روسيا تحفظ للملك فهد دوره في تحقيق النقلة النوعية الجذرية في علاقات البلدين

تعليق لوكالة «نوفوستي» يتحدث عن «أثره العميق» في تطور السعودية

TT

شاركت أمس دول أوروبا الشرقية في الإشادة بدور الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في قيادة بلاده ورعاية عملية تحديثها، فذكرت وكالة« نوفوستى» الروسية للأنباء أن خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد «ترك أثرا عميقا في تاريخ بلده، إذ يقترن باسمه وهو الملك الخامس في التاريخ المعاصر للمملكة العربية السعودية، عصر كامل من التطور والتحديث اللذين تم إحرازهما في سياسة المملكة الداخلية والخارجية». ولاحظت الوكالة في تقرير وزعته أمس في القاهرة وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن هذه الحقبة تكتسب أهمية بارزة من زاوية استئناف وتنمية العلاقات بين موسكو والرياض، ففي عام 1990 توصل الطرفان إلى اتفاق على التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي عام 1991 تم افتتاح السفارتين للبلدين من جديد. وفي فترة لاحقة بذل الطرفان الجهود من أجل تشجيع العلاقات الثنائية في شتى الميادين، فشكلت اللجنة الحكومية الروسية - السعودية المشتركة للتعاون التجاري - الاقتصادي والعلمي ـ التقني المستمرة في مزاولة نشاطها، كما بدأت تتطور علاقات شراكة بين الغرف التجارية والصناعية في البلدين. وذكرت الوكالة أن السعودية أطلقت عددا من أقمارها الصناعية بمساعدة روسيا. واعتبرت الوكالة زيارة العاهل السعودي الجديد )الملك (عبد الله الرسمية لموسكو في عام 2003 «علامة مهمة على صعيد العلاقات بين الدولتين» حيث أكد البيان المشترك الصادر في ختام هذه الزيارة تطابق أو تقارب مواقف الطرفين من القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية وتطلعهما إلى تطوير التعاون المتعدد الأوجه والأشكال. وبعد هذه الزيارة وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي شكلت قاعدة قانونية لتنمية التعاون الروسي - السعودي، ارتقت العلاقات الاقتصادية إلى مستوى جديد وازداد تبادل وفود رجال الأعمال بين البلدين. وقالت الوكالة في تقرير ثان نشرته عبر موقعها الإلكتروني باللغة العربية على شبكة الانترنت، إن وفاة الملك فهد تعتبر خسارة كبيرة بالنسبة لشعب المملكة، وتقدم روسيا التعازي بهذه المناسبة إلى كل السعوديين، آملة في أن القيادة الجديدة للمملكة سوف تواصل السير في طريق تعزيز وتطوير العلاقات الروسية - السعودية. وأشارت إلي أن الاتحاد السوفياتي ( قبل انهياره مطلع التسعينات) كان أول دولة غير عربية اعترفت بالمملكة العربية السعودية وأقامت معها علاقات دبلوماسية في فبراير (شباط )عام 1926.

وذكر المستعرب الروسي يوري تيسوفسكي في مقابلة مع الإذاعة الروسية أنه لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة في السياستين الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية، بما في ذلك في مجال النفط بعد وفاة الملك فهد.

ويعتقد تيسوفسكي أن جهود السعودية في مكافحة الإرهاب ستزداد فعالية، خاصة أن الرياض كانت قد استضافت مؤخرا مؤتمرا دوليا كبيرا لمكافحة هذه الظاهرة.

وأكد تيسوفسكي أن العلاقات الروسية ـ السعودية ستبقى ذات توجه إيجابي كالسابق. وذكر أن موسكو تنتهج في علاقاتها مع العالم العربي سياسة ثابتة تهدف إلى تطوير التعاون مع البلدان العربية، وتوسع حضورها في منظمة المؤتمر الإسلامي.

ومن جانبه قدم ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي، تعازيه للشعب السعودي والأسرة الحاكمة في وفاة الملك فهد. واستبعد السيناتور الروسي احتمال حدوث تغييرات جذرية في السياسة السعودية بعد وفاة الملك فهد، وقال مارغيلوف: «لا أعتقد أن سياسة المملكة العربية السعودية ستتغير جذريا بعد وفاة الملك فهد». وأضاف أن الملك الحالي عبد الله بن عبد العزيز أدار عندما كان وليا للعهد شؤون المملكة في السنوات العشر الأخيرة تقريبا.

وكان رئيس مجلس الفدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) سيرغي ميرونوف قد ترأس وفد روسيا الاتحادية في مراسم تقديم العزاء في وفاة الملك فهد بن عبد العزيز.

ودعا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة نيجني نوفغورود، عمر ادريسوف، مسلمي روسيا إلى الصلاة على روح الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، مشيرا إلى أن الملك الراحل ساهم مساهمة كبيرة في تعزيز موقف الإسلام في بلاده والعالم. كما تمكن المسلمون في روسيا الاتحادية بدعم من الملك فهد من تنفيذ الكثير من المشاريع الاجتماعية.

وقالت وكالة «نوفوستي» الروسية أن الملك الفقيد مارس دورا بارزا في النهضة الحديثة للمملكة العربية السعودية، إذ تحققت خلال أكثر من عشرين عاما من فترة حكمه نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في البلاد، وتبوأت المملكة العربية السعودية مكانة بارزة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي عهده حدث تحول جذري في العلاقات الروسية ـ السعودية بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبدء مرحلة تطوير العلاقات بينهما في مختلف الميادين في خط صاعد.

وأضافت: «سيبقى الملك فهد في ذاكرة الناس على مدى الأجيال بصفته «الملك المصلح» الذي وضع كل طاقاته في خدمة الوطن السعودي والأمة العربية». وفي السياق نفسه وصف السفير التشيكي في القاهرة جاكوب كارفيك أمس العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز بأنه كان رجل دولة شجاعا على مستوى الشرق الأوسط والعالم كله وقال «إننا سنفتقده بلا شك». وقال السفير كارفيك في تصريح صحافي أمس في القاهرة إن الرئيس التشيكي فاسلاف كلاوس شارك بنفسه في مراسم تشييع العاهل السعودي أول من أمس.

وأضاف السفير التشيكي أن الملك الراحل قام بدور مهم في تنمية بلاده والعمل على تسوية قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية من الدول الكبرى في المنطقة التي تعمل من أجل تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وخاصة في الأراضي الفلسطينية.