طهران تتراجع عن استئناف برنامجها للتخصيب النووي بضعة أيام

الاتحاد الأوروبي يؤجل الدعوة لعقد محادثات عاجلة بشأن إيران.. وواشنطن تتحدث عن اقتراحات أوروبية جديدة خلال نهاية الأسبوع

TT

شهد الملف النووي الايراني أمس عمليات شد وجذب بين عواصم اوروبية وطهران التي تراجعت في النهاية عن قرارها استئناف برنامجها للتخصيب النووي الذي كان مقررا أمس وتأجل حتى نهاية الاسبوع. وفي موازاة ذلك «قرر الاتحاد الاوروبي تأجيل الدعوة لعقد محادثات عاجلة بشأن ايران» فيما اعلن مسؤول اميركي ان اقتراحات اوروبية جديدة ستسلم الى طهران خلال نهاية الاسبوع. وأعلن المسؤول عن الملف النووي الايراني حسن روحاني للتلفزيون الحكومي، ان ايران قررت أمس تأجيل استئناف تحويل اليورانيوم لبضعة ايام اخرى. وقال «نأمل ان نستأنف بحلول الاسبوع المقبل»، الذي يبدأ السبت في ايران.

وفي وقت سابق، قال احد المفاوضين الايرانيين حول الملف النووي علي آغا محمدي «آمل في ان يتم رفع الاختام واستئناف الانشطة اليوم (أمس)» في مصنع اصفهان لتحويل اليورانيوم، وذلك رغم انذار الاتحاد الاوروبي بوقف المفاوضات في حال عدم التخلي عن هذا المشروع.

الى ذلك «قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاعلى الايراني علي اقا محمدي ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والخبراء الايرانيين يعملون في المنشأة الواقعة قرب مدينة اصفهان وسط البلاد». واضاف أمام الصحافيين «انهم يقومون بالأعمال التنفيذية ونأمل ان نتمكن اليوم (أمس) من استئناف النشاط».

وقال مسؤولون ايرانيون مرارا ان قرار استئناف العمل المتعلق بالوقود النووي لا رجعة فيه، إلا انه سيتم تحت اشراف ومراقبة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقول انها بحاجة الى اسبوع على الاقل لتركيب معدات مراقبة سيتم ارسالها الى اصفهان من مقرها في فيينا.

وقال اقا محمدي «الانتظار اسبوعا من اجل تركيب المعدات غير مقبول لإيران...تأمل ايران ان تتمكن من استئناف النشاط اليوم (أمس)».

ووجه وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا الثلاثاء تحذيرا مشتركا الى ايران بوقف المفاوضات معها واللجوء الى «انواع اخرى من التحرك»، في حال استأنفت نشاطاتها النووية الحساسة، في اشارة الى احتمال احالة ملفها الى مجلس الامن.

ووصف روحاني الانذار الاوروبي بأنه «غير مقبول وينطوي على تهديد». وتابع «قال الوزراء الاوروبيون الثلاثة اننا اذا استأنفنا (العمل بمصنع تحويل اليورانيوم) في اصفهان، ستتوقف المفاوضات. هذا تهديد، هذا غير مقبول». واضاف «لا يوجد اي منطق قانوني وسياسي في ارسال الملف الى مجلس الامن، وهذا سيعني (في حال حصوله) ان الاوروبيين خضعوا للضغوط الاميركية وعليهم ان يتحملوا مسؤولية ذلك». وزاد «بعد استئناف العمل في اصفهان، نريد مواصلة المفاوضات مع الاوروبيين». وأعلن روحاني الذي يفاوض الاوروبيين منذ 2003 انه لن يواصل هذه المهمة وان فريق المفاوضين يجب ان يتغير.

وردا على سؤال عما اذا لن يكون الاسبوع المقبل مسؤولا عن الملف النووي، اجاب «اعتقد ان هذا ما سيحصل».

وفي هذا الاطار ايضا «منع المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي أمس الحكومة المقبلة من التخلي عن حقوق الامة»، بينما تتعرض ايران لضغوط من الاسرة الدولية حتى لا تستأنف نشاطات نووية حساسة.

وفي خطابه لمناسبة تنصيب الرئيس الجديد محمود احمدي نجاد والذي تخللته هتافات «الموت لاميركا، الموت لاسرائيل»، قال المرشد الذي يعد المسؤول الاول في النظام الايراني «ان المسؤولين الايرانيين لا يملكون اي حق بالتخلي عن حقوق الامة الاقتصادية والسياسية، فهذه الحقوق يجب الدفاع عنها». واضاف «في السياسة الخارجية وكما كانت هي الحال على الدوام وستبقى كذلك، ان الامة الايرانية ارادت دوما السلام».

وفي واشنطن «أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية أمس ان المفاوضين الاوروبيين مع ايران حول ملفها النووي سيقدمون خلال نهاية الاسبوع اقتراحات جديدة من اجل حمل ايران على التخلي عن استئناف انشطة نووية حساسة». وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان الاقتراحات يمكن ان تقدم الجمعة، من دون اعطاء تفاصيل عن مضمونها.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حثت ايران أمس على عدم استئناف الانشطة النووية وطلبت منها الانتظار حتى الاسبوع المقبل، وهو مطلب كانت تعتبره ايران غير مقبول حتى أمس.

وقالت مليسا فليمينج المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان «اوضحنا بكل جلاء اننا بحاجة الى وقت حتى منتصف الاسبوع المقبل لنتمكن من تركيب أجهزة المراقبة الخاصة بنا قبل البدء في اي اعمال واستئناف الانشطة النووية». واضافت «الوكالة تناشد ايران عدم البدء في اي انشطة باصفهان قبل تركيب نظام المراقبة الخاص بالوكالة».

الى ذلك «قال مسؤول بالاتحاد الاوروبي أمس ان الاتحاد أجل طلب دعوة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعقد محادثات عاجلة بشأن البرنامج النووي الايراني على امل التوصل لحل دبلوماسي لتهديد ايران باستئناف تحويل اليورانيوم الخام».

وقال المسؤول الاوروبي ان القوى الاوروبية لم ترسل بعد طلبا لعقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكنها ستكون على الارجح الخطوة التالية اذا تأكد استئناف ايران لأنشطة التحويل بالفعل.

وقال ستيفان دي رينك المتحدث باسم المفوضية الاوروبية في مؤتمر صحافي «من الواضح اننا بلغنا مفترقا حرجا وسيكون هذا الاسبوع حيويا للعلاقات بين ايران والاتحاد الاوروبي.. نحن قلقون جدا ازاء الانباء الخاصة باحتمال استئناف الانشطة في اصفهان».

ومن المقرر ان يقدم الثلاثي الاوروبي للحكومة الايرانية الجديدة برنامج مقترحات شاملا للتعاون النووي والسياسي والاقتصادي بحلول الاحد القادم.