سلفا كير يصل الخرطوم لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما لأداء القسم نائبا أول للرئيس

حشود أمنية غير مسبوقة في الخرطوم سبقت وصول زعيم الحركة الشعبية الجديد إلى العاصمة السودانية

TT

شهدت العاصمة الخرطوم امس منذ الساعات الأولى من فجر امس تعزيزات امنية، احترازية غير مسبوقة، قبل ساعات من وصول زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الجديد، الى الخرطوم لتسلم مهامه رسميا وأداء اليمين كنائب اول للرئيس ورئيس لحكومة الجنوب خلفا للزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق. شاركت في الحشود الامنية قوات مشتركة من الشرطة والجيش وجهاز الامن و«المعتمدين والضباط الإداريين». وأطفى الوجود الأمني الكثيف اجواء توتر وقلق، عادت بالاذهان الى احداث دامية وقعت بعد اعلان مصرع الدكتور جون قرنق في حادث تحطم طائرته في الثلاثين من يوليو (تموز) الماضي، اثناء عودته من زيارة قام بها الى اوغندا المجاورة.

واستقبل الفريق سلفا كير بحفاوة من قبل النائب الثاني للرئيس علي عثمان محمد طه، وعدد من الوزارء، بالاضافة الى قائد الفصائل الجنوبية المناوئة للحركة الشعبية باولينو ماتيب، وحشد من قيادات الحركة الشعبية في الخرطوم.

ويعتبر وصول كير للخرطوم امس هو الاول من نوعه منذ ان خرج متمردا عليها في العام 1983، ويعتقد المقربون منه انه «يفضل البقاء في الجنوب على الخرطوم»، وتغرق صحف الخرطوم منذ أيام في جدل حول ما اذا كان كير «وحدويا أم انفصاليا».

وفي كلمة مقتضبة، قال سلفا كير في مطار الخرطوم انه سعيد بوصوله الخرطوم بعد 21 عاما، وشدد انه «حريص على تنفيذ اتفاق السلام الشامل مع الحكومة»، ودعا ابناء الشعب السوداني كافة والمهمشين في كل مكان، الى التحلي بالهدوء وعدم تكرار ما حدث في اعقاب موت قرنق، والتي اسفرت عن مقتل نحو 130، وجرح 800 شخص وتدمير وحرق كميات كبيرة من ممتلكات المواطنين. وسيؤدي كير في الحادية عشر من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش) اليمين الدستورية في احتفال يقام بالقصر الجمهوري، امام الرئيس البشير، كنائب اول للرئيس. وفي سياق التعزيزات الامنية في الخرطوم امس، اصطفت القوات المشتركة «كتف بكتف» على امتداد الشوارع الرئيسية في العاصمة، وهي تحمل البنادق الرشاشة، والعصي، والهراوات، ونصبت متاريس متعددة على مداخل الجسور والمدن، وظلت سيارات عسكرية ودبابات تجوب من وقت لآخر، ساعات النهار الشوارع. وشددت القوات في تنفيذ الامر الصادر اخيرا بمنع التجمعات في الاسواق والاحياء، ومواقع المركبات العامة. وسبقت هذه التعزيزات، قلاقل امنية نهار الثلاثاء، لفترة محدودة، بضاحية «الكلاكلات» جنوب الخرطوم، اثر شائعات تواترت بحدوث هجوم على الاحياء من قبل «منفلتين جنوبيين» على شاكلة احداث الاثنين، تم على اثرها تسريح طلاب مدارس الاساس والثانوي من مدارسهم واغلقت معظم المحلات التجارية ابوابها تجنباً لتكرار احداث الاسبوع الماضي الدامية، غير ان الشرطة نفت عاجلا صحة الشائعات، واكدت «استتباب الاوضاع الامنية في كافة محليات الولائية». وذكر الفريق شرطة سيد الحسين عثمان نائب مدير عام قوات الشرطة السودانية، ان الشرطة تلقت بلاغات من خلال اتصال هاتفي من مواطن من منطقة الكلاكلة صنقعت «محطة 3» حوالي الحادية عشر من صباح امس، افاد فيه بوجود تجمع لمواطنين جنوبيين تهجموا على تلاميذ مدرسة اساس بمحطة «3» بالحي.

واعلنت الشرطة اول من امس لاول مرة ان 45 من افرادها قد اصيبوا في احداث الاثنين الدامية، وقالت انها اعتقلت 2000 متهما في الاحداث وهم الان في مراحل التقاضي المختلفة في التهم المنسوبة اليهم. وقال الحسين في تصريحات إن التعزيزات الامنية التي شهدتها الخرطوم امس تأتي لبسط هيبة الدولة وإعادة الانضباط للشارع العام وتنظيم الأسواق ومحاربة المظاهر السالبة في المناحي الاجتماعية والأخلاقية والصحية.

وشدد الحسين أن الحملة ستستمر يوميا حتي يعود للعاصمة مظهرها الحضاري وتنتفي العوامل التي تهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم وممارستهم لحياتهم اليومية باطمئنان.

في غضون ذلك، اعلن اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الوطني رئيس لجنة تقصي الحقائق في «احداث الاثنين» في مؤتمر صحافي عقده امس عن تشكيل 7 لجان لانجاز المهمة في ولايات السودان التي شهدت احداث عنف تلك الايام، وناشد المواطنين «بان كل من يملك معلومة مفيدة في اطار تكليف اللجنة ان يقوم بتبليغها للجنة».