يعلن الجيش الاسرائيلي قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة يحظر على الاسرائيليين دخولها ابتداء من ليل 14 اغسطس (اب) الجاري. وقال متحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان الجيش سيتسلم أوامر اخلاء المستوطنين يوم الثلاثاء المقبل، وسيسمح للمستوطنين فقط بمغادرة القطاع.
وحسب المصادر العسكرية فانه بعد منتصف ليلة 17 اغسطس ستقتحم قوات الاحتلال المنطقة وستقوم باخلاء المستوطنين بالقوة. واضافت المصادر ان سلطات الاحتلال ستقوم بتسليم السلطة الفلسطينية 320 مبنى عاما، تتضمن مدارس وقاعات رياضية ومراكز جماهيرية. واضافت ان السلطة ستحصل على مبلغ خمسة وعشرين الى ثلاثين مليون دولار مقابل قيامها بنقل ركام منازل المستوطنين الذي سيتم دفنه في مصر. وقررت قيادة الجيش عدم تسليم السلطة مبنى قواتها في قطاع غزة الذي يتكون من طابقين. يذكر ان المقر كان هدفاً لنيران المقاومة طوال فترة الانتفاضة. وعلى الصعيد الفلسطيني ذكرت مصادر أمنية فلسطينية ان السلطة ستعلن حالة الطوارئ ليوم واحد، حيث ستوضع الحواجز على الطرق التي ستؤي الى المستوطنات. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال ستقوم باغلاق معبر «بيت حانون» لمدة شهر اعتبارا من اليوم (الخميس)، تمهيدا لتطبيق خطة الفصل. واضافت المصادر ان المعبر سيتم فتحه فقط لبعض الحالات التي تشمل الحالات الانسانية الطارئة، والأجانب، والدبلوماسيين، وكبار شخصيات السلطة. واشار المصدر الى ان معبر رفح سيكون مفتوحاً الى جانب معبر المنطار التجاري (كارني)، الذي سيبقى مفتوحاً أمام حركة البضائع، ولن يغلق الا في حالات طارئة. واضافت المصادر ان قوات الاحتلال ستغلق حاجزي أبو هولي والمطاحن وسط قطاع غزة طيلة فترة الانسحاب، وستكتفي بفتحهما يومياً لمدة خمس ساعات مساءً، بالاضافة الى يومي الجمعة والسبت كالمعتاد، حتى اتمام عملية الانسحاب من قطاع غزة. وستقوم سلطات الاحتلال باغلاق حاجز التفاح، الذي يربط منطقة المواصي بمدينة خان يونس بشكل تام، وستحول الحركة فيه الى حاجز تل السلطان في مدينة رفح المؤدي الى منطقة.
من ناحية ثانية شرعت قوات الاحتلال في اطلاق مناطيد في سماء قطاع غزة لمراقبة تنفيذ خطة الفصل. وقال شهود عيان ان المناطيد ظهرت فوق حي «الزيتون» جنوب مدينة غزة، حيث بدت المناطيد في شكل طائرة استطلاع كبيرة. وعادة ما تحتوي المناطيد اجهزة اتصالات وتقنيات استخبارية تساعد على نقل الصور والمعلومات من مناطق الاحداث الى قيادات جيش ومخابرات الاحتلال. الى ذلك قال شهود عيان فلسطينيون إن مستوطنين قاموا الليلة قبل الماضية بزرع عشرات الألغام حول مستوطنة «موراغ» الواقعة الى شمال مدينة رفح، اقصى جنوب قطاع غزة. وقال بعض الفلسطينيين في المكان انهم قاموا بابلاغ الجهات الأمنية بقيام بعض المستوطنين بزراعة الالغام بالقرب من السياج المحيط بالمستوطنة.
يذكر ان «موراغ» هي احد ثلاث مستوطنات اقرت الحكومة الاسرائيلية اخلاءها ضمن المرحلة الاولى من تطبيق خطة الفصل.
وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية قد اكدت على ضرورة عدم توجه أي مواطن فلسطيني إلى المستوطنات بمجرد انسحاب المستوطنين وقوات الاحتلال منها، وان عليهم انتظار أوامر أجهزة الأمن الفلسطينية من أجل الدخول والاحتفال بالجلاء عن هذه المستوطنات.