نائب عراقي يطالب الجعفري ومسؤولي الدولة بعدم لفظ التعويذة

باحث : الأيزيدية يعبدون الله ويتجنبون ذكر الشيطان

TT

طلب نائب عراقي امس، من رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري والوزراء العراقيين عدم تكرار لفظ التعويذة (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، في حين اكد باحث عراقي مهتم بشؤون الاديان في العراق ان تسمية اليزيدية خطأ كبير واسمهم الحقيقي «الأيزيدية» وهم لا يعبدون الشيطان.

وقال النائب الأيزيدي كامران خيري سعيد، عضو الجمعية الوطنية (البرلمان)، من قائمة التحالف الكردستاني. موجها كلامه الى الجعفري «السيد رئيس الوزراء والسادة الوزراء ربما تكون مداخلتي غريبة نوعا ما، ولكن بما انكم نفذتم بنا هذه الكلمة واعني كلمة (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) في مقدمة خطاباتكم وبياناتكم، علما باننا لا نؤمن بهذه الكلمة ولا نشعر بالنقص ازاءها، ولكن عند ذكرها من قبل مسؤول ينظر الينا زملاؤنا وكأننا معنيون بها». واضاف ان «هناك 600 الى 700 الف كردي يزيدي يشعرون عند ذكر هذه الكلمة بعدم احترام لمشاعرهم، لذلك نطلب منكم ومن كل المسؤولين العراقيين اخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار».

ومن جانبه، اكد رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ان «قول هذه الكلمات ليس مقصودا به استفزاز اي واحد او اي طائفة معينة».

واضاف ان «الكثير من الديانات تختلف في ما بينها، لكنها تذعن لحقيقة تحترم رأي الاغلبية فيه». وقال «يجب ان تعرف، نحن في البرلمان ويجب احترام الغالبية من كل الديانات».

وقال الباحث العراقي رشيد الخيون مؤلف كتاب «الاديان والمذاهب في العراق»، أن تسمية اليزيديين او اليزيدية خطأ كبير ولا علاقة لهم باي شخص اسمه يزيد واسم ديانتهم الحقيقية هي الأيزيدية».

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه أمس، اضاف الخيون الذي كان قد زار وامضى فترات طويلة مع الأيزيديين في شمال العراق، ان «الأيزيدية تسمية مشتقة من أيزيدا، التي تعني(الله) باللغة الفارسية القديمة، التي يستخدمها الأيزيديون، وهذا يعني ان تسميتهم تعني «الإلهيين»، مشيرا الى ان «الذي اطلق عليهم تسمية اليزيديين هو عبد الكريم السمعاني، الذي عاش في العصر العباسي وذكرهم في كتابه (الانساب)، وهم لا علاقة لهم بيزيد بن معاوية او أي شخص آخر يحمل هذا الاسم». وقال الخيون «لقد امضيت فترات طويلة بينهم والتقيت بشيوخهم وبرجال الدين منهم، وهم لا يعبدون الشيطان ولا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد، بل هم لا يعترفون بوجود الشيطان ويؤمنون بان الله هو خالق الخير والشر ويتجاهلون الشيطان، ويقولون انهم لا يرددون اسم الشيطان لانه غير موجود اساسا».

واضاف الباحث العراقي ان «العثمانيين هم من الصق بالأيزيديين تهمة عبادة الشيطان، حيث كانوا يطلقون عليهم تسمية الشيطان». واكد ان الأيزيديين «يعبدون الله ويؤمنون به وبالنبي ابراهيم، والأيزيدية ديانة خاصة لا علاقة لها بالاسلام، ويتخذون لهم من الملك الطاووس شعارا ولهم كتابان هما (الجلوة) و(رش) ويتكونون من طبقات اجتماعية ودينية، منها الامراء والفقراء والقوالون».

واوضح الخيون قائلا: ان عدد الأيزيديين في العالم يبلغ حوالي 500 الف نسمة، متوزعين على العراق وسورية وتركيا وبعض الدول التي كان يتشكل منها الاتحاد السوفياتي السابق، لكن العدد الاكبر منهم موجود في شمال العراق، اذ يبلغ عددهم اكثر من 200 الف نسمة. وقد شهدت اوضاع الأيزيديين تحسنا، مع شبه الاستقلال الذي يعيشه اكراد العراق منذ 1991، واصبح لهم ممثلون في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان)، وفي برلمان كردستان.