا انتقل الرئيس البشير ونائبه علي عثمان محمد طه الى القصر الجمهوري لتلقي العزاء في الدكتور جون قرنق (وقد ارتديا الجلابية والعباءة) من الدستوريين وقيادات المجتمع السياسية والدينية والدبلوماسيين، وكان بجانبهما نيال دينق قيادي الحركة الشعبية وابيل البر نائب رئيس الجمهورية الاسبق. وكان الحزن والاسى باديين عليهم، ولوحظ انه عندما دخل المشير عبد الرحمن سوار الذهب رئيس المجلس العسكري السابق 1985 ـ 1986 ، سارع الرئيس البشير للوقوف والتقدم نحوه بينما سارع نائبه علي عثمان طه لاخلاء مقعده ليجلس فيه بجانب البشير.

* تلقت قيادة الحركة الشعبية التعازي في فندق غرين فيلد بالخرطوم، واكدوا على الالتزام باتفاق السلام.

* ظل البث التلفزيوني والاذاعي مباشرا لدى نقل مداولات الاجتماعي الطارئ لمجلس الوزراء ونقل التعازي في فقيد السودان، جون قرنق.

* اجرى التلفزيون اتصالا مباشرا مع السيدة ربيكا قرنق ونقل اليها التعازي، ووصفت ربيكا زوجها بأنه كان رجل سلام ووحدويا وحارب من اجل الضعفاء، وناشدت الشعب السوداني واعضاء الحركة الشعبية بالصبر وضبط النفس وتجاوز الظروف الصعبة، وكان صوتها واضحا وقويا ومؤثرا مما يعكس قوة التصميم والارادة، وكانت قد سئلت في وقت سابق عن علاقتها بجون قرنق، فقالت انه زوجها وابو اولادها، وهي تحبه وتحترمه، وفي حديثها للتلفزيون قالت «نحن صابرون متماسكون»، ونبهت الى ان قرنق ظل حريصا على العمل مع الرئيس البشير ونائبه علي عثمان من اجل السلام في السودان.

* وقال نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه في حديث للتلفزيون انه ارتبط بوشائج خاصة مع زعيم الحركة الشعبية جون قرنق بفضل المفاوضات الصعبة والشائكة في نيفاشا، والتي قربت بينهما كثيرا، وكذلك بين اسرتيهما، وقد رفض جون قرنق عندما ادى القسم كنائب اول ان يخلي له طه المنزل الرسمي الذي شغله كنائب اول في حي كوبر، وفضل الاقامة في الهيلتون الى حين توفير سكن لاحضار اسرته واولاده.

* قال طه في شهادته عن قرنق ان العلاقة المتميزة بين مؤسسة الرئاسة خلال الفترة الوجيزة (3 اسابيع) اعطت بشريات بأن مسيرة السلام ورغم العقبات والاختلافات في المسائل التنفيذية ستصل الى غاياتها.

وقال طه انه لمس فيه حبا حقيقيا للسودان ورغبة اكيدة في ان يبقى السودان موحدا، والحرص على إرساء قاعدة انسانية لعلاقة ما بعد السلام.

* في هذه الاثناء انفجر وسط الخرطوم والعديد من احياء العاصمة السودانية واطرافها بالعنف والحرائق، اثر تحرك جنوبيين بالاعتداء على المارة والسيارات والممتلكات العامة والخاصة وتعالت سحب الدخان والحرائق في السيارات والمتاجر. وهرع الكثيرون نحو بيوتهم لحماية اسرهم بعد ان نقل اليهم ان جماعات هاجمت الاسر والاطفال. وعندما احسوا بتأخير وصول الشرطة وقوات الامن لحمايتهم في ذلك الصباح خرجوا من بيوتهم ليصدوا عن اسرهم، وانتشر الخوف والفزع خاصة بين الاطفال والتلاميذ الذين كانوا في مدارسهم، اذ لم يسبق لهم معايشة او مشاهدة هذا النوع من العنف الذي استهدف الابرياء في الشوارع.

