إسرائيل تقترح رقابة أوروبية على حركة المسافرين على معبر رفح بعد فك الارتباط

شارون يقايض استمرار العمل بـ«الغلاف الجمركي» مقابل موافقة السلطة على الرقابة الأمنية الإسرائيلية

TT

اقترح القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، شيمعون بيريس، أن تتم خصخصة معبر رفح الحدودي للمسافرين فقط وتحت رقابة أوروبية، في حين يتم نقل البضائع على معبر «نيتسانا» لتقوم طواقم إسرائيلية بفحصها.

وجاء اقتراح بيريس أثناء مداولات قامت بها جهات حكومية إسرائيلية بشأن مستقبل السيطرة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة بعد إتمام خطة «فك الارتباط». وقال بيريس في هذه المداولات إن موافقة إسرائيل على هذا الاقتراح يمكن أن تشكل دليلا للعالم على أنها أنهت احتلالها للقطاع. من ناحيته قال وزير الدفاع الإسرائيلي، شاؤول موفاز، في هذه المداولات انه من السابق لأوانه التنازل عن المراقبة الإسرائيلية لمداخل القطاع بعد فك الارتباط لاعتبارات أمنية. وقال موفاز انه يتوجب على إسرائيل أن تصر على نزع الأسلحة من حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأن تتم عملية تسليم المعبر بشكل تدريجي وعلى مراحل. واقترح موفاز نقل المعبر الحدودي القائم في رفح إلى معبر آخر في منطقة «كيرم شالوم» حيث تلتقي حدود قطاع غزة مع مصر ومع إسرائيل، ويتم وضع مراقبي حدود وجمارك إسرائيليين، على أن يصبح المعبر نقطة مراقبة أمنية بعد تشغيل مطار غزة. كما اقترح أن يتم وضع مراقبين دوليين في ميناء غزة البحري عند إقامته والبدء بتشغيله، بعد سنوات. ورجحت المصادر الإسرائيلية أن يتبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي موقف بيريس من مصير معبر رفح، حيث أن شارون معني بأن يقدم دليلا على ان اسرائيل انسحبت تماما من قطاع غزة. وأعربت محافل في مكتب شارون عن تخوفها من أي تؤدي السيطرة الأمنية على معبر رفح الى سابقة مثل سابقة «مزراع شبعا» في لبنان، بحيث تتذرع حركات المقاومة بقصف المنطقة. ويذكر أن كلا من السلطة الفلسطينية ومصر ترفضان أي رقابة إسرائيلية على البضائع والمسافرين عبر معبر رفح بعد فك الارتباط. وأكدت المصادر الإسرائيلية أن شارون يريد توظيف ورقة «الغلاف الجمركي» المشترك بين اسرائيل وقطاع غزة المعمول به حالياً، بحيث يهدد انه في حال لم تقبل السلطة الرقابة الأمنية الإسرائيلية على العبور بين القطاع ومصر، فان اسرائيل لن تسمح باستمرار العمل بالغلاف الجمركي الحالي. وسيؤدي إخراج قطاع غزة عن الغلاف الجمركي المشترك الى تدهور خطير في الأوضاع الاقتصادية للقطاع المتهاوية أصلا.

وذكرت مصادر إسرائيلية ان الادارة الأميركية تريد ان تتنازل اسرائيل عن السيطرة على معبر رفح. ونوهت المصادر الى ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايز طالبت خلال زيارتها الاخيرة للمنطقة اسرائيل بعدم عزل القطاع بعد فك الارتباط.

الى ذلك واصلت اسرائيل تهديد السلطة من مغبة السماح بمهاجمة قواتها اثناء فك الارتباط وبعده. واكدت انه في حال تم اطلاق صورايخ القسام والكاتيوشا على اسرائيل فانها سترد رداً «لا سابق لوحشيته».

وذكرت مصادر اسرائيلية ان كلا من وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي شرعا في حملة دعائية للتشديد على حق اسرائيل في الرد بقوة على أي عملية قصف تتعرض لها من القطاع بعد تنفيذ «فك الارتباط».