العاهل الأردني يؤكد دعم بلاده للسلطة الفلسطينية لبسط سيطرتها على قطاع غزة بعد الانسحاب

TT

أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال مباحثات أجراها أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعم بلاده للسلطة الوطنية الفلسطينية لبناء مؤسساتها وبسط سيطرتها على قطاع غزة في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من القطاع منتصف الشهر الجاري.

من جانبه، أكد مصدر مطلع في الديوان الملكي الأردني لـ«الشرق الأوسط» ان الملك سيلتقي بوزير الدفاع الإسرائيلي شا»ول موفاز اليوم لبحث المستجدات على قضية الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

واعتبر الملك عبد الله في لقاء مغلق مع الرئيس عباس أن نجاح خطة الانسحاب على المدى البعيد تكمن في استمرار العملية السلمية وان لا تتوقف عند موضوع الانسحاب من غزة، مشيرا إلى ان هذا الانسحاب يجب ان يكون بداية ناجحة لعملية الانسحاب من الضفة الغربية واقامة الدولة الفلسطينية كما ورد في خطة «خريطة الطريق». وحذر الملك عبد الله من خطورة أي خلاف فلسطيني في هذه المرحلة، داعيا إلى توحيد جهود جميع القوى والفصائل الفلسطينية للعمل على بناء المؤسسات التي ستشكل نواة الدولة الفلسطينية.

وأشار إلى استعداد الأردن لبذل كل جهد ممكن من اجل دعم وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، لافتا إلى مسؤولية ودور المجتمع الدولي في المساهمة بإعادة بناء الاقتصاد وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني.

وأوضح الملك عبد الله أن الأردن سيكثف اتصالاته مع مختلف الأطراف المعنية لحشد الدعم للفلسطينيين وللتأكيد على استمرار عملية السلام والصيغة التي اعتمدتها خريطة الطريق والقرارات الدولية.

وأطلع الرئيس الفلسطيني أبو مازن العاهل الأردني على الخطوات والاستعدادات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية لما بعد الانسحاب، وأشار إلى ان السلطة تعمل جاهدة على بسط السيطرة الأمنية الكاملة على الأراضي التي ستنسحب منها إسرائيل، شاكرا للأردن دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني والاستعداد الذي أبداه الأردن في دعم وبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية. وقال أبو مازن إن هذا اللقاء يندرج في إطار التنسيق المتواصل مع الأردن قبل عملية الانسحاب من غزة، مشيرا إلى أن هناك نقاطا عديدة يجب ان يتم بحثها والتفاهم عليها للعمل معاً من اجل إنجاح خطة الانسحاب.

وأضاف أن الأردن مستعد لتقديم كل الدعم والمساعدة في ما يتعلق بعلمية الانسحاب التي وصفها بالتاريخية، موضحا انه يجب تضافر كل الجهود لإنجاح هذه الخطوة حيث ان الاردن يضع كل ثقله في هذا الأمر. وبين ان السلطة الوطنية قادرة على تسلم زمام الأمور في غزة، الا انه أشار إلى مسؤولية الطرف الإسرائيلي في ان يكون مستعدا أولا، وقال «كلما تعاون الجانب الإسرائيلي وكان صادقا في الانسحاب أمكن أن يكون هذا الانسحاب سهلا وممكنا»، معربا عن تطلعه الى «ان تؤدي كل هذه الخطوة لانسحابات أخرى».

وحول الخطوات المستقبلية التي سيقوم بها الأردن لإنجاح عملية الانسحاب والعملية السلمية، قال نائب رئيس الوزراء الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة، مروان المعشر «إن المهم نجاح عملية الانسحاب من غزة، وهذا ما يستدعي تضافر كافة الجهود العربية والدولية»، مضيفا «لقد تحدثنا مع الجانب الفلسطيني حول وضع كافة امكانيات الاردن لإنجاح عملية الانسحاب التي يجب ان تتم بسلام وان تؤدي لاستكمال العمليـة السلمية».

وأضاف المعشر «اتفقنا مع الجانب الفلسطيني على إدامة التواصل والتنسيق المستمر»، بيننا وعقد اجتماعات مكثفة في الأسابيع المقبلة لضمان تذليل كافة العقبات التي قد تؤدي إلى تعطيل هذه العملية».