الكلاب.. أقوى سلاح ضد متفجرات الإرهابيين

تستطيع اكتشاف أكثر من 19 ألف نوع.. وتجارب على الفئران والدبابير والنحل للقيام بالمهمة نفسها

TT

في صباح يوم من الأيام كانت مجموعات من ضباط هيئات تطبيق القانون من اربع وكالات، يفتشون محطات مترو الأنفاق ويتنقلون بين أكوام القمامة واجهزة بيع التذاكر والقطارات بحثا عن ديناميت وغيره من المتفجرات مثل ترياستون وتريبروكسايد. وكانوا يستخدمون ما يُعتقد انه أقوى الدفاعات ضد هذا النوع من الهجمات الارهابية مثل تلك التي وقعت في لندن وأدت الى مقتل 56 شخصا في الشهر الماضي. السلاح هو: الكلاب.

ان قدرة الكلاب على اكتشاف 19 الف نوع من المتفجرات يجعلها اكثر فاعلية في القبض على الارهابيين الانتحاريين اكثر من كاميرات الأمن او التفتيش العشوائي للمسافرين، وفقا لما ذكره المسؤولون.

وقد زار مايكل تشرتوف، وزير أمن الوطن، تسهيلات تدريب لكلاب الشرطة في فيرجينيا، ووصفها بأنها «أحدث وسائل مكافحة الإرهاب».

إلا أن خبراء الإرهاب ورجال الشرطة الذين يعملون مع الكلاب حذروا من ان وحدات الكلاب يمكنها تقديم حماية متفرقة في وسائل المواصلات العامة.

تجدر الاشارة الى ان عدد الكلاب في الوكالات المحلية والفيدرالية محدود بحيث لا يمكنها تغطية شبكة المواصلات التي يستخدمها 14 مليون مواطن يوميا. والعديد من الكلاب يمكنها العمل فقط لمدة نصف ساعة قبل احتياجها للراحة. كما ان قدرتها على العثور على متفجرات تعتمد على الكمية وقربها من المادة وقوة الرائحة.

وتعمل الشركات الخاصة والمختبرات ومراكز الأبحاث الحكومية علي تطوير تقنيات لكي تحل محل الكلاب او تساعدها. كما تجري وزارة الدفاع تجارب على الفئران والدبابير والنحل والخميرة للعثور على وسائل لاكتشاف المتفجرات. كما اجرت قوات المارينز في العراق تجارب على جهاز يحمل باليد ويصل ثمنه الى 28 الف دولار يطلق عليه اسم فيدو، يعتقد البعض منهم انه يمكنه العثور على متفجرات مثل الكلاب المدربة.

وفي الوقت الراهن، فإن العبء يتحمله الكلاب مثل آندي، وهو كلب نشط من فصيلة «اللبلادور» الذي يعمل في المكتب الفيدرالي للكحول والطباق والأسلحة النارية والمتفجرات. وقد طرد آندي وعدد من زملائه من مدرسة لتدريب الكلاب على مساعدة العميان لانه يمتلك قدرا كبيرا من النشاط بحيث لا يمكنه البقاء الى جوار الشخص الضرير، إلا ان نشاطهم يجعلهم اختيارا جيدا للبحث عن المتفجرات، ووضعهم على خط الجبهة لمعركة البلاد ضد الإرهاب المحلي.

إلا ان لشرطة قطارات الأنفاق بواشنطن، التي تدرب كلابها بنفسها، عشرة كلاب فقط لـ86 محطة. لدى شركة العاصمة عشرة كلاب للكشف عن المتفجرات، فيما لدى شرطة كابيتول هيل 43 كلبا مدربا يساعد بعضها على حراسة قطارات الأنفاق وتفتيشها، إلا ان معظمها يستخدم في الأساس لتفتيش اراضي كابيتول هيل. تجدر الإشارة الى ان هناك 100 كلب في الولايات المتحدة بكاملها مدربة بواسطة إدارة الرقابة على الكحول والتبغ والأسلحة النارية. وقال مسؤول في شرطة مبنى الكونغرس ان جزءا كبيرا من المهمة يتركز في الظهور بهذه الكلاب في المحطات كرادع ضد أي محاولة اعتداء. وقال رونالد بوتر، المسؤول في شرطة مبنى الكونغرس، ان جزءا كبيرا من الجانب الأمني يتلخص في طمأنة الناس بأن الشرطة حاضرة. وقال مايك بيكورارو، الذي يعمل في شرطة وسائل النقل، انه من المستحيل تفتيش كل حقائب المسافرين في كل المحطات، ومن المستحيل ايضا ان تكون الشرطة حاضرة في كل مكان وفي أي وقت، لكنه اكد انهم وسيلة واحدة من ترسانة وسائل ضد الارهاب. ولم يصرح مسؤولو شرطة واشنطن عن كيفية او توقيت استخدام الكلاب في المحطات، إلا ان أفراد الشرطة الذي يقودون هذه الكلاب قالوا انهم ظلوا يعملون لساعات أطول منذ التفجيرات التي وقعت في العاصمة البريطانية. وقال بيكورارو معلقا ان عمليات استخدام الكلاب في المحطات تحدث بصورة عشوائية، فربما تجري اليوم في 10 محطات لقطارات الأنفاق ثم في اليوم التالي في 10 محطات أخرى. وتستخدم هذه الكلاب على متن القطارات والأرصفة لفحص الأمتعة المثيرة للشكوك، اذ كانت تستخدم على هذا النحو في محطات قطارات الأنفاق في لندن قبل التفجيرات، رغم انها لم تكن تستخدم على نحو روتيني في المحطات هناك. أفراد الشرطة الذين يصطحبون هذه الكلاب في محطات مترو الأنفاق لا يقفون بها عادة اعلى او اسفل السلالم الكهربائية. ففي بعض الأحيان، تستخدم لتفتيش أنفاق القطارات، ولكن عندما يأتي الوقت للصعود على السّلم الكهربائي، فإن القلق يبدو واضحا على هذه الكلاب، ويرفع الشرطي ذنب الكلب حتى لا يدخل بين مساحات السلالم الكهربائية المتحركة. بمجرد تدريب هذا النوع من الكلاب بواسطة إدارة الرقابة على الكحول والتبغ والأسلحة النارية تعطى الوجبة فقط بعد عثورها على متفجرات. وتخبئ الشرطية شيلا فراي المسؤولة عن تدريب الكلب آندي متفجرات في حقل او سيارة او مبنى او غابة صغيرة ثلاث مرات في اليوم. وينبه آندي مدربته شيلا بالجلوس فوق الموقع الذي يشتم فيه رائحة المتفجرات، وهي بدورها تطعمه بعد ان يعثر على المتفجرات. ولدى شيلا منشفة لآندي معلقة على حزامها بجوار مسدسها.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»