الفلسطينيون يتسلمون الدفيئات الزراعية في المستوطنات مجانا

TT

توقع نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، شيمعون بيريس، بأن تستمر العملية السياسية بين حكومته والسلطة الفلسطينية، بعد إتمام الانسحاب من قطاع غزة وبعض مناطق شمال الضفة الغربية وإنهاء تطبيق خطة الفصل. ونفى أن يكون رئيس الوزراء، أرييل شارون، ينوي ادارة ظهره لهذه العملية. وقال ان شارون يدرك أهمية العملية السلمية في خدمة المصالح الاسرائيلية، ولذلك فانه واثق من الاستمرار.

وقال بيريس الذي كان يتكلم في عدة مقابلات صحافية، أمس، ان الشرط لاستمرار العملية السياسية هو الالتزام ببنود «خريطة الطريق» الأميركية. ورفض التقديرات التي تقول إن المعارضة اليمينية في اسرائيل ستنجح في اسقاط الحكومة وتقديم موعد الانتخابات العامة. ورأى ان الانتخابات ستجري بموعدها المحدد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 والحكومة الحالية ستواصل مهامها حتى اللحظة الأخيرة. وقال إنه وشارون مصممان على استغلال الفرصة السانحة للتقدم مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على طريق السلام، «فالعالم يقف معنا وقفة رجل واحد في هذا الموقف، ولا يجوز ان نخذله أو أن نخذل شعوبنا».

وكان الاسرائيليون والفلسطينيون قد توصلوا الى اتفاق نهائي في الساعة الثانية والنصف من فجر أمس حول الدفيئات الزراعية القائمة في المستوطنات في قطاع غزة. وبموجب هذا الاتفاق يحصل الفلسطينيون على ما تبقى من الدفيئات (90% من الدفيئات المبنية فيها)، مجانا. في ما يحصل أصحاب هذه الدفيئات من المستوطنين (230 مستوطنا) على تعويضات بقيمة 4000 دولار عن كل دونم منها (3500 دونم). وستنتقل ملكيتها الى شركة حكومية فلسطينية، من دون مقابل، لكن العمال الفلسطينيين الذين يعملون فيها حاليا سيواصلون العمل فيها أيضا بعد الانسحاب الاسرائيلي. وبلغت قيمة التعويضات المدفوعة للاسرائيليين 15 مليون دولار، قامت جمعية «آي.سي.إف» العالمية (التي كانت قد موّلت مصاريف المفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية في أوسلو)، بجمعها من ممولين أميركيين وأوروبيين. وقد نقص من المبلغ نصف مليون دولار، فدفعه مبعوث الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط، جيمس وولفنسون، من جيبه الخاص.

يذكر ان الموعد الرسمي لتطبيق «خطة الفصل»، هو في الساعة الثانية عشرة من ليلة غد (الأحد ـ الاثنين). وقد قرر المستوطنون اليهود القيام بنشاطات احتجاج يومية ضد هذه الخطة، لكنهم أعلنوا انهم لن يستخدموا العنف. واعترف قادة المجلس العام للمستوطنات بأن معركتهم لإلغاء الخطة فشلت. وفي تعقيب على مظاهرة لهم، مساء اول من أمس، في باحة حائط المبكى، بمشاركة 150 ألف شخص، حسب مزاعم اليمين، قال رئيس المجلس المذكور، بنتسي ليبرمن، «المشكلة ان المستوطنين فقدوا تأييد العلمانيين في اسرائيل وأغلب المتظاهرين كانوا من المتدينين». وأعلنت الشرطة، أمس، ان قواتها جاهزة تماما لعمليتي الاخلاء والإجلاء يوم الاثنين (بعد غد). وأكدت انها ستتعامل بكل حدة وحزم مع كل من يتجاوز القانون، خصوصا المتسللين لمستوطنات قطاع غزة.