«يا رب بابا فهد يدخل الجنة ويرحمه، وبابا عبد الله يكون ملك الخير الدائم».. هذا ما قالته نوف العتيبي ذات الثماني سنوات عبر إحدى الإذاعات العربية التي كانت تستقبل اتصالات على مدار الساعة من سعوديين نساء ورجالا، كبار وصغارا، يعزون من خلالها في وفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، ويبايعون ملكهم الجديد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وبدت الاتصالات التي انهمرت خاصة على إذاعتي «إم بي سي» و«بانوراما» اللتين اتحدتا عبر الأثير. فأحمد الغامدي أحد المتصلين أخذ يبكي، وهو يلقي بكلمات عفوية يعزي فيها الملك عبد الله بفقد الملك فهد. بينما أخذت مشاعل العنزي تلقي هي الأخرى بكلمات سادها الألم، وقالت «أعزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بوفاة الملك فهد، وأبايع الملك عبد الله الذي سيكون خير خلف لخير سلف». ولم تكن مشاعل الوحيدة التي أعلنت مبايعتها للملك عبد الله، بل تتابعت الاتصالات بأصوات مواطنين ومواطنات يعلنون مبايعتهم للملك الجديد ويعزونه في فقيدهم الملك فهد رحمه الله. وقد توالت الأصوات النسائية السعودية من مختلف مناطق المملكة عبر الإذاعات ممن لم يستطعن الخروج يوم الجنازة وممن يقطنّ في مدن مختلفة في المملكة للتعبير عن حزنهن وألمهن في فقدان الملك فهد رحمه الله. فسالمة من جازان كانت إحدى هذه الأصوات التي قالت «لقد خسرنا ملكا عمَّ الوطن والمواطن بالخير، ولكن عوضنا الله بملك هو خير خلف لخير سلف». وذهبت رنيم محمد من جدة لتقول «أبايع الملك عبد الله وولي عهده وإنا على فراق فهد لحزينون جدا». وذهب الكثير من المواطنين بمبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر الأثير وتحدثوا بأسماء قبائلهم، فأحدهم تحدث باسم قبيلة حلفان وآخر باسم قبيلة غامد وغيرهما ممن انطلقت أصواتهم مبايعة للملك عبد الله يوم أمس حيث مبايعة المواطنين له، ولم تكن الإذاعة فقط هي من تكفلت بإطلاق الفرصة لمبايعة المواطنين لملكهم الجديد بل كانت الصحف مكانا للمبايعة من خلال الإعلانات التي تكفلت بها بعض العائلات السعودية. إلى جانب ذلك، فتحت بعض المحطات التلفزيونية مجالا واسعا لإعلان العزاء في فقدان خادم الحرمين الشريفين بالإضافة إلى مبايعة الملك عبد الله بن عبد العزيز.