اهتمام الملك عبد الله بالتراث والثقافة السعودية وحرصه على تفعيل دور المرأة من خلال المهرجان الوطني للجنادرية

TT

يردد السعوديون في أحاديثهم اليومية مثلا شعبيا يقول «اللي ماله أول ماله تالي»، كلما دارت رحى الحديث عن الهوية الوطنية والتمسك بالأصالة في العادات والموروثات والتقاليد، معتبرين ذلك جزءا من تربيتهم لأبنائهم وتدليلهم على مدى الثراء التاريخي والمعرفي الذي تكتنزه البلاد. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كأي سعودي آخر استوعب في وقت مبكر من نشأته أهمية الحفاظ على الموروثات التي تميز الهوية السعودية، وبدأ اهتمامه وتعلقه بالفروسية كمفهوم رياضي وتربوي يدل على العراقة والاقتداء بسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

واهتمام العاهل السعودي يبدو جليا من خلال المهرجان الوطني للجنادرية، الذي ابتدأ برياضة سباق الهجن حتى حولها إلى تظاهرة سعودية تتباهى مع تسارع وتيرة التنمية والانفتاح في السعودية نحو العالم الخارجي، مع الاحتفاظ بالتراث والثقافة السعودية وجعلها من الثوابت التي تبرز ثقافة المجتمع السعودي وتناغمه مع أصالة الماضي وثورة المستجدات. ولم يقتصر دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في هذا العمل، الذي صنع من رياضة الهجن مهرجانا عالميا، بل امتد دوره إلى تفعيل دور المرآة السعودية في الماضي ومشاركتها الرجل في شتى مناحي الحياة، وجسد الملك عبدالله هذا التوجه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بتشكيل لجنة نسائية برئاسة الأستاذة فاطمة السلوم وعضوية مجموعة من الأستاذات اللاتي حددن أهداف اللجنة وأهمية إبراز دور المرأة للأجيال المعاصرة ومساهماتها في الماضي ومساهمتها في الأنشطة الحياتية واستقبال الجاليات الأجنبية والوفود الرسمية لشرح مدلولات التراث التي تبرز دور المرأة في القديم من خلال المعروضات من الملابس والحلي والأواني المنزلية ونماذج الأثاث المنزلي مع استخدام نماذج تمثل الحياة الواقعية في الماضي. كما تولت اللجنة إعداد برنامج ثقافي يحوي عددا من المحاضرات والندوات التي يشرف عليها أستاذات متخصصات في الجامعات والكليات والمعاهد العليا، وتطورت اللجنة وازداد عدد العضوات فيها عاما بعد عام بازدياد الدعم ثم أصبح النشاط التراثي يختص بتراث وثقافة منطقة مناطق المملكة في كل عام، ومن ثم تم أعداد برنامج متكامل لحياة المرأة في جميع المناطق السعودية، وإقامة عروض حية للتحف اليدوية القديمة والعادات الاجتماعية في الزواج التي كانت سائدة في ذلك الحين.