سلفا كير.. النائب الأول الجديد.. خليفة قرنق: قليل الكلام.. كثير الأفعال

TT

يقول مراقبون سياسيون، ان الزعيم السوداني، الذي سيؤدي اليوم اليمين الدستورية كنائب اول للرئيس السوداني خلفا للراحل جون قرنق، «انه رجل الفعل لا الكلام».

وقالوا انه يتمتع بقدرة طبيعية على حشد التأييد، وبمهارة اكبر في تسوية الخلافات السياسية في الجنوب، اكبر من سلفه جون قرنق الذي كان يميل غالبا الى الاستبداد برأيه. ويقول مقربون منه انه شخصية يلتف حولها الجميع داخل جماعة مؤلفة من قبائل تميل الى التنافس والتناحر. وقال الدبلوماسي الكيني بيثويل كيبلاجات «هو رجل عسكري عملي.. قائد على الارض يتمتع بشخصية يتجمع حولها الناس». وقال دان ايفي، المراقب المخضرم لشؤون السودان الذي يعمل في مجال الاغاثة، ان كير «عنصر استقرار. سيختلف اسلوب القيادة ليصبح جماعيا بدرجة اكبر». ويقول محللون ان كير يحتمل ان يتبع اسلوبا جماعيا بدرجة اكبر في قيادة الحركة، التي سيطر عليها قرنق فترة طويلة باسلوب مركزي في اتخاذ القرار، تجلى بوضوح خلال المفاوضات التي ادت الى اتفاق السلام الذي ابرم في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال اليكس دي وال، الخبير في شؤون القرن الافريقي «يرجح ان تصبح الحركة الشعبية لتحرير السودان اكثر اتحادا تحت قيادة كير، وهذا ما تؤكده السرعة التي عين بها». واضاف «كان قرنق شخصية مثيرة للجدل وغير محبوب بصفة خاصة. اما سلفا فشخصية اكثر قدرة على التوحيد». ومضى يقول «انه الرجل المناسب للمهمة. سيكون الرئيس السوداني عمر حسن البشير سعيدا وسيرحب به». وبرز خلاف في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2004 بين قرنق وسلفا، وسط مزاعم بين زعماء الحركة بان قرنق لم يتشاور مع زملائه في القرارات المهمة التي اتخذها خلال محادثات السلام في كينيا مع مسؤولين من الخرطوم. وذكرت تقارير ان كير احاط نفسه بقوات موالية له ورفض مغادرة المجمع، الذي يقيم فيه في بلدة ياي لمقابلة قرنق. وذكرت المجموعة الدولية لبحوث الازمات ان الموقف سوي جزئيا في اعقاب زيارة مبعوثين لقرنق الى ياي. ونفى قرنق وجود مشاكل بينه وبين نائبه كير. كما رفض الاخير التعليق على التقارير التي تحدثت عن خلافات بينهما. وكير من ابناء قبيلة الدينكا اكبر مجموعة عرقية في جنوب السودان مثله في ذلك مثل قرنق لكنه من فرع يمثل اغلبية داخل القبيلة. وسبق ان ساند قرنق خلال فترة من الانقسامات الداخلية والتمرد في مطلع التسعينات. ويقول خبراء ان كير مثل كثيرين من اعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان، يتخذ موقفا اكثر تمسكا بحق الجنوب في تقرير المصير، رغم مساندته علنا لرأي قرنق الذي كان يرى ان من الافضل بقاء السودان بلدا واحدا. وتعطي اتفاقيات السلام للجنوبيين الحق في الانفصال عن الشمال، من خلال استفتاء سيجرى في نهاية فترة انتقالية تبلغ ست سنوات، وهو تنازل وافقت عليه حكومة الخرطوم، استجابة لمطلب الحركة الرئيسي وهو حق تقرير المصير. ويقول خبراء ان الدلائل تشير الى ان الاستفتاء اذا اجري اليوم فسيختار عدد كبير من الجنوبيين الانفصال. وقال دي وال «كان قرنق افضل امل لخيار الوحدة. ولذا اصبح اختيار الوحدة في الاستفتاء اقل احتمالا بعد وفاته». وقال كير للصحافيين الاسبوع الماضي «اذا اراد الناس الانفصال عن السودان وان يصبحوا دولة منفصلة فيجب احترام قرارهم. الرسالة للجميع هي ان يلتزموا الهدوء والسلم. ست سنوات ليست وقتا طويلا». واضاف «التزم الطرفان.. حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان باحترام قرار الشعب بعد الفترة الانتقالية». ولد سلفا كير ميارديت، الذي سيؤدي اليوم اليمين الدستورية كنائب اول للرئيس السوداني خلفا للراحل جون قرنق، في إقليم بحر الغزال بجنوب السودان، في العام 1951 وهو يتحدر من قبيلة الدينكا، التي يتحدر منها أيضا قرنق، وبدأ حياته العسكرية جنديا في الجيش السوداني قبل أن يلتحق بقوات قرنق. وفي عام 1986 أصبح نائب قائد الأركان مكلفا العمليات في الجيش الشعبي لتحرير السودان. وترقى في عام 1997 ليتولى منصب نائب قرنق في قيادة الحركة، وفي الوقت نفسه قائدا عسكريا لقواتها المسلحة في منطقة بحر الغزال. وفي اعقاب توقيع اتفاقات مشاكوس وعودة الحركة الشعبية لتحرير السودان إلى الخرطوم تقلد سلفا كير الشهر الماضي منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، بقرار رئاسي اصدره قرنق، في إطار المرحلة الانتقالية التي تدوم ست سنوات، ومن المقرر أن تنتهي باستفتاء لتقرير مصير جنوب السودان. ويعتبر سلفا من القيادات العسكرية التي تلقى احتراما كبيرا في الحركة الشعبية لتحرير السودان.