صحف أوغندا تروج لعملية اغتيال في حادثة طائرة قرنق وموسيفيني يهدد بإغلاقها

الأمم المتحدة: انتشلنا 17 جثة من طائرة قرنق المحطمة وليس 14 وكمبالا تنفي رواية «الجثة المجهولة»

TT

كشفت صحف اوغندية امس، مزيدا من الروايات حول حادثة سقوط طائرة النائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق، مؤكدة تعرضه لحادثة اغتيال، واشارت الى وجود رصاصات في جثة قرنق، لكن الرئيس الاوغندي، كذب هذه الروايات وهدد باغلاق هذه الصحف. في ما نفت السفارة الاوغندية في الخرطوم رواية «الجثة المجهولة»، التي قال وزير داخليتها انها وجدت بين الجثث التي ارسلت الى اوغندا، وقالت ان الرواية مجرد اشاعة نسبت الى الوزير. والقت الامم المتحدة امس مزيدا من الغموض على حادثة سقوط المروحية الرئاسية الاوغندية، التي كانت تقل الزعيم السوداني الراحل جون قرنق، بتأكيدها انه تم انتشال 17 جثة من موقع تحطم الطائرة، وليس 14 كما كانت اوغندا تؤكد دائما. ولم يعرف بعد سبب هذا التناقض على الفور. ولو أن عضوا في مجلس قيادة جنوب السودان، كان قد قال ايضا في وقت سابق انه تم العثور على 17 جثة. وقالت راضية عاشوري، المتحدثة باسم الامم المتحدة للصحافيين في الخرطوم امس، «حسب الارقام التي لدينا، وهي اخر ارقام رأيتها بنفسي.. نحن نتحدث عن 17».

وقالت الخرطوم في وقت سابق، ان ستة من مرافقي قرنق وطاقم الطائرة المؤلف من سبعة افراد لقوا حتفهم في حادث التحطم قرب الحدود السودانية الاوغندية.

وتشكلت لجنة مشتركة من الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كان يتزعمها قرنق، هذا الاسبوع للتحقيق في اسباب التحطم. وقال مسؤولون انهم يرحبون باية معلومات من الامم المتحدة او اي خبراء دوليين اخرين. وستقدم اللجنة التي يرأسها جنوبي، نائب الرئيس السوداني الاسبق ابيل الير، تقريرا مبدئيا خلال اربعة اسابيع من بدء عملها.

وقالت عاشوري: ان فريقا للامم المتحدة يتواجد قرب موقع التحطم، على استعداد لتقديم العون. لكنها اضافت ان التشكيل النهائي لفريق التحقيق لم يتأكد بعد.

وكان وزير الداخلية الاوغندي، قد صرح بان هناك «جثة مجهولة» فى الحادث، مما ادى الى تأخير تسليم الجثث في جوبا، وهو التصريح الذي اثار انزعاج واستغراب الحكومة السودانية.

وفي الخرطوم سعت السفارة الأوغندية الى نفي وجود جثه اضافية مجهولة الهوية بين ضحايا الطائرة الأوغندية، وقالت السفارة في بيان لها في الخرطوم امس، إن ما نسب لوزير الداخلية الأوغندي من حديث في هذا الامر، مجرد مزاعم واشاعة غير مؤسسة. وقال البيان إنه لم يتم العثور على جثة اضافية في حطام الطائرة وإن هذا هو الموقف القاطع الذي توصلت إليه كل الفرق التي شاركت في عملية التعرف على ضحايا تحطم الطائرة. واشار بيان السفارة الأوغندية إلى ان موضوع الوصول للحقائق حول تحطم الطائرة هو الآن لدى لجنة التحقيق، التي شكلتها الحكومة السودانية. كما ان الحكومة الأوغندية قامت من جانبها بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث بموجب قوانينها. ودعت السفارة إلى التوقف عن اطلاق التصريحات، حتى تصدر هذه اللجان نتائج ما توصلت إليه.

من جهته هدد الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني امس، باقفال العديد من الصحف المحلية، التي تواصل الاشارة الى احتمال وقوع عمل ارهابي في حادث وفاة جون قرنق، النائب الاول السابق للرئيس السوداني الذي قضى في تحطم مروحية في 30 يوليو (تموز) الفائت.

وقال موسيفيني في احتفال تكريمي لافراد الطاقم الاوغندي السبعة الذين قضوا في تحطم المروحية الرئاسية، التي كانت تقل قرنق، ان المعلومات التي تنشرها تلك الصحف تهدد امن المنطقة. مؤكدا انه لن يقبل بها.

واضاف «لن اقبل بعد اليوم بصحيفة تشبه «طائر الشؤم»، مشيرا الى صحيفتين غير رسميتين ومجلة اسبوعية. وتابع «ساقفلها بكل بساطة، عليها ان تتوقف (الصحف) او نوقفها بانفسنا». وكانت احدى هذه الصحف قد اوردت ان جثة القائد الجنوبي السابق الذي تزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان عثر عليها ممزقة بالرصاص داخل حطام الطائرة.

وتحدثت صحف اخرى عن رصاص مصدره رواندا كان يستهدف اصلا الرئيس الاوغندي، علما بان العلاقات بين البلدين الجارين تشهد توترا.

وكان موسيفيني نفسه قد روج لهذه النظرية، يوم الجمعة الفائت، معتبرا ان سقوط المروحية الرئاسية «قد لا يكون ناجما عن حادث»، بخلاف النظرية التي عزت الحادث الى سوء الاحوال الجوية والظلام او الى خطأ تقني، والتي دافعت عنها الامم المتحدة والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وشدد الرئيس الاوغندي على ان مروحيته الشخصية الروسية الصنع كانت مجهزة باحدث التقنيات، لكنه اوضح انه ينتظر نتائج تحقيق دولي تتعاون في اجرائه اوغندا وكينيا والولايات المتحدة وكندا وروسيا.

وكان موسيفيني قد قال الاربعاء الفائت، انه اذا توصل التحقيق الى وقوع عمل اجرامي فان المحرضين المحتملين على الحادث «يجب ان يدفعـوا الثمن».