وزير شؤون اللاجئين في السلطة الفلسطينية يطالب بإعطائهم الأولوية على العمالة الأجنبية في لبنان

TT

التقى امس عباس زكي، وزير الدولة الفلسطيني المكلف شؤون اللاجئين، كلا من الرئيس اللبناني العماد اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري، اللذين اكدا له دعم لبنان للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. كما بحث زكي، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمسؤول عن الملف الفلسطيني في لبنان، مع طراد حمادة وزير العمل اللبناني في موضوع العمالة الفلسطينية من باب اعطائها «الاولوية» على العمالة الاجنبية في لبنان.

وافادت مصادر الرئاسة اللبنانية، بان الرئيس لحود اكد للوزير الفلسطيني «تمسك لبنان بحق الفلسطينيين في العودة الى ارضهم وقيام دولتهم المستقلة وعدم توطينهم»، معتبراً ان «لا حل عادلاً وشاملاً للنزاع العربي ـ الاسرائيلي، ما لم يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».

وابلغ الرئيس لحود الوزير زكي «ان لبنان حريص على أمن الفلسطينيين الموجودين على ارضه وعلى توفير الرعاية السياسية والاجتماعية لهم، ليساهموا في ترسيخ الاستقرار في لبنان».

واعتبر لحود «ان الرهان على مواجهة لبنانية ـ فلسطينية، هو رهان خاسر، لا سيما ان الفلسطينيين، بسلطتهم ومنظماتهم، اكدوا مراراً احترامهم لسيادة الدولة اللبنانية على اراضيها وتقيدهم بالانظمة والقوانين المرعية الاجراء، ورفضهم لاية محاولة لاقحامهم في المواضيع الداخلية اللبنانية»، واشار الى «ان الحكومة الجديدة عازمة على تعزيز التنسيق بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية وفق آلية يتم التشاور في شأنها، وذلك لما فيه خير الشعبين الشقيقين».

اما الوزير زكي فنقل الى الرئيس لحود رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، ضمنها تحياته وشكره للاهتمام الذي يوليه للقضية الفلسطينية ولاوضاع الفلسطينيين في لبنان. كما اطلعه على آخر التطورات المتصلة بالانسحاب الاسرائيلي المرتقب من قطاع غزة والخطوات التي ستعتمد لاحقاً لتطبيق «خريطة الطريق» ومبادرة السلام العربية.

وبعد زيارته الرئيس بري في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة، قال الوزير الفلسطيني: «كالعادة بحثنا مع رئيس مجلس النواب ابو مصطفى كل ما يتعلق بالهم الفلسطيني، ثم انتقلنا الى العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية، كما عرضنا عدداً من القضايا التي تضع العلاقات الفلسطينية ـ اللبنانية في موضعها الصحيح، كشركاء في هم وطني واحد، وايضاً مشاركتنا مأساة الاحتلال للأراضي اللبنانية والاراضي الفلسطينية».

وبالنسبة الى اجتماعه بوزير العمل اللبناني طراد حمادة افاد زكي: «ركزنا على الوجود الفلسطيني في لبنان وضرورة ان تكون هناك آلية في تنفيذ القرارات المتعلقة باستثناء الفلسطينيين من بعض المهن. واتفقنا مع الوزير حمادة على ان يكون للفلسطينيين، ليس من باب المزاحمة مع العمال اللبنانيين، بل ان يأتي الفلسطيني في مقدم الاجانب الذين يسمح لهم بالعمل في لبنان».

وسئل زكي ما اذا كان قد تقدم بآلية محددة لتنفيذ القرار المتعلق باليد العاملة الفلسطينية، فأجاب: «بالنسبة الينا، تقدمنا بآلية ليس فقط بالنسبة الى العمل والعمال، بل لعلاقات طبيعية بين لبنان وفلسطين، حتى ننهي اي غموض في العلاقة، أكانت أمنية ام ادارية ام مدنية ام سياسية، باعتبارنا في نفس الخندق المشترك تجاه العدوان الاسرائيلي».

وأكد وزير العمل اللبناني ان «آن الاوان لتنظيم العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية، لكي تعود الى طبيعتها على المستوى السياسي، كما هي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. واننا نضع كل امكاناتنا في سبيل انجاح هذه الخطوات والمبادرات المفيدة والضرورية. وان شاء الله تتكلل بالنجاح».

وقد زار الوزير زكي عصر امس، النائب اسامة سعد في منزله في صيدا، حيث جرى عرض لاوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان بحضور عدد من مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية.

وكان لافتاً قيام الوزير زكي والنائب سعد بزيارة الى مخيم عين الحلوة الفلسطيني قرب صيدا، حيث التقيا العقيد منير المقدح الذي قدم اخيراً استقالته من قيادة ميليشيا حركة «فتح» في لبنان، في ما بدا انه محاولة لحمله على العودة الى صفوف الحركة.