البيعة عقد اجتماعي تأسست عليه الأمة والدولة

TT

السعوديون جددوا البيعة أمس، للملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد مبايعتهم للملك الراحل فهد بن عبد العزيز في 1982، ومع كل ملك جديد هناك تجديد بيعة. البيعة تعتبر من أبرز جوانب الفعل السياسي في الإسلام، وهي ميثاق تأسيس المجتمع الإسلامي السياسي.

وتتضمن البيعة ثلاثة أطراف، هم الخليفة نفسه والأمة التي بايعتهم، والمبايع عليه وهو الشريعة الإسلامية، وهي الغطاء الشرعي للدولة بعد تأسيسها. والبيعة في الخبرة النبوية، هي عقد اجتماعي تأسست عليه الأمة ثم الدولة; فالعقد الذي حدث مرتين عند العقبة، كان عقدا حقيقيا تاريخيا، تم فيه الاتفاق بين إرادات إنسانية حرة.

وللبيعة ثلاث صور وهي المصافحة والكلام، والثانية الكلام فقط، والثالثة الكتابة، حيث يكتب للحاكم أنه بويع على كتاب الله وسنة رسوله، وبويع على السمع والطاعة. وللبيعة شروط منها أن تجتمع في المأخوذ له البيعة شروط الإمامة، فلا تنعقد البيعة في حالة فقد واحد منها، إلا مع الشوكة والغلبة، وهنا يكون الحديث عن بيعة المتغلب، وأن يكون المتولي لعقد البيعة (بيعة الانعقاد)، أهل الحل والعقد قبل البيعة العامة، وأن يجيب المبايَع إلى البيعة، فلو امتنع لم تنعقد إمامته، ولم يجبر عليها، إلا أن يكون لا يصلح أحد للإمامة إلا هو، وأن تكون البيعة على كتاب الله، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولا، وعملا، وعلى أن تكون الطاعة ما دامت في الله، وفي غير معصية، وألا تعقد البيعة لأكثر من واحد، والحرية الكاملة للمبايع في البيعة، والإشهاد على المبايعة.

ومفردة البيعة الشهيرة هنا في السعودية «بايعتك على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى السمع والطاعة». أما مشاركة النساء في البيعة، فقد شاركن في بيعة العقبة مع الرسول، واختلف في كيفية هذه المبايعة، حيث قال البعض إنها تصافح، والبعض الآخر رفض المصافحة.

وقال فراج الشهراني الباحث في التاريخ، إن هناك بيعة عامة، وبيعة خاصة، حيث البيعة العامة لعامة الناس، فيما البيعة الخاصة، تكون لكبار الشخصيات في المجتمع، وهنا تعتبر بين الأسرة المالكة.

وقال فراج الشهراني إن مشاركة المرأة طبيعية، ولكن بدون مصافحة، اقتداء بالرسول، وهي واجبة على كل مسلم أن يبايع الحاكم، حتى لو كان في نفسه ولم يقلها كلاماً أو يكتبها. وأضاف الشهراني: كلمة البيعة أقوى بكثير، وأبلغ من الانتخاب، لأن الانتخاب هو تعبير عن وجهة نظر، أما المبايعة فهي ذات تعبير أكبر وأعظم، لأنها لا تشمل وجهة النظر فقط، بل تشمل السمع والطاعة، وهو أمر مهم جدا.

مشيراً إلى أنها وجدت من عهد الرسول، وكذلك بيعة سقيفة بني ساعدة الشهيرة لأبي بكر الصديق، كأول خليفة للمسلمين، واستمرت مع مرور الدول في العصر الإسلامي، وحتى في الدول السعودية الثلاث المتعاقبة، كانت هناك المبايعة بنفس الطريقة التي في الشرع وأكد عليها الدين الإسلامي.