الأمير سعود الفيصل: الملك الراحل كان زعيما عظيما وملكا ذا حكمة ورؤيا شاملة حمل المسؤولية طيلة عقدين من الزمن

في لقاء صحافي عقده مساء أمس

TT

قال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، إن بلاده فقدت بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، زعيما عظيما ومميزا وملكا ذا حكمة ورؤيا شاملة وبعيدة المدى، حمل المسؤولية بتفان وإخلاص كبيرين، طيلة ما يزيد على عشرين عاما، خدم فيها دينه وشعبه وطور تنمية بلاده.

وأوضح خلال لقاء صحافي عقده مساء أمس، أن الملك الراحل بذل كل جهد ممكن، لخدمة الدول الاسلامية والعربية والدول الأخرى والقضايا الدولية، مشيرا، إلى أنه منذ أن تولي مهام الحكم أسس وجودا فاعلا ودائما للمملكة في الساحات الإقليمية والدولية، دافع خلالها عن القضايا العربية في المحافل الدولية وقضايا السلام.

وأكد أن جهوده لم تقتصر فحسب على القضايا السياسية، بل امتدت لتشمل القضايا الاقتصادية ذات التأثير المحلي والدولي. مبينا، أن المملكة كدولة تحتضن أكبر احتياطات النفط في العالم، أسس فيها الملك الراحل سياسة واقعية من أجل اقتصاد عالمي سليم، تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين. وقال «إن الإنجازات العظيمة للملك الراحل فهد كانت على الدوام تحظى بتأييد ودعم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، مبينا أن كلا من الملك عبد الله وولي العهد، كانا داعمين على نحو كامل وتام، كما أنهما عملا عن كثب مع الملك الراحل في بناء الدولة الحديثة للمملكة العربية السعودية، وأيضا في المشاركة في الأحداث المهمة محليا وإقليميا ودوليا في وقتنا الراهن».

وأكد الأمير سعود الفيصل، أن هذا دليل على أن السياسة المحلية والدولية للمملكة ستبقى وستواصل استلهام نفس القيم والمبادئ، التي أسسها الملك الراحل فهد، مشددا على أن المملكة ستصر على التمسك بأن تكون عضوا قيما من أعضاء المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت تبقى متمسكة بتقاليدها وقيمها ومبادئها الراسخة.

واستطرد قائلا «في تاريخ المملكة الحديث والذي يتبع نفس النهج، الذي تبنته المملكة منذ تأسيسها والمرتكز على مؤسسات الدولة الواقعية والعادلة إجابات قاطعة لهؤلاء المشككين والمتشائمين حول وحدة واستقرار المملكة».

وردا على سؤال عن التحديات الكبرى التي تواجه الملك عبد الله بن عبد العزيز الآن قال «كما أنه يواصل نفس السياسات، فإنه سيواجه نفس التحديات، كيف نطور المملكة بأسرع وقت ممكن، في إطار تقاليد وأعراف البلد والمحافظة على شخصيتها والاستقرار في منطقتنا من أجل سلامة المنطقة وسلامة المملكة وشعبها».

وعن وجود أي تغيير في السياسة الخارجية لبلاده، أكد الأمير سعود الفيصل، أنه لن تكون هناك تغييرات أساسية، وعزا ذلك إلى ان الملك الراحل وولي عهده آنذاك الملك حاليا، كانا أكثر من أخوين وصديقين يتشاركان في الغالب نفس الأفكار حول ما تحتاجه البلاد، وقال «لذلك فأنا متأكد من أن السياسات ستستمر، كما وضعها الملك الراحل».

وأوضح في رده على سؤال عن التغيير في عهد الملك عبد الله، أن لكل شخص أسلوبا مختلفا في التعبير عن السياسة «ولكن السياسة ستبقى نفسها بالتأكيد».

وفي إجابته عن سؤال مماثل بيّن أن التحديات ستكون نفسها قائلا «إنها تأتي في طرق مختلفة وستعالج بطريقة مختلفة، وهذا هو الفرق في الأسلوب بين الملكين».

ووصف الأمير سعود العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها «ممتازة وسوف تتحسن»، وقال «نأمل بإخلاص، أن نحقق ثقة الشعب الأميركي».

وعن مستقبل المملكة قال وزير الخارجية السعودي «إن هذا الأمر أثير في وسائل الإعلام حول صحة سياستها وقوة مؤسساتها، بيد أنها أثبتت عدة مرات أنها تتطور ليس في المجال الاقتصادي فحسب، وإنما المجال السياسي أيضا طبقا لأسس شعبه». وقال إن «المسألة تكمن في أن وسائل الإعلام عندما تتكلم عن المملكة العربية السعودية تتكلم عن أشخاص لم يكونوا مطلقا فيها، بيد أنه رغم المعلومات التي نوفرها والزيارات إلى المملكة التي يرون فيها التضامن بين الحكومة وشعبها فإن المسألة تبقى قائمة ونحن في المملكة واثقون من تطور مؤسساتنا ومن الثقة القائمة بين الشعب وقادته ومن فترة التغيير والتحول».

ونفى الأمير سعود أن تكون بلاده تلقت طلبا من الرئيس الموريتاني الذي توجد محاولة انقلابية في بلاده للعودة إلى السعودية بعد أن غادرها، وذلك في معرض إجابته عن سؤال بهذا الخصوص.

وعن مكافحة المملكة للإرهاب أكد أن بلاده حققت نجاحا أكثر مما يتصوره بعض السياسيين في الولايات المتحدة وقال «إن السياسة التي تنتهجها المملكة هي الوقوف بحزم ضد الإرهاب ليس فحسب على الصعيد العسكري بقوات الأمن وإنما أيضا في المجال الفكري وفي معالجة أسباب وجذور الأشخاص الذين ينضمون إلى هذا الشر».

وأضاف «كما قال الملك عبد الله مرارا إن هذا المرض ينبغي أن يستأصل وهو أمر لا يمكن التعامل معه بل سيواجهون بكل قوة من الحكومة هم ومؤيدوهم ماليا أو الذين يدعون لمساعدتهم والذين يساندونهم بأي طريقة وهكذا فإنها حرب شاملة مع البحث عن أسبابها ويتعين معالجة الأسباب إلى جانب النواحي الأمنية».

وأوضح وزير الخارجية أن البيعة عبارة عن شكل من العقد بين الشعب وقائده وقال «ان عمل القائد هو متابعة النهج الديني والعدل وعليه سيمنحه الشعب كامل التأييد والولاء له. هذا أفضل ما أستطيع أن أشرح به هذا الأمر وهذا أمر غير موجود في الخطاب السياسي العالمي لكنها بالتأكيد علاقة تعاقدية بين القائد والشعب توضح مسؤولياته تجاههم ومسؤولياتهم تجاه القائد الذي يخدمهم».

وأعرب عن اعتقاده في رده على سؤال عن شعور الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه يشعر أن حجم المسؤولية الكاملة قد زاد، وقال «انه التقى بالشعب الذين أتوا من المناطق وهذه هي اللحظة عندما توضع المسؤولية على عاتق القائد».

وأكد مجيبا عن سؤال عن الخلافة وانتقال السلطة في المملكة أنه منذ عهد الملك سعود يدور الحديث كيف ستنتقل السلطة «بيد أنها كانت تنتقل دائما بسلاسة، ولم تحدث أية ردود أفعال عكسية، وأعتقد بأنها ستستمر في ذلك».

وعما إذا كانت هناك مساعدة من السعودية للبريطانيين في التحقيقات حول التفجيرات في لندن قال «إننا نقيم اتصالات وثيقة وتعاونا مع المؤسسات البريطانية بخصوص الأمن. معتقدا، أن أية معلومات تحصل عليها المملكة ستنقل إلى البريطانيين فورا».

وقال مجيبا عن سؤال عن تحديات أسامة بن لادن «كل شخص في المملكة يعرف طبيعة هذا الرجل، فقد قتل من المسلمين بأوامره أكثر مما قتله أي شخص آخر، وحاول إيجاد فرقة بين الدول الإسلامية بيد أنه فشل في ذلك».

وأجاب عن موقف المملكة في مواجهة الأعمال الإرهابية وتأثير الوضع في العراق على المملكة وتجنيد الأشخاص فيما يسمى بالجهاد بقوله «نأمل أنها أكثر أمنا والحكومة تبذل كل شيء لتأكيد الأمن وقد نجحنا في تحقيق ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل قوات الأمن، وإننا سنواصل القتال وسوف تعلن المملكة النصر النهائي عندما يتم القضاء على آخر إرهابي أو يعالج بأي طريقة أخرى».

وعما إذا كانت المرأة السعودية ستشغل مناصب عليا في العمل الدبلوماسي السعودي قال الأمير سعود «لدينا بالفعل، وهن يحصلن على الخبرة في عمل الوزارة وسيواصلن التقدم في العمل مثل الدبلوماسيين من الرجال».