سكان الفلوجة يرغبون في العودة إلى منازلهم المهدمة

بعد 9 أشهر من معارك عنيفة مع المتمردين أسفرت عن سيطرة القوات الأميركية

TT

الفلوجة (العراق) ـ أ.ف.ب: يرغب العديد من سكان مدينة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) بالعودة الى مدينتهم والعيش في منازلهم التي ما زالت مهدمة في ظل سيطرة جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الذين انتزعوا المدينة من ايدي المتمردين اثر معارك عنيفة قبل تسعة اشهر. وفي داخل احدى القواعد الاميركية الصغيرة وسط المدينة ينتظر عشرات العراقيين امام احد المباني الصغيرة لـ«الحصول على ايجارات منازلهم التي يسيطر عليها الجنود الاميركيون» حسبما تقول الطفلة بركة (10 اعوام) وهي تشير الى عدد من جنود المارينز.

وقالت والدتها سمى حسين «اتيت من اجل اخذ المبلغ الذي يعطيه لنا الاميركيون كأجر شهري لبيتي الذي ما زال تحت سيطرتهم»، واكدت «لا اريد هذه النقود بل اريد استعادة منزلي». وما زالت بركة تتذكر جيدا الايام الصعبة التي عاشتها اسرتها المكونة من سبعة اشخاص حين شن الاميركيون هجومهم على المدينة في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. وروت بركة التي كانت ترتدي ثوبا اصفر اللون «كنت اجلس خارج منزلي عندما فجأة سمعت دوي انفجارات قوية حيث بدأت تتساقط اشياء من السماء وتنفجر على مسافة قريبة»، واضافت «قبل ان اتمكن من فعل اي شيء اصبت في يدي ووجهي» وهي تشير الى بقايا اثار شظايا القنابل الاميركية على يدها اليسرى. اما امها سمى التي كانت ترتدي حجابا اسود فقالت «لقد اصبح منزلنا في مرمى اطلاق النار بين الجنود الاميركيين والمسلحين»، واضافت «اصبت برصاصة في يدي اليمنى واخرى في بطني بينما اصيب ابني البكر في معدته وزوجي يعاني من مشاكل نفسية».

والطفلة بركة مثل والدتها تشعر بالم من جراحها لكنه اقل من الالم الذي تشعر به حيال منزلها الذي اصابه دمار كبير في الهجوم.

وتقول سمى حسين «مهما يعطيني الاميركيون من مال فهذا لا يعوض ابدا عن بيتي..اريد العودة والعيش فيه بدلا من العيش مع اقاربي»، ويشاطرها عشرات اخرون من سكان هذه المدينة هذه المشاعر وقد حضروا من اجل تسلم مبالغ كأجور شهرية لمنازلهم المدمرة.

ويقول التاجر اياد جاسم حمد، 47 عاما، «لقد هربت انا وعائلتي من الفلوجة عندما بدأ الهجوم فكان الامر خطيرا جدا ومعظم المنازل تعرضت للقصف». ويروي «عند عودتي الى المدينة بعد عدة اشهر وجدت منزلي يحتله جنود اميركيون ودفعوا لي عشرة الاف دينار شهريا (7 دولارات) لكن هذا منزلي وانا بحاجة اليه»، وتابع «قمت باستئجار شقة في حي اخر واقمت فيه انا وعائلتي لحين استعادة منزلي».

ويسيطر جنود اميركيون وعراقيون على نحو 1200 منزل من منازل المدينة منذ شن العملية العسكرية في نوفمبر الماضي.

ويقول القومندان الاميركي توماس نيلسون المسؤول عن دفع التعويضات للاهالي «نحن لا نحتل عمليا منازلهم لكننا بحاجة لان تكون هذه المنازل خالية من كل ساكن لدواع امنية»، واضاف «منذ مارس (اذار) الماضي تم دفع ما يقارب 330 الف دولار اميركي للاهالي كتعويضات عن استخدام منازلهم». ويقول حامد بغضب «لكن منزلي اصيب باضرار كبيرة وانا بحاجة الى ان ارممه.. انني اريد العودة اليه سريعا».

وتواصل القوات الاميركية والعراقية مطاردة المقاتلين في محافظة الانبار التي تتبعها الفلوجة بعد ان طردت المجموعات المسلحة من الفلوجة التي كانت تسيطر عليها خلال هجوم نوفمبر.

والحق الهجوم دمارا كبيرا في البنى التحتية في الفلوجة التي غادرها معظم سكانها البالغ عددهم بين 250 و300 الف بعد اندلاع القتال ليقيموا في مخيمات في قرى مجاورة او لينزحوا الى بغداد في ظروف معيشية صعبة للغاية.