انقسامات حادة بين الأوروبيين في شأن مسألة التفاوض على انضمام تركيا للاتحاد

فرنسا واليونان تقودان فريقا يرفض المحادثات.. والرئاسة البريطانية للاتحاد تقود آخر يؤيد بشروط

TT

تجددت الانقسامات الحادة بين الدول الاعضاء في المجموعة الاوروبية الموحدة في شأن المسألة التركية، وجاءت تصريحات عدد من المسؤولين الاوروبيين أمس لتظهر مدى الخلاف بين دول الاتحاد في شأن مسألة انطلاق المفاوضات المقررة في الثالث من اكتوبر (تشرين الاول) المقبل بين الاتحاد وانقرة حول انضمام تركيا الى الاسرة الاوروبية الموحدة.

وقالت مصادر في المؤسسات التابعة للاتحاد الاوروبي ببروكسل امس، ان فرنسا واليونان تقودان فريقا يرفض بدء عملية التفاوض مع تركيا الا اذا تراجعت انقرة عن موقفها الذي اعلنته بالتزامن مع التوقيع على البروتوكول الاضافي للاتحاد الجمركي مع الدول العشر المنضمة الى الاتحاد، ومنها قبرص، واشارت فيه انقرة الى ان التوقيع على هذا البروتوكول لا يعني اعترافها بجمهورية قبرص. وترى كل من باريس واثينا انه من غير المعقول ان نتفاوض مع دولة لا تعترف بأحد الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. الا ان الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي والمفوض الاوروبي المكلف ملف التوسيع أولي اهيرن، لهما رأي اخر يدعو الى ضرورة بدء التفاوض مع انقرة في الموعد المحدد له من قبل بصرف النظر عن الموقف الاخير من الاعتراف بقبرص. المتحدث باسم المفوضية الاوروبية ببروكسل اعلن من جهته ان موقف انقرة من الاعتراف بجمهورية قبرص قد يؤدي الى تعطيل المفاوضات المقررة بين الجانبين والتي تستوجب موافقة الدول الـ25 الاعضاء في الاتحاد على انطلاقها.

وكان مصدر مقرب من الحكومة التركية اعلن اول من أمس «إن تركيا لن تقبل أبدا أن يكون الاعتراف بالإدارة اليونانية القبرصية شرطا مسبقا لبدء مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي. وجاء ذلك ردا على رئيس الوزراء الفرنسي، دومينيك دو فيلبان، الذي اعتبر في وقت أنه «من غير المعقول» أن يبدأ الاتحاد الاوروبي مفاوضات مع تركيا طالما أنها لا تعترف بقبرص العضو في الاتحاد، متحدثا عن احتمال إرجاء موعد بدء المفاوضات المرتقب في أكتوبر المقبل.

وقالت مصادر المجلس الوزاري الاوروبي في بروكسل امس ان ايجاد مخرج وتسوية لهذه الانقسامات ستكون احد الملفات الصعبة والرئيسية امام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عندما يلتقون في العاصمة البريطانية مطلع سبتمبر (ايلول) المقبل.

وكان الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبليس اعلن اخيراً انه سيستخدم حق النقض (الفيتو) ضد اجراء المفاوضات في حال استمرت انقرة ترفض الاعتراف الكامل بجمهورية قبرص الدولة العضو في المجموعة الاوروبية الموحدة .

وكان وزراء خارجية الاتحاد في اجتماعهم الاخير طالبوا الجانب التركي باعتراف صريح وواضح بقبرص، وهو الشرط الاخير قبل انطلاق المفاوضات بين تركيا والاتحاد الاوروبي في مطلع اكتوبر المقبل في شأن حصول انقرة على عضوية الاتحاد. وتزامنت هذه التطورات مع استطلاع للرأي نشرت نتائجه المفوضية الاوروبية أخيراً وأظهر ان 52% من الاوروبيين يرفضون انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي. وكانت انقرة اعلنت ان مسألة اعترافها بالقبارصة اليونانيين يمثل بالنسبة اليها مشكلة قانونية ودستورية.

وكان الاتحاد الاوروبي وافق في ديسمبر (كانون الأول) 2004 على بدء مفاوضات حول احتمال ضم تركيا اليه، بعد ان وقعت انقرة في 1963 اتفاق شراكة مع المجموعة الأوروبية التي كانت مؤلفة حينذاك من 15 دولة.

ووضع الاتحاد الاوروبي شروطا مسبقة لتركيا ومنها احترام حقوق الإنسان وتوسيع اتفاقها الجمركي الذي يربطها بالدول الخمسة عشرة الى جميع الأعضاء الجدد في الاتحاد، الأمر الذي يترتب على أنقرة أن يشمل اتفاقها جمهورية قبرص التي لا تعترف بها.