البصرة: مقتل الصحافي الأميركي فينسنت صاحب كتاب «في المنطقة الحمراء»

الحادث جاء بعد 4 أيام من نشره تقريرا عن سيطرة القوى الشيعية المتطرفة على ثاني أكبر مدن العراق

TT

أصيب الوسط الصحافي في نيويورك وواشنطن بالحزن والصدمة بسبب مقتل الصحافي الأميركي ستيفن فينسنت، 50 عاما، الذي خطف مع مترجمته العراقية الليلة قبل الماضية، وعثر امس مقتولا بالرصاص في أحد شوارع البصرة التي أمضى فيها شهرين، في حين أصيبت المترجمة بجروح بالغة.

وعمل فينسنت في العراق عدة مرات خلال العامين الماضيين حيث كان يكتب لعدة صحف، بينها «نيويورك تايمز» و«كريستيان ساينس مونيتور». كما ألف كتابا بعنوان «إن ذا ريد زون» (في المنطقة الحمراء)، يعتبر مرجعا مهما في وصف عراق ما بعد صدام حسين.

وأكد المقدم كريم الزيدي من شرطة البصرة، ان «مسلحين مجهولين كانوا على متن سيارة بيك ـ اب بيضاء اللون قاموا باختطاف فينسنت مع مترجمته العراقية في شارع الاستقلال عند الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء».

واضاف ان «الشرطة عثرت فيما بعد على جثة الصحافي الاميركي وبجانبه المترجمة العراقية وقد اصيبت بجروح بالغة».

وأكد قاسم الموسوي من شرطة الطوارئ في مستشفى البصرة العام ان جثة الصحافي القتيل ومترجمته المصابة أحضرتا بعد منتصف الليل الى المستشفى. وقالت ممرضة في المستشفى ان فينسنت أصيب بثلاث رصاصات في صدره. وقالت شقيقة المترجمة العراقية انها أصيبت بطلقتين ناريتين في الصدر وطلقتين في ساقها، لكن حالتها مستقرة.

وقد أكد بيتر ميتشل، الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد، مقتل الصحافي الاميركي. وبحسب مصادر في الفندق الذي كان ينزل فيه الصحافي، فإنه غالبا ما كان يرتدي قميص تي ـ شيرت اسود اللون عليه صورة الامام الحسين بالاضافة الى انه كان يضع مسبحة حسينية حول رقبته.

ويقول أحد الصحافيين العراقيين المقربين منه، طلب عدم الكشف عن اسمه ان « فينسنت كان على وشك الانتهاء من كتابة كتاب عن الحياة الاجتماعية والدينية واليومية لأهالي مدينة البصرة». وجاء مقتل فينسنت بعد أربعة أيام من نشر صحيفة «نيويورك تايمز» مقالا له ينتقد فيه انتشار الاصولية الشيعية المتطرفة في هذه المدينة الجنوبية.

وأظهرت صور التقطتها «رويترز» في المشرحة وجود قطعة قماش حمراء حول رقبة فينسنت وأصفادا بلاستيكية حول معصميه فيما يشير الى انه كان معصوب العينين ومكبلا. وانتقد مقال فينسنت في صحيفة «نيويورك تايمز» عجز القوات البريطانية عن كبح جماح ما وصفه «بدخول المدينة المتنامي تحت سيطرة جماعات دينية شيعية بدءا من التيار الرئيسي (المجلس الاعلى وحزب الدعوة)... وانتهاء بأنصار رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر».

وركز المقال كذلك على قوات الشرطة في البصرة، ونقل عن ضابط شرطة قوله ان عددا قليلا من الضباط يقفون وراء مئات من عمليات الاغتيال كل شهر تشمل في الاساس أعضاء سابقين في حزب البعث. وسئل فينسنت في مقابلة صحافية أجريت معه اخيرا عن سبب عدم شعوره بالخوف من السفر الى العراق في ظل الأخطار المحدقة التي وصفها في كتابه، فأقر بأن الخوف ينتابه لكنه يحاول الحفاظ على حياته بالبقاء بعيدا عن الأنظار، كما أنه كان يتنقل بين مدن العراق متنكرا بملابس عربية.

وكان فينسنت من أشد المدافعين عن حرب العراق بين الصحافيين الأميركيين وبرر وقوفه إلى جانب الحرب بأنه رأى بعينيه من أمام منزله في مانهاتن أهوال الحادي عشر من سبتمبر وتيقن بأن المتطرفين الإسلاميين يقفون وراء الهجمات فقرر محاربة التطرف بطريقته لأنه بلغ عمرا لا يسمح له بالتطوع في الجيش.

وفي العام الماضي تنكر ستيفن في ملابس حاج شيعي لزيارة الأماكن المقدسة في النجف وكربلاء فتصادف وجوده هناك مع حدوث ستة انفجارات كان يقف وراءها أتباع أبو مصعب الزرقاوي، فسجل ستيفن مشاهداته عنها في كتاباته ومقابلاته، كما كان ينتقد الصحافة الأميركية الليبرالية بسبب استخدامها عبارة الاحتلال الأميركي للعراق وطالب باستخدام تحرير العراق بدلا من ذلك قائلا إن الوجود الأميركي في العراق لا يعني احتلالا أبدا.