شخص يشتبه أنه مجنون يغير على المصلين في المسجد المركزي بلندن مهددا بنسفهم

الحارس الذي أمسك به: كان يبكي قائلا أنا يهودي بولندي وأريد أن أفجر نفسي

TT

بث شخص، يشتبه في انه مختل عقليا، الرعب امس في قلوب مئات المصلين بمسجد ريجنتس بارك بوسط لندن، حين دخل عليهم اثناء خطبة الجمعة مهددا بنسف المسجد. ولم يستبعد الدكتور يونس رمضان التيناز، وهو مستشار مدير المركز الثقافي الاسلامي ومسجد لندن المركزي، مقاضاة الرجل إذا ثبت انه سليم العقل. وأثنى الدكتور التيناز على تعاون الشرطة والسلطات الامنية التي سارعت لمعالجة الأمر وإلقاء القبض على المتهم الذي يرجح انه لم يعثر معه على متفجرات ادعى انه يحملها. وتعذر الاتصال بالشرطة للتحقق من الأمر.

وأكد شهود عيان كانوا على مقربة من مدخل الدور العلوي الذي ولج منه الشخص اثناء الخطبة، انه بدأ فور وصوله بفك سرواله وهو يهدد قائلا: «أنا يهودي.. يهودي». واشاروا الى انه كان يحمل حقيبة كبيرة على ظهره ملوحا بأنه سيفجر ما فيها من عبوات. وبينما تراكض معظم المصلين الى الخارج وسادت الفوضى والصخب، سارع أحد الشباب الى الإمساك بالرجل الذي يعتقد انه كان في الاربعينات من عمره، وألقاه ارضا. ولم يطل الوقت حتى وصل عدد من الحراس المكلفين حفظ الامن في المسجد واقتادوه الى الخارج. وما لبثت قوة من الشرطة البريطانية ان حضرت للتحقيق بالحادث واحتجزت المتهم الذي غطي رأسه لإخفاء هويته، حسب الاسلوب المتبع عادة. وقد أصيب بعض المصلين إصابات طفيفة بسبب التدافع.

وقال أمبس احمد جاسر، وهو ارتيري الاصل، يعمل حارساً امنياً في المسجد، انه ساهم في الإمساك بالرجل بعد لحظات من بدئه بالصراخ. وأوضح في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ان المهاجم كان يزعق «أنا يهودي واريد ان افجر نفسي وقنابلي هنا». واضاف انه «بعد الإمساك به كان يبكي، وهو يقول انا بولندي يهودي واريد ان افجر نفسي كلما سألته عن سبب إغارته بهذه الطريقة على المسجد». وأشار جاسر الى ان الشخص المجهول «كان على الارجح من احدى دول اوروبا الشرقية، ويتقن الانجليزية بشكل جيد مع انه غريب عن هذه البلاد». ولدى سؤاله عما اذا عثر مع الشخص على متفجرات، أفاد الشاب الارتيري الاصل: «لا أدري تماما لأننا تجنبنا فتح الحقيبة خشية ان يكون بها شيء ما، كما لم نسمح له باستعمال هاتفه الجوال، لأن هذا من القواعد الامنية التي ينبغي اتباعها في حالة مثل هذه». وتابع: «الشرطة هي المخولة في التحقق من أمره، والكشف على محتويات حقيبته». ولم يستبعد ان يكون متمتعا بكافة قواه العقلية. وأوضح الدكتور التيناز في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، ان الرجل كان «مسيحيا في الحقيقة، وليس يهوديا»، حسب معلومات مؤكدة بلغته. وأضاف: «ان ما فعله أمر غير مقبول، فمن حق الناس ان تؤدي فريضة الصلاة من دون خوف أو تهديد». ورجح ان الرجل كان خالي الوفاض، لكن الطريقة التي دخل بها والصراخ الذي قام به، أدخلا الذعر في نفوسهم. وتابع: «لقد عاد المصلون الى المسجد واستؤنفت الخطبة كالمعتاد». وأعرب التيناز، وهو مسؤول عن المراقبة الصحية والغذائية في مجلس دائرة هارنغاي بشمال لندن، عن أمله في اتضاح الصورة قريبا. وقال: «نأمل أن تعرضه الشرطة على طبيب عقلي للتأكد من وضعه، فإذا كان مريضا فعلا ينبغي اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الناس منه». واضاف: «إذا كان سليم العقل قد نفكر بمقاضاته». وأشار الى ان هذه هي المرة الاولى التي يشهد فيها المسجد المركزي حادثة من هذا النوع. وقال: «لقد تلقينا تهديدات عدة بأن المسجد سيتعرض لغزو من قبل مجموعات عنصرية ويمينية متطرفة بعد أسبوع من اعتداءات 7/7 الارهابية». وتابع: «غير ان الشرطة تستحق الشكر الكبير لأنها سارعت الى توفير الحماية اللازمة للمسجد حتى انه كان مطوقا بحوالي 500 شرطي في بعض المراحل». إلى ذلك، ذكر التيناز ان إدارة المسجد المركزي والمركز الثقافي الاسلامي قد قررت الاستغناء عن خدمات الجزائري عبد السلام بن دواود الذي كان يعمل في القسم الاعلامي التابع لها، وذلك لأنه «أطلق تصريحات باسم المركز لا تعبر عن موقفنا بصورة صحيحة». واضاف ان الاخير قد أدلى بتصريحات نشرتها أمس صحيفة «ايفنينغ ستانداردز» قال فيها إن المسلمين الذين اعتقلوا بشبهة التورط في الارهاب بعد الاعتداءات الاخيرة كانوا ابرياء وقد استغلت الحكومة قضيتهم. ولفت التيناز الى ان المركز لا يستطيع القول ان هؤلاء الناس أبرياء، لأنه لا يملك الدليل على ذلك، ولذا يفضل عدم التدخل في أمر هو بين يدي القانون والسلطات المعنية. وذكر ان المسجد المركزي والمركز الاسلامي عبر عن تضامنه مع البريطانيين جميعا، وأبناء لندن على وجه الخصوص، بعد هجمات الشهر الفائت.