* اصدر والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الحكيم المتعافي ظهر الاثنين قرارا بحظر اي تجمع او تجمهر او موكب في الطرقات والاماكن العامة في ولاية الخرطوم، والاستعانة بالقوة العسكرية لاعادة النظام بالعاصمة، والحفاظ على السلام العام، وناشدت الشرطة المواطنين ضبط النفس وعطلت الدراسة لمدة ثلاثة ايام، وكذلك وجهت قيادات الحركة الشعبية نداء بضبط النفس.

* نهار ومساء الثلاثاء، 2 اغسطس 2005 انحسرت وتيرة النشاط اليومي الحياتي ، وفضل الكثيرون البقاء في بيوتهم بجوار اسرهم للتصدي لاي مكروه.

* نصبت ميادين العزاء في عدة احياء لتلقي العزاء في الذين لقوا مصارعهم من جراء احداث الشغب في الخرطوم وأم درمان.

* نقل التلفزيون السوداني لاول مرة مساء الثلاثاء مشاهد لحجم الخسائر التي لحقت بالكثير من المواقع في اسواق شعبية، او متاجر، او صيدليات او عمارات، وقد نقل احد اصحابها ان ما لحق بالعمارة من تدمير وحريق تقارب تكلفته نحو 700 مليون جنيه.

* مواطن شاب، 30 سنة، قال ان مدخراته وبضاعته نهبت وليس لديه إلا جلباب.

* نقل التلفزيون السوداني زيارة وفد المؤتمر الوطني لمنطقة نيوسايت لتقديم العزاء لرئيس الحركة الشعبية سلفا كير في وفاة الدكتور قرنق، كما قدم الوفد العزاء للسيدة ربيكا قرنق، والقى نظرة على جثمان قرنق الذي وضع في صندوق وتم لفه بعلم الحركة الشعبية وكان الوفد برئاسة الدكتور نافع.

* لم تحصر الخسائر المادية والبشرية التي نجمت عن حرق السيارات الخاصة والعامة والمتاجر والاسواق وبعض محلات الذهب والصيدليات، ولكن وصفت بانها فادحة، وكذلك لم تحصر الخسائر البشرية، ولكن الاحاديث قالت بموت العشرات واصابة المئات اثناء احداث الشغب، كما ان هناك من قتل داخل منازلهم بعد نهبها.

* اعلان حالة حظر التجوال من السادسة مساء الى السادسة صباحا ثم الى السابعة صباحا قاد الى الهدوء والسيطرة على الموقف، حيث نزلت قوات البوليس والعسكرية.

* قالت شائعات ان هناك تحركات من يقطنون المناطق الطرفية في اتجاه احياء العاصمة وان المساجد نبهت عبر المايكرفون مرة واحدة (الله اكبر) مما ادى الى عدم تقدمهم.

* الاحياء بدورها عبأت شبابها لمواجهة أي طارئ.

* الناطق الرسمي باسم الحركة ياسر عرمان قال «ان الحركة الشعبية لا علاقة لها من قريب او بعيد بأحداث الشغب التي صاحبت اعلان رحيل قرنق.

* ربيكا قرنق قالت في تصريحات صحافية «لا نريد لاي احد ان يموت بسبب جون، ونريد ان نحتفل بالسلام، وبوش وزوجته طالباني بالتماسك وسندعم سلفا كير».

* نقلت التقارير الصحافية (الاربعاء) أن عدد القتلى تجاوز الـ 65 والجرحى اكثر من 700.

* تم تعزيز قوات شرطة اضافية بمختلف انحاء الخرطوم والحكومة اكدت قدرتها على فرض الامن .

* وجهت الصحف افتتاحيات تحث على وقف فوضى الغوغاء على حد وصف صحيفة يومية مستقلة.