الوجوم يهيمن على الشعب الأردني حدادا على رحيل الملك فهد

الآلاف يؤمون بيت العزاء الذي أقامته السفارة السعودية

TT

لليوم الثاني لرحيل فقيد الأمتين العربية والاسلامية، المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز، خيم الحزن والوجوم على الشارع الاردني، فيما خلت شوارع العاصمة عمان من السيارات والمارة حدادا على روحه الطاهرة. كما امت جموع غفيرة من المواطنين الاردنيين، يتقدمهم كبار المسؤولين والوزراء والنواب والأعيان، بيت العزاء الذي أقامته السفارة السعودية في عمان بهذا المصاب الجلل.

ومنذ ساعات الصباح الباكر من يوم أول من امس الذي كان عطلة رسمية في الاردن حدادا على روح الفقيد، التزم المواطنون الاردنيون بيوتهم باستثناء اعداد قليلة خرجت لقضاء حاجاتها الضرورية واقتصرت احاديث الناس على استذكار مآثر الفقيد ومواقفه المشرفة تجاه الاردن والأمة العربية وقضاياها العادلة مع التركيز على مواقف الملك فهد الداعمة للأردن والمساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية في عهده للاردن لتمكينه من تجاوز ازمته الاقتصادية الخانقة، وخاصة بعد تخفيض قيمة الدينار الاردني وتفاقم مشكلة المديونية الخارجية.

ويقول المواطنون الاردنيون، عن الملك فهد، طالما مد يد العون والمساعدة للأردن في أوقات المحنة، وطالما قدم المنح والمساعدات التي تجاوزت المليارات من الدنانير بدون منة او تسجيل مواقف ولعل آخر هذه المساعدات تمثلت في المنحة النفطية السعودية للأردن بعد توقف النفط العراقي للبلاد إثر دخول القوات الأميركية للعراق.

ويعتبر العديد من أبناء الاردن المغفور له ابا حانيا ورحيما ليس للشعب السعودي فحسب بل للشعوب العربية والاسلامية. كما رأوا في رحيله خسارة فادحة لا تعوض، معربين عن ثقتهم بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز سيسير على نهج الراحل الكبير فهد بن عبد العزيز.

ولم يقتصر الحزن الذي اعتصر قلوب الاردنيين على الفعاليات الشعبية فحسب وانما شمل كافة الاجهزة الرسمية ووسائل الاعلام، حيث نكست الاعلام الاردنية على المؤسات الرسمية والخاصة وأوقفت المحطات التلفزيونية والاذاعية الفضائية والارضية وشبكات الاذاعة الاردنية برامجها المعتادة منذ الإعلان عن نبأ وفاة الملك فهد، واقتصرت على تلاوة القرآن الكريم تضامنا مع الاسرة المالكة السعودية والشعب السعودي الشقيق في هذا المصاب الجلل.

وعلى صعيد الصحافة، تصدر نبأ رحيل الملك فهد الصفحات الاولى في الصحف الاردنية التي اتشحت بالسواد حدادا على روحه الطاهرة. ونشرت الصحف عشرات المقالات والدراسات عن مآثر الفقيد ومواقفه القومية والاسلامية، فيما أصدرت بعض الصحف ملاحق خاصة بهذه المناسبة.

على صعيد متصل، زار الآلاف من الأردنيين، يتقدمهم الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء والنواب والأعيان بيت العزاء الذي اقامته سفارة السعودية في فندق «المريديان» وقدموا التعازي لسفير المملكة العربية السعودية، عبد الرحمن بن ناصر العوهلي، ودونوا كلمات في سجل التعازي كرست للحديث عن مآثر الفقيد ومواقفه التي لا تنسى تجاه الاردن والدول العربية والاسلامية، وكذلك مواقفه الداعمة للقدس الشريف وتقديم المساعدات لأهلها لتمكينهم من الصمود لمواجهة الأخطار الصهيونية المحدقة بهم والرامية لاقتلاعهم من جذورهم.

وافتتح العزاء في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي واستمر حتى الخامسة مساء وحضرته الآلاف من الأردنيين من مختلف قطاعاتهم، إضافة إلى أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين ووجوه وشيوخ العشائر ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والاسلامية والأجنبية والأمناء العامين للأحزاب السياسية ورؤساء النقابات المهنية ورؤساء الجامعات والهيئات التدريسية ورؤساء الجمعيات الخيرية والاتحادات الطلابية والشعبية والنسائية والمنظمات المعنية بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان وممثلين عن كافة القطاعات الشعبية.

وكان سفير المملكة العربية السعودية في عمان، العوهلي، واركان السفارة في استقبال جماهير المعزين، فيما يواصل بيت العزاء فتح ابوابه امام ابناء الاردن والجاليات العربية والاسلامية لتقديم العزاء.

وقد ترأس العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني، وفد الاردن الرسمي الذي شارك في مراسم تشييع المغفور له الملك فهد في الرياض امس. وضم الوفد الأمراء والاشراف من ابناء الاسرة المالكة ورئيس الحكومة الاردنية ورئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي ورئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي ورئيس الديوان الملكي فيصل الفايز وكبار المسؤولين وعددا من الأعيان والنواب.

كما بعث الملك عبد الله الثاني ببرقيات تعزية الى الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد والامير سلمان بن عبد العزيز وأشقاء وأنجال المغفور له، عبر خلالها عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بوفاة الملك فهد.