طهران ترفع الاختام عن مصنع أصفهان وواشنطن تعتبر الإجراء «ازدراء» بالمجموعة الدولية

الوكالة الدولية ألغت اجتماعها أمس وتعقده اليوم

TT

أنهت إيران أمس، رفع الاختام عن مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان (وسط)، الذي اصبح الآن قيد العمل بشكل كامل. جاء ذلك في وقت اعلنت فيه الوكالة الدولية إلغاء اجتماعها أمس حول الملف النووي الايراني، لافساح المجال أمام مزيد من المحادثات، وكذلك بعد إعلان فرنسا باسم الترويكا الاوروبية استعدادها لمناقشة اي «فكرة جديدة» تسمح بالتوصل مع طهران الى «اتفاق على الامد الطويل»، حول الملف النووي، وذلك ردا على اعلان الرئيس الايراني الجديد استعداد بلاده مواصلة المفاوضات. ودانت الولايات المتحدة أمس قيام ايران بنزع الاختام عن مصنع اصفهان، لتحويل اليورانيوم، معتبرة ذلك مؤشرا على «ازدراء» طهران بالمجموعة الدولية.

وكان نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد سعيدي قال أمس، «لقد رفعنا الاختام، ومصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان، اصبح قيد العمل بشكل كامل».

واصرت ايران الحريصة على الالتزام بالشرعية الدولية، لتطويق الشكوك حول سعيها لامتلاك قنبلة ذرية، على ان يستأنف مصنع اصفهان عمله بإشراف مفتشي وكالة الطاقة التابعة للامم المتحدة، التي تراقب البرنامج النووي الايراني منذ 2003.

وكانت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميليسا فليمينغ، اعلنت في وقت سابق أن الايرانيين بدأوا أمس بنزع الاختام بحضور مراقبين من الوكالة. وقالت في فيينا ان «الاختام يتم نزعها الآن، وما ان تنتهي عملية نزع الاختام، سوف نبلغ امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك».

لكن الوكالة الغت اجتماعها الذي كان مقررا أمس، حول البرنامج النووي الايراني لافساح المجال امام مزيد من المحادثات التي تجري في جلسات مغلقة بين الدبلوماسيين حول المقترحات الاوروبية، كما اعلن الناطق باسم الوكالة بيتر ريكوود. وزاد «لقد الغي» على ان يعقد اجتماع اليوم.

وفي موازاة ذلك، كانت فرنسا اعلنت أمس ايضاً قبل رفع الاختام، استعدادها وشركائها الاوروبيين لمناقشة اي «فكرة جديدة» تسمح بالتوصل مع طهران الى «اتفاق على الامد الطويل» حول الملف النووي، وذلك ردا على اعلان الرئيس الايراني الجديد استعداد بلاده مواصلة المفاوضات.

ودعت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية ماري ماسدوبوي خلال مؤتمر صحافي في باريس مجددا ايران الى العودة «من دون ابطاء» الى «التعليق المراقب» من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجميع النشاطات النووية الحساسة، بما فيها تحويل اليورانيوم.

واكد الرئيس الايراني الجديد محمود احمدي نجاد الثلاثاء انه يريد مواصلة التفاوض مع الاوروبيين حول الملف النووي، ولكن وفق مقترحات اخرى. وقال «نحن مستعدون لمواصلة المفاوضات (مع الاوروبيين). لدي مبادرات ومقترحات جديدة سأعلنها بعد تشكيل الحكومة».

وقالت ماري ماسدوبيو أمس «اخذنا علما بالانفتاح الذي عبر عنه الرئيس احمدي نجاد»، مضيفة «نحن مستعدون لمواصلة المباحثات مع السلطات الايرانية بالتعاون مع شركائنا الاوروبيين وبالتشاور مع الوكالة الذرية».

واعتبرت المتحدثة الفرنسية ان وحده تعليق النشاطات النووية الحساسة يعيد «ثقة الاسرة الدولية» في ايران ويسمح بـ«استكمال المفاوضات». وقالت «في هذا الاطار، وخلال المفاوضات، سنكون على استعداد لمناقشة كل الاقتراحات او الافكار الجديدة التي تسمح بالتوصل الى اتفاق على المدى الطويل». موضحة ان اتفاقية باريس «تؤكد حق ايران بامتلاك برنامجا نوويا مدنيا في اطار اتفاق الحد من الانتشار النووي». وان عرض الاوروبيين بالتعاون «ما زال قائما ونحن ندعو ايران الى دراسته جديا».

وبينما كانت الدول الكبار الثلاث في الاتحاد الاوروبي تحاول اقناع كل الدول الخمس والثلاثين في مجلس ادارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتحذير ايران حتى تتوقف عن هذه الانشطة وتواصل المفاضات. دخلت خبراء ايرانيون أمس الى أجزاء مغلقة عليها اختام من وحدة لتحويل اليورانيوم في مصنع اصفهان ورفعوا الاختام، وهو ما يسمح لطهران بالاقتراب أكثر من استئناف انتاج اليورانيوم المخصب، الذي تخشى الولايات المتحدة واوروبا من ان يستخدم في صنع قنبلة نووية.

وتنفي ايران الاتهامات بأن برنامجها النووي واجهة لصنع قنابل. وتقول انها تحتاج الى لتطوير طاقة نووية كمصدر طاقة بديل لتلبية الحاجة المتزايدة للكهرباء والمحافظة على احتياطياتها من النفط والغاز للتصدير.

وقال غلام رضا أقازادة رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الايرانية مساء الثلاثاء، ان الوكالة قامت بالفعل بتركيب أربعة كاميرات مراقبة في اصفهان، للتأكد من عدم نقل اليورانيوم بعيدا عن الوحدة للاستخدام في اي عمل سري لصنع اسلحة. واضاف في تصريحات للتلفزيون الحكومي «وظيفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتهت، والمنشأة جاهزة». واضاف «الاختام ستزال والمنشأة ستواصل انشطتها».

ووضعت هذه الاختام بعد ان تم الاتفاق على تعليق جميع انشطة الوقود النووي في نوفمبر (تشرين الثاني). ويطلق على ذلك اتفاقية باريس مع بريطانيا والمانيا وفرنسا التي تعهدت طهران بموجبها بتجميد جميع انشطة معالجة وتخصيب اليورانيوم، اثناء التفاوض على تسوية دائمة مع الاتحاد الاوروبي. وتحدث النائب المحافظ غلام رضا مصباحي مقدم في البرلمان أمس، ودعا الى القيام بعمل أكثر راديكالية. وقال ان ايران يجب ان تحذو حذو كوريا الشمالية وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي الاتفاقية العالمية لحظر انتشار الاسلحة النووية.

وقال ان المعاهدة وقعت وتم التصديق عليها ايام الحكم الامبراطوري، الذي أطاحته الثورة الاسلامية في عام 1979. وأضاف، لأن الاتحاد الاوروبي لم يلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي بقبول حقوق ايران، فإنه يجب على ايران ان تتجاهلها ايضا.

من ناحية اخرى، قال دبلوماسيون اوروبيون في فيينا، ان واشنطن تخلت عن مطلب بإحالة الملف النووي الايراني فورا الى مجلس الامن، وتؤيد خطة اوروبية بإعطاء الجمهورية الاسلامية فرصة أخيرة. وقال مسؤول أميركي في واشنطن طلب عدم نشر اسمه «نريد اعطاءهم فرصة أخيرة».

ولم تستأنف ايران حتى الآن أكثر الاجزاء حساسية في دورة الوقود النووي، وهي تخصيب اليورانيوم رغم ان كبير مفاوضيها النوويين في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال إن العمل في وحدة تخصيب ناتانز سيستأنف يوما ما.

وقال قورش ناصري «وقف تخصيب اليورانيوم كان طوعيا وغير ملزم قانونا، ويمكن انهاء هذا الوقف في أي وقت نختاره». واضاف «غير أننا في الوقت الراهن سنستمر في تعليق العمل في ناتانز